ترك برس

يكشف المتحف البحري بإسطنبول، خبايا تاريخ البحرية التركية، ويسلّط الضوء عليها منذ قرابة 125 عاماً، وذلك بفضل مقتنياته المتنوعة والمميزة عالمياً في هذا المجال.

المتحف البحري الذي يعدّ أكبر المتاحف البحرية في تركيا، يصنّف ضمن أبرز المتاحف حول العالم، بفضل ما يحتويه من مقتنيات متنوعة، وهو يواصل استقبال زوّاره منذ 125 عاماً، وفقاً لرئيس فرع المتحف المقدّم غوكهان أطمجه

ويقع المتحف البحري، بقرب ضريح أمير البحار خير الدين برباروس الذي لعب دوراً هاماً في تحقيق النصر بمعركة "بروزة" البحرية (1538م)، بحسب ما يذكره الموقع الرسمية لولاية إسطنبول.

وأضاف أطمجه أنه "عندما أنشئ المتحف عام 1897، في منطقة قاسم باشا بإسطنبول، كانت مقتنياته الأساسية التي شكّلها الرائد سليمان نطقي، عبارة عن قطع من السفن والأسلحة."

وأوضح أنه "بحلول عام 1948م، نقلت محتويات المتحف لفترة قصيرة إلى داخل جامع دولمه بهتشه، وفي 1961م، نُقل مقر المتحف إلى منطقة تضم مصنع نوري دميرباغ للطائرات، ووقف خير الدين برباروس والمبنى القديم للمالية، فيما بقي المتحف آخر 50 عاماً من تاريخ إنشائه البالغ 125 عاماً، في منطقة بيشيكطاش."

وفيما يتعلق بمحتويات ومقتنيات المتحف المتواجدة ضمن بناء ذكي يستقبل زوّاره منذ عام 2013، قال "أطمجه" إنها عبارة عن "مجموعة من القوارب التاريخية، وقطع السفن، والأسلحة التاريخية، والرايات، وقطع النسيج الأثرية، إلى جانب قطع أثرية مصنوعة من الزجاج، والحجر والخشب. ويتجاوز إجمالي القطع الأثرية الموجودة في المتحف 23 ألف قطعة، لا يُعرض سوى 10 بالمئة منها."

وأشار إلى أن المتحف البحري بإسطنبول، أحد أكثر المتاحف العسكرية ثراء حول العالم، من حيث ما تحتويه من آثار متنوعة.

وتابع قائلاً: " مدخل المتحف وطابقه الأول يضمّان هياكل الشخصيات الهامة في تاريخ البحرية التركية، وقوارب باخرة سافارونا لمصطفى كمال أتاتورك، والقوارب السلطانية، والشعارات المستخدمة في السفن. أما الطابق الثاني والممر المؤدي إليه، يضمّان القطع الأثرية الخاصة بالأسطولين العثماني والجمهورية التركية، يليه قسم مقتنيات حول تاريخ الغوص، والذي يحظى باهتمام كبير من قبل الزوّار."

وأوضح المقدّم "أطمجه" أن الزائر وخلال تجوّله في المتحف، يجد قطعاً أثرياً تاريخها أقدم من تاريخ الكثير من البلدان حول العالم.

وأردف: "يمكن للزائر الاطلاع على السفن السلطانية التي تعود للقرن الـ 19، ليكتشف كيفية انتقال السلاطين عبر مضيق البوسفور. وعند الاطلاع على القوارب التي استخدمها مصطفى كمال أتاتورك، يدرك الزائر مدى الأهمية التي أولاها للبحّار وللبحرية، رغم أنه ضابط مشاة. أما القسم المخصّص لمقتنيات الأسطول العثماني والجمهورية التركية، يعرض للزائر بشكل ملموس، كيف تطوّرت ترسانة القوات البحرية من الماضي إلى الحاضر."

وأكد "أطمجه" أن الوظيفة الرئيسية للمتحف البحري بإسطنبول، هو نقل التاريخ البحري إلى الأجيال المقبلة.

وأضاف: "إلى جانب المتحف، نتحمّل أيضاً مسؤولية الحفاظ على الوثائق والأوراق الخاصة بالأعوام الـ 200 الأخيرة، والتي تعدّ إرث القوات البحرية. حيث يضم أرشيفنا قرابة 3 ملايين ونصف وثيقة أرشيفية، موزعين على 25 ألف ملف. كما أن أرشيفنا مفتوح للأشخاص والباحثين الراغبين في إجراء دراسات وأبحاث حول التاريخ البحري والأساطيل. أما مكتبتنا، فإنها تضم حالياً أكثر من 21 ألف كتاب. وتعد المكتبة البحرية التخصصية، بمثابة قسم تابع وداعم للأرشيف، ويمكن للباحثين الاستفادة من المكتبة والأرشيف معاً."

وبالقرب من المتحف البحري، يقع ضريح خير الدين برباروس الذي شيّده المعمار سنان. المقدّم "أطمجه" قال إن الأسطول التركي، عند توجهه إلى البحر الأسود، خرج إلى ظهر السفينة، لتحية الشخصية المعنوية لخير الدين برباروس.

ولفت "أطمجه" إلى أن المتاحف البحرية، من أبرز مجالات العرض والاستعراض لدى المجتمعات التي تهتم بالبحرية.

واستطرد قائلاً: " إن المتحف هو أفضل وسيلة لنقل إرثكم البحري، إلى الأجيال المقبلة، أو للزوّار القادمين من خارج البلاد. ندعوا الجميع وبالأخص الشباب، لزيارة متحفتا هذا. نعتقد أن قضاءهم ساعتين مميزّتين من الزمن هنا، سيجمعهم في نهاية الزيارة، بآراء ومشاعر مختلفة"، موضحاً أن زيارة المتحف للطلاب، مجاناً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!