ترك برس

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك الذي يأتي هذا العام في ظل تفشي جائحة كورونا، وارتفاع نسب البطالة والفقر، يرى علماء دين وخبراء اقتصاديون أتراك أن الشهر الفضيل فرصة لمساعدة المحتاجين على تجاوز هذه المحنة.

وقال جعفر كاراداش، أستاذ علم التوحيد في جامعة أولوداغ: "إن رمضان يجلب معه تغييرا روحيا، إذ نتذكر الآخرين ومعاناتهم، مشيراً إلى أن روح رمضان تشجع المسلمين على مساعدة المحتاجين من خلال التبرعات والعمل الخيري".

وأضاف لموقع قناة TRT World: "شهر رمضان بالنسبة إلى المسلمين، ليس للصيام والابتعاد عن أشياء معينة فحسب، لكن الأمر يتعلق أيضًا بتجربة إحساس الأخرين ممن يعانون الجوع والتشرد".

ويعتقد كاراداش أن شهر رمضان  هذا العام  قد يكون أكثر أهمية من أي وقت مضى في وقت تفشي فيروس كورونا، إذ يمكنه أن يخفف آثار الوباء المؤلمة بروحه القوية.

وأوضح بالقول: "لأن الناس عالقون في منازلهم بموجب إجراءات الحجر الصحي فيما يتعلق بالوباء، زادت احتياجاتهم من الطعام والملابس زيادة كبيرة. رمضان يخلق جواً مثاليا، إذ يتحرك من لديهم دخل جيد لدعم الآخرين في تغطية احتياجاتهم".

وفي ظل إجراءات الإغلاق الصارمة التي فرضتها معظم دول العالم، عانت العديد من الأسر فقدان الدخل، إذ ارتفعت البطالة بدءا من الولايات المتحدة والدول الأوروبية ووصولا إلى القارة الأفريقية وآسيا.

وفي الأسبوع الماضي، نشرت منظمة أوكسفام، وهي واحدة من أكبر المنظمات الدولية التي تحارب الفقر، تقريرًا حذرت فيه من أن أكثر من نصف مليار شخص قد يقعون في براثن الفقر بسبب هذا الوباء.

كما قدرت منظمة العمل الدولية (ILO) مؤخرًا أن ما يقرب من 200 مليون عامل بدوام كامل قد يفقدون وظائفهم.

يعتقد حسين آري، الخبير في المجلس الأعلى للشؤون الدينية في المجلس الأعلى لتركيا، أن روح المساعدة في رمضان يمكن أن تنقذ العديد من العائلات تحت هذه الضغوط الاقتصادية العالمية المكثفة.

وقال آري إن  شهررمضان تصل فيه التبرعات والتعاون إلى أوجها، لافتا إلى أن المسلمين الأغنياء يفضلون عمومًا إخراج الزكاة خلال شهر رمضان.

وأردف أن "مساعدة الناس الذين فقدوا وظائفهم، والذين يواجهون صعوبات مالية، في هذه الفترة المحددة من الوباء، سيكون عملاً من التعاطف الذي يحبه الله".

ويشير آري إلى ما ورد في الحديث الشهير من أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان أجودَ الناس، كان أجود ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل. وأن النبي حث على مساعدة الآخرين فقال إن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه.

في تركيا، قام مختار إحدى القرى بإعداد طاولة عامة أمام مبنى المختار، قائلًا إن الأشخاص الذين لديهم الإمكانيات يمكنهم وضع طعامهم عليه حتى يأخذ منه من لا يمكنهم شراء المواد الغذائية لإطعام أسرهم من حين لآخر.

وقال الخبير الاقتصادي بجامعة إسطنبول، غوكهان أوفينتش: "يمكن لرمضان أن يزيد هذا النوع من التفكير الإبداعي عبر العالم الإسلامي".

وأضاف لقناة TRT الدولية: "أتوقع أن الموظفين العموميين وغيرهم ممن لم يفقدوا وظائفهم ورواتبهم، سيكونون أكثر تعاطفا مع العاطلين والفقراء خلال شهر رمضان، وهو ما يعني أنهم سيزيدون من تبرعاتهم خلال شهر رمضان".

وضرب أوفينتش مثالًا للتفكير الإبداعي لرفع الروح المعنوية والتعاون بما حدث في ولاية إلزيغ في شرقي تركيا، إذ تم نشر جوقة البلدية في الحافلات العامة لزيارة الأحياء والترفيه عن الناس بغناء الأغاني المحلية.

بدوره رأى إرغين أبانوز الذي يقود منظمة غير حكومية ذات قاعدة دينية في ولاية كوجالي الواقعة في منطقة مرمرة الغنية في تركيا، أن "غياب المشاركة، يعني أنه لم يبق شيء من الإحساس بالإنسانية".

وأشار أبانوز إلى أنه "إذا حفز رمضان المشاركة قدر الإمكان، بل وجعل الفيروس والوباء سببًا إضافيًا بالنسبة لنا لتوليد المزيد من التعاون، فإن روح الشهر الكريم ستتحقق قدر الإمكان".

في جميع أنحاء العالم ، طورت الدول والأشخاص آليات مختلفة لمساعدة بعضها بعضا، بعد أن حدت تدابير الإغلاق  من ترابطها المادي.

وفي إندونيسيا، وهي دولة آسيوية كبيرة ذات غالبية مسلمة، حث وزير الشؤون الدينية الأثرياء على التبكير بدفع الزكاة  المبكر للزكاة وغيرها من التبرعات خلال الوباء، مشيراً إلى ضرورة الانتباه إلى إجراءات التوزيع لعدم إصابة الآخرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!