ترك برس

أعلنت دار الفكر للنشر في بيروت، عزمها إصدار مؤلفات بالعربية للشاعر التركي الراحل نجيب فاضل قيصا كورك الملقب بسلطان الشعراء.

وجاء الإعلان ضمن اتفاق مع وكالة "أكدم" للترجمة وحقوق الملكية الفكرية التركية على هامش معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي.

في السياق ذاته، تشهد فعاليات الترجمة من التركية إلى العربية وبالعكس، ازدهاراً كبيراً في تركيا خلال السنوات الماضية، حيث يزاول آلاف العرب والأتراك مهام الترجمة المتبادلة ويحترفونها كمهن تعيلهم في الأسواق والمؤسسات التعليمية والتجارية والصحية وفي الطبابة.

إلا أن اللافت للعيان تجلى في نشاط حركة الترجمة المعرفية والثقافية التي تطورت مؤخراً مع توسع حضور الجالية العربية لتتشكل هيئات أدبية وثقافية عربية تركية مشتركة مثل رابطة أدباء الأناضول التي تجمع شعراء ونقاد وأدباء من الأتراك والعرب، بحسب تقرير للجزيرة نت.

كما تنشط عشرات دور النشر والتأليف مزدوجة اللسان التي أخذت على عاتقها نشر المطبوعات العربية بالتركية وبالعكس، مما أوجد حالة تقارب ملموسة بين ثقافتي العرب والأتراك.

وتحفل رفوف المكتبات في إسطنبول بالأعمال العربية التي تمت ترجمتها إلى التركية، وأخرى من النتاج التركي باتت متاحة للقارئ العربي بلغة الضاد.

ويرى الناشر السوري عبد الله الشلاح أن العامل الديني أحد المركبات المهمة في إيجاد تيار التبادل الثقافي بين العرب والترك، موضحاً أن السنوات الأخيرة شهدت ترجمة أمهات الكتب العربية الدينية إلى التركية.

ويشير الشلاح، إلى حرص القارئ التركي ذي الاتجاه المحافظ والفكر الإسلامي على الاطلاع على كتب التراث والدينية -التي صنفت أغلب علومها بالعربية- مما أسهم في تنشيط ترجمة الكتب الدينية إلى التركية.

كما يعتقد الناشر السوري أن رغبة الشعبين العربي والتركي بالتقارب والتلاقح والعيش المشترك الذي يحقق مصالح المجتمعين واحتياجاتهم، والدعوات -التي بدأت تظهر بالمجتمع التركي لترسيخ الاندماج- أسهمت في تعزيز حركة الترجمة بين التركية والعربية.

ويرى أن دعم الحكومة التركية لنقل الثقافة والفكر إلى اللغات الأخرى، ورغبة المؤلف والناشر العربي بدخول أسواق جديدة بعيدة عن قيود الرقابة والاحتكار للفكر والقيمة والرأي أسهمت في تنشيط الترجمة.

ومن اللافت الاهتمام الكبير من الحكومة التركية بنقل المصنفات والأعمال الفكرية والثقافية والأدبية إلى العربية، وتخصيص منح لذلك عبر آلية معتمدة معروفة بين الناشرين.

ولا توجد في تركيا جهات معنية بمراقبة الكتاب قبل طباعته، وإنما تتم مراجعة أي كتاب يتضمن مخالفة للقوانين إذا تم تقديم شكوى قضائية رسمية بعد نشره.

ووفقاً للشلاح فإن لتركيا جهوداً كبيرة ونموذجية لحماية الحقوق الفكرية، فقد سنت الكثير من القوانين لضمان مكافحة الكتاب المقرصن وغير الشرعي بما يخدم عملية النشر والفكر ويشجع الكتاب على عملية التأليف.

بدوره، يرجع الأكاديمي والأديب رمضان عمر نهضة حركة الترجمة بين العربية والتركية إلى عام 2000، تقريباً، بالتزامن مع توجه تركيا للشرق واتساع القناعات بأن فكرة الاندماج في أوروبا لم تعد واقعية، مشيراً إلى أن هذا التقارب ازداد بعد الربيع العربي الذي نشطت خلاله علاقة أنقرة مع العالم العربي.

وقال المحاضر بقسم اللغة العربية بجامعة حران في أورفا أن هناك ما يقرب من عشر مؤسسات رسمية تركية تعمل بنظام المجلات المعنية بالترجمة بين الثقافتين العربية والتركية، فضلاً عن عدد لا بأس به من المؤتمرات الأكاديمية التي تعتمد التركية والعربية والإنجليزية لغات رسمية خاصة في إسطنبول العتيدة والعاصمة أنقرة وولايات الجنوب مثل غازي عنتاب وأورفا وكليس وماردين.

كما أشار عمر إلى أن العقد الأخير شهد ظهور اتجاه عدد من الجامعات التركية للتدريس بالعربية في مجالات متعددة كالعلوم السياسية والعلاقات الدولية وعلوم الاجتماع، إلا أنه يعتقد أن ترجمة الأدب بين العربية والتركية لم تنل الحظ الذي تستحقه من هذه النهضة، موضحاً أن الأدب التركي ما زال مجهولاً بين العرب والعكس صحيح.

ويعتقد الأديب الفلسطيني أن الترجمة بين العربية والتركية باتت ضرورة ملحة، مشيراً إلى أن اتفاقات تمت خلال زيارات لاتحاد الكتاب واتحاد المترجمين الأتراك في إسطنبول، تنص على ضرورة البدء بترجمة مباشرة للأعمال الأدبية النوعية.

ويشير إلى أن من بين الأعمال العربية الأدبية التي تمت ترجمتها إلى التركية أعمال الشاعرين درويش وجبران، إضافة إلى نشاط في ترجمة الأدب السوري الحديث مثل روايات الكاتبة ابتسام شاكوش وبعض القصائد لشعراء سوريين لفتوا الأنظار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!