ترك برس

في بوستانجي بمنطقة كاديكوي في إسطنبول، يعمل عثمان شيرين بمتجر مساحته 50 مترًا منذ 30 عامًا. وقد بدأ شغفه بقطع المسافات الطويلة بعد فقد ابنته في حادث مروري عام 2010.

يملك عثمان مثل كثير من الرياضيين قصة ممزوجة بالآلام والإلهام، فمنهم من عانى من مشكلات اقتصادية وصدمات عاطفية دفعتهم للنجاح، وقد يشكل التعرف على هذه القصص دافعًا لمواصلة السعي لتحقيق النجاح.

عمل شيرين تاجرًا منذ 30 عاما، لكنه منذ أن فقد ابنته كرس جزءًا كبيرًا من وقته لرياضة ركوب الدراجة الهوائية التي لجأ إليها ليتجاوز ألمه بفقدان ابنته التي كانت شغفه الوحيد، بناءً على نصيحة صديق له ليحسن وضعه النفسي.

عارض عثمان النصيحة في بداية الأمر، لكن صديقه ترك له الدراجة في متجره، التي شجّعته لاحقًا على المضي على الطريق وأعادت له الأمل بالحياة.

كفاحه على الدراجة لم يخفف آلامه فحسب، بل ساعده على تخفيض وزنه الذي بلغ 120 كيلوغرامًا إلى 70 كيلوغرام، ليتجاوز حبه للدراجة جميع المحيطين به.

وفي حديث لقناة “تي ري تي سبور”، قال عثمان: "كان وزني 120 كيلوغرامًا قبل 10 سنوات، حينها كنت قد فقدت ابنتي “أوزلام” في حادث مروري في أثناء ذهابها إلى المدرسة الثانوية. انزعجت وتألمت جدا لفقدها، وأخذني أقاربي إلى طبيب نفسي، وأعطوني كيسًا مملوءًا بالأدوية. وأشرفت زوجتي وابنتي الأخرى على إعطائي العلاج. لكن أحد أصدقائي نصحني في أحد الأيام وأنا جالس في متجري ببدء ركوب الدراجات، واشترى لي دراجة وجلبها إلى متجري، وبدأت الركوب منذ ذلك الحين”.

بدأت حالة عثمان تتحسن بعد ممارسته ركوب الدراجة بانتظام، وقال واصفًا تلك الفترة: ”بعد أن شعرت بأنها حسنت نفسيتي بدأت بركوبها بانتظام والسير بها لمسافات طويلة. فتنقلت بها بين المدن، من إسطنبول إلى أنقرة، ثم إلى إزمير، وديار بكر، وماردين، واستمريت بالسير بالطرق الطويلة”.

وفي عام 2013، قطع عثمان المسافة من إسطنبول إلى إزمير البالغة 480 كيلومتر تقريبًا في 23 ساعة و48.5 دقيقة.

يقول عثمان: “أتدرب في الصباح الباكر ما بين الساعة 4 و6:30، ثم أعود إلى البيت، وأتوجه بعدها إلى العمل. وقد شاركت في سباقات على مستوى البلاد، وحققت فيها نجاحًا”.

يعبر عثمان عن شغفه بركوب الدراجة بقوله: "رياضة ركوب الدراجات مذهلة، وأنا أحب دراجتي بعد حبي لزوجتي فهي عشقي الثاني. أهوى عبور الطرق بعجلتين، وقد شاركت في سباقات الدراجات بإسطنبول ومختلف الولايات التركية”.

ويضيف قائلًا: “مرت 10 سنوات منذ بداية ركوبي الدراجة، قطعت خلالها مسافة 220 ألف كيلومتر، ورغم أني لا أسير بسيارتي 10 آلاف كيلومتر سنويا، لكني منذ بداية هذه السنة سرت بدراجتي 2200 كيلومتر، ومعدلي السنوي بالدراجة 25 ألف كيلومتر. أرغب بتحقيق مزيد من النجاح، وأن يستفيد الآخرون من تجربتي”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!