ترك برس 

قال المحلل الروسي، دينيس كوركودينوف، إن الاتفاقيات الروسية التركية بشأن محافظة إدلب السورية فقدت أهميتها، وإن أنقرة مصممة على الانتقام من الكرملين بعد الضربة التي تعرضت لها القوات التركية من قوات النظام. 

وفي مقال نشره موقع World Geostrategic Insights، رأى المحلل الروسي أن العلاقات بين أنقرة وموسكو تخاطر بالتحول نحو "أزمة طائرة" أخرى، بعد أن هدد الرئيس التركي، رجب أردوغان، رسميًا بإسقاط جميع الطائرات فوق محافظة إدلب في سوريا، إذا شكلت خطرًا على القوات التركية. 

ووفقًا لكوركودينوف، فإن الرئيس التركي استخدم هجوم قوات النظام على قاعدة تفتناز العسكرية، حيث قُتل 5 جنود أتراك، ذريعة لتعزيز الوجود العسكري التركي في إدلب. 

ويزعم نقلًا عمن سماهم خبراء بأن الهجوم على قاعدة تفتناز نفذته جماعات مسلحة مؤيدة لتركيا من أجل إعطاء رجب طيب أردوغان الفرصة لتبرير عدوانه على دمشق وموسكو.

وأضاف أنه بالنظر إلى ردورد فعل الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، وإدارة البيت الأبيض، اللذين نددا بعمليات قوات النظام وروسيا، فإن تركيا سوف تتلقى الدعم من الحلف في المستقبل القريب، بعد أن أعلن أردوغان عن عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب، من المقرر أن تتم في النصف الثاني من شباط فبراير 2020.

واعتبر أن إعلان حلف الناتو تضامنه مع تركيا يشير إلى وجود اتفاقات واضحة بشأن مصلحة دول الحلف في القيام بدور نشط في عملية إدلب.

وأردف أن أنقرة لا تحتاج  إلى المشاركة المباشرة لقوات الناتو في سوريا، بل تحتاج إلى أن يضغط التحالف على موسكو ويخلق عقبات أمام حركة طائراته العسكرية. وخلاف ذلك، فإن تركيا مستعدة لتحمل مسؤولية "أزمة طائرة" أخرى.

وقال كوركودينوف، إن تصريحات الرئيس التركي بشأن روسيا كانت حتى وقت قريب مقيدة، لكن تصريحاته الأخيرة أظهرت موقفه الحقيقي الذي لا يمكن أن يسمى الشراكة. ومن غير المرجح أن تنظر القيادة الروسية الآن إلى اتهامات أردوغان لموسكو والتوترات المتصاعدة في إدلب، على أنها "بادرة طيبة" من جانب أنقرة.

واعتبر أن المواجهة الحالية في إدلب تفتح صفحة جديدة في تاريخ الحرب السورية، مضيفًا أن الهجمات التركية على مواقع جيش النظام السوري تشكل ضربة للمصالح الروسية. 

وخلص كوركودينوف إلى أن الاتفاقات الروسية التركية بشأن إدلب فقدت أهميتها في ظل هذه الظروف، لأن أنقرة تعتبر نفسها خالية من أي التزامات، الأمر الذي قد يصل إلى حدوث أزمة طائرة ثانية، كما تشير التهديدات الموجهة إلى السفير الروسي في تركيا إلى أن أنقرة مصممة حقًا على الانتقام من الكرملين. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!