ترك برس

حذرت "نشرة علماء الذرة" من أن تركيا ستتجه إلى صنع قنبلة نووية في القريب العاجل بعد حصولها على التكنولوجيا اللازمة، مشيرة إلى أن على الولايات المتحدة التدخل ومحاولة إبعاد تركيا عن امتلاك الطاقة النووية.

وفي تحليل نشره موقع النشرة قال الباحث جون سباكان، إن هناك ثلاثة أشياء توحي بأن تركيا قد ترغب في  أن تصبح نووية في المستقبل القريب، على الرغم من أنها طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وصدقت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، كما أنها عضو في الناتو ولديها بالفعل 50 قنبلة نووية B61 أمريكية.

أولاً، حديث الرئيس التركي أردوغان في الخريف الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أن معاهدة حظر الانتشار النووي تمنع دولًا مثل تركيا من تطوير أسلحة نووية ولكنها تتجاهل أن الدول الأخرى تمتلكها، في إشارة إلى إسرائيل.

ثانيًا، أن أردوغان يتخذ خطوات فعلية بشأن الطاقة النووية. فعلى طول ساحل البحر المتوسط ​​في تركيا، يقوم الروس ببناء أربعة مفاعلات مدنية كبيرة للطاقة النووية في منشأة أكويو النووية. يأمل أردوغان أن يكمل الروس المفاعل الأول بحلول عام 2023، في الوقت المناسب للاحتفالات المئوية لتأسيس تركيا الحديثة.

تقول أنقرة إنها تحتاج إلى الطاقة النووية لتقليل اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي من شركاء غير موثوق بهم، روسيا وإيران، ولتلبية الطلب على الكهرباء. وقد نما هذا الطلب بأعلى معدل في جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ عام 2005.

وينتقد الباحث مشروع الطاقة النووية في أكويو، قائلًا إنه لا يجعل تركيا أقل اعتمادًا على القوى الأجنبية، علاوة على أن الغاز الطبيعي والمتجدد أفضل من حيث السعر من الطاقة النووية.

وأوضح أن تركيا  كانت تستورد الغاز الطبيعي مقابل سعر بسيط مقارنة بالسعر من محطة أكويو- وهو 12.35 سنتًا غير اقتصادي لكل كيلوواط / ساعة. وسيتوسع الوصول التركي للغاز قريبًا. ومن خلال دعم الحكومة المؤقتة في ليبيا التي تحظى بدعم الأمم المتحدة، ستحصل تركيا على الغاز الرخيص وحقوق الحفر في المنطقة البحرية الليبية.

ويضيف أن المزيد من اكتشافات الغاز الطبيعي ستسمح لتركيا بتلبية الطلب على الكهرباء، كما أن 10٪ من الكهرباء التركية تأتي من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ووفقًا للباحث، فإن ما يدعو للقلق هو أن تركيا قد تستغل الطاقة النووية كغطاء لشراء التكنولوجيا والأجهزة المتعلقة بالقنابل. يتم نقل التكنولوجيا بالفعل. منذ بدء مشروع أكويو، أصبح طلاب الهندسة الأتراك ثاني أكبر مجموعة وطنية تدرس العلوم النووية في روسيا، يسبقهم مئات العلماء الإيرانيين والكوريين الشماليين.

ويلفت إلى أن تشكيك الخبراء في إمكانية تحول تركيا إلى دولة نووية بسبب توقيعها على بروتوكول إضافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يفتح البلاد أمام عمليات تفتيش، ليس صحيحًا.

ويشير في هذا الصدد إلى الحالة الإيرانية ودول أخرى، إذ كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ممنوعة من تتبع التكنولوجيا غير الملموسة والتحويلات ذات الاستخدام المزدوج التي تعتبر حاسمة لصنع القنابل.

ورأى أن تركيا يمكن أن تحصل على التكنولوجيا النووية من باكستان، لاسيما أن أردوغان عزز العلاقات معها منذ 2018، ودافع عن موقف باكستان في نزاع كشمير. ولم يكتف بذلك، بل إنه يزود الجيش الباكستاني بأسلحة متطورة.

وأوضح أن تركيا فازت قبل عامين بأكبر عقد دفاع لها بمليارات الدولارات لبناء أربع سفن بحرية كبيرة للبحرية الباكستانية. وتقوم تركيا أيضًا بتحديث غواصات باكستان، وبيعها طائرات هليكوبتر هجومية تركية الصنع، وصيانة طائرات "F-16".

وخلص إلى أن على واشنطن أن تشعر بالقلق من تحول تركيا إلى قوة نووية، وأن على الولايات المتحدة أن تحاول إبعاد تركيا عن الطاقة النووية، وأن تعمل في المقابل على مساعدة تركيا في قطاع الطاقة من خلال تحفيز الشركات الأمريكية على متابعة مصادر الطاقة المتجددة التركية والمشاريع ذات الصلة بالغاز الطبيعي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!