بارتشين ينانتش - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

تزامن اجتماع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو يوم 5 آذار/ مارس، مع اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كرواتيا، حيث سيبحثون التصعيد العسكري في سوريا بالإضافة إلى ضغط اللاجئين الجديد على طول الحدود التركية اليونانية. سوف يناقشون ما تريده أنقرة وكيفية الرد على تركيا وروسيا.

قال لي دبلوماسي أوروبي "أن يوجه صفعة على وجه أصدقائه ثم يطلب المساعدة ليس هو النهج الصحيح"، في إشارة إلى قرار تركيا بفتح حدودها الغربية أمام مرور اللاجئين وانتقادها المستمر لموقف أوروبا من احتشاد اللاجئين على الحدود اليونانية.

لكن خطوة تركيا يمكن أن تفسر على أنها دعوة إلى حالة الطوارئ.

الوضع في إدلب في شمال غرب سوريا مروع، ولا تستطيع تركيا أن تتسامح مع تكاسل الغرب مع استمرار ورود أنباء عن سقوط الجنود.

إذن ماذا ترغب تركيا في تحقيقه من خلال "فتح البوابات"؟ هل تريد المزيد من المال والمساعدة للاجئين؟ من الواضح أنها لن تقول لا لذلك، لكن ما تريده تركيا فورًا هو "دعم قوي" من حلفائها الغربيين ضد روسيا.

ترى كثيرمن الدول الأوروبية أن المشكلة التي واجهتها تركيا هي من صنعها. في الواقع، قررت تركيا دعم المنشقين على الرئيس السوري بشار الأسد وقدمت المساعدة لقوات المعارضة عندما تحولت الانتفاضة ضد النظام إلى صراع دموي. فتحت أبوابها أمام المدنيين الفارين من الحرب وانتهى الأمر باستضافة أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري.

وعلى الرغم من تحذيرات حلفائها الغربيين بعدم الثقة في موسكو وطهران، مضت أنقرة إلى الأمام ووقعت اتفاقية سوتشي مع إيران وروسيا وسط إحباطها من تقاعس الغرب عن المساعدة في إنهاء الحرب الأهلية أو تخفيف أعباء اللاجئين في تركيا.

الآن، تسعى تركيا إلى الحصول على مساعدة من حلفائها الغربيين من أجل التوصل إلى اتفاق مع روسيا لم يكن محل ترحيب من حلفائها منذ البداية. 

لكن لعبة اللوم يمكن أن تستمر. يمكن لتركيا أن تنتقد الزعماء الأوروبيين لاستسلامهم للزعماء الشعبويين ووقف الهجرة القانونية إلى أوروبا، وتقاعسهم عن مواجهة المكاسب الروسية في سوريا وافتقارهم إلى سياسة واضحة ضد روسيا في الصورة الكبرى.

ما دور إدلب في الصورة الكبرى؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج وزراء الخارجية الأوروبيون إلى إيجاد إجابة له. هل تستحق إدلب اختيار "قتال" روسيا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فماعواقب قبول النصر الروسي في سوريا والتخلي عن تركيا في مواجهتها مع موسكو؟ إلى أي درجة سوف يساعد هذا مصالح كل دولة على حدة، الكتلة ككل وحلف الناتو؟

هناك ثماني دول أعضاء في الناتو تساهم في المجموعة القتالية متعددة الجنسيات المنتشرة في ليتوانيا المطلة على بحر البلطيق، الأمر الذي يظهر استعراضًا للقوة ضد روسيا. كلما كانت القوة متعددة الجنسيات، كانت الرسالة أقوى. هل يمكن أن نتوقع عرضًا مماثلًا للتضامن من الناتو؟

يبدو الأمر صعبًا؛ إذ تعتقد بعض الدول أن تركيا تبتز أوروبا بإرسال اللاجئين إلى الحدود، ولا يبدو أن العواصم الأوروبية تستسلم للابتزاز.

لكن ما يراه البعض على أنه ابتزاز يمكن تفسيره على أنه دعوة يائسة للمساعدة.

هل تركيا هي الدولة الوحيدة اليائسة التي تعاني من تداعيات الحرب في سوريا؟ لا شك أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيتطلعون يائسين غدًا إلى موسكو في انتظار نتيجة إيجابية من اجتماع بوتين - أردوغان. لكن أي نتيجة إيجابية قد تنجم عن قمة موسكو ستكون مؤقتة وستجدد تركيا حتمًا مطالبتها بـ "دعم قوي".

قد يأتي هذا الدعم في شكل ثنائي، مثل نشر أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية من إحدى الدول التي توجد لديها، وليس في إطار الناتو.

وفي حين تدرس أوروبا ردها على تركيا مع مراعاة أسئلة مثل "هل نكافئ تركيا على الرغم من أخطائها؟" و"هل نستسلم للابتزاز؟" يجب أن تفكر الدول الأوروبية في كيفية قراءة روسيا لهذا الرد.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس