ترك برس

قال مسؤول استخباراتي تركي إن بلاده سطّرت نجاحات في مشاريع عملاقة في الصناعات الدفاعية خلال العقد الأخير، ولن تقف في صناعاتها العسكرية عند طائرة "أقنجي" الهجومية المسيرة، بل هي ماضية لأبعد من ذلك بكثير.

وتحدث "إسماعيل حقي"، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية، لشبكة الجزيرة القطرية، عن طائرة "أقنجي" المسيرة التي تعد واحدة من أذكى الطائرات من هذا الطراز عالميا.

وذكر حقي أن أنقرة استخدمت الطائرات المسيرة الاستطلاعية والمسلحة بفعالية كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية على رأسها تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، فضلا عن عملياتها في سوريا وليبيا، مما جعلها تتجاوز إسرائيل وترتقي إلى المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة في استخدام هذا النوع من الطائرات.

وأكد حقي أن استخدام تركيا لطائراتها المسيرة المحلية غيّر مجرى العمليات في سوريا وليبيا، وخاصة في مدينة إدلب السورية، حيث كبّدت تلك الطائرات قوات نظام بشار الأسد وحلفاءه خسائر فادحة.

وأوضح الضابط المتقاعد أن "الطائرة الجديدة مع سابقاتها بيرقدار وأنكا وسونغار، تستطيع حسم المعارك في ليبيا، وستسهم بشكل كبير في القضاء نهائيا على حزب العمال الكردستاني والتنظيمات الإرهابية الأخرى".

وعن الفرق بين الطائرة الجديدة "أقنجي" و"بيرقدار TB2″، أوضح حقي أن الأولى تستطيع التحليق على ارتفاع أعلى من الثانية، وتبقى في السماء مدة أطول، وتحمل أوزانا أثقل، ومزودة بتكنولوجيا أذكى.

وأشار نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية إلى أن بلاده أبدت اهتمامها منذ عدة أعوام بالطائرات المسيرة، وبالرغم من تحالفها مع الولايات المتحدة فإن الأخيرة كانت تتعامل بانتهازية مع أنقرة في هذا المجال.

ولفت إلى أن تركيا سطّرت نجاحات في مشاريع عملاقة في الصناعات الدفاعية خلال العقد الأخير، من قبيل الدبابة ألطاي، ومدفع العاصفة، والمروحية أتاك "تي-29".

كما لفت الخبير العسكري إلى أن تركيا باتت تصدر تكنولوجيتها في الصناعات الدفاعية إلى بعض الدول التي تربطها بها علاقات جيدة، مبينا أن حجم الصادرات التركية من الصناعات الدفاعية ارتفع بنسبة 170% في الفترة بين عامي 2014 و2018، وبلغت قيمة الأسلحة التي صدرتها العام الماضي 2.7 مليار دولار.

وأضاف أن "تركيا لن تقف في صناعاتها العسكرية عند طائرة أقنجي، بل هي ماضية لأبعد من ذلك بكثير، فهي تخطط لإنزال حاملة طائراتها إلى البحر خلال العام الحالي، ومقبلة على صناعة سفينة الهليكوبتر العسكرية، كما تخطط لتصدير طائرة أقنجي وصناعتها العسكرية الأخرى إلى أكبر عدد من الدول".

وزاد الخبير حقي أن "تركيا تستخدم في صناعتها العسكرية مواد خاما في معظمها محلية، وتخطط للاستغناء تماما عن استيراد المواد الخام في التصنيع".

وتُظهر تقارير الصادرات العسكرية التركية أن الولايات المتحدة أكبر المستوردين للسلاح من تركيا بقيمة 748 مليون دولار بزيادة قدرها 16.27%، ثم ألمانيا بقيمة 242.21 مليون دولار بزيادة قدرها 14.42%.

وحلت سلطنة عمان ثالثة في قائمة الدول المستوردة للسلاح التركي، تلتها قطر ثم الإمارات العربية المتحدة وبعدها هولندا وبريطانيا والهند وبولندا وفرنسا أخيرا.

ولعبت الطائرات التركية المسيرة دورا بارزا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، بعد أن حققت نجاحا وسمعة كبيرة في العمليات العسكرية التي جرى استخدامها فيها، وذلك في إطار النقلة التكنولوجية المتقدمة التي حققتها أنقرة بالانتقال من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها، لا سيما في مجال قطاع الطيران.

وفي إطار سعيها للاعتماد على الذات والاستغناء عن الخارج في توريد السلاح، دعمت رئاسة الجمهورية التركية إنتاج العديد من الطائرات المسيرة بقدرات محلية ووطنية.

وقال رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير في تصريح صحفي إن الطائرات المسيرة التركية أدت دورا في غاية الأهمية وعززت قدرات قوات الأمن في مكافحة الإرهاب، مضيفا "اليوم سنعزز قوتنا أكثر.. مبارك لكم.. تابعوا العمل دون توقف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!