ترك برس

كشفت تقارير إعلامية عن تحركات عسكرية يقوم بها النظام السوري بدعم من روسيا في ريف محافظة "إدلب"، آخر معاقل المعارضة، تزامنًا مع مباحثات تركية-روسية مكثفة حول الملف الليبي.

وقبل يومين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن جيش بلاده سيواصل البقاء في سوريا، حتى نيل شعبها الحرية وسلام والأمن.

وتتواصل في المنطقة دوريات مشتركة بين الجيشين التركي والروسي في اتفاق موسكو المبرم في 5 مارس/ آذار الماضي، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء الاتفاق إثر تصعيد شهدته المنطقة، بلغ ذروته باستشهاد 33 جنديا تركيا في 27 فبراير/ شباط الماضي، جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة "خفض التصعيد". وإثر ذلك، أطلقت تركيا عملية "درع الربيع" ضد قوات النظام السوري في إدلب.

في هذا الصدد، قال المحلل العسكري العقيد أحمد الحمادي إن الحشود العسكرية "لم تتوقف، منذ الاتفاق الأخير، والهجمات منذ 5 آذار/مارس، طالت جبل الزاوية وامتدت لأريحا بذريعة المفخخة، التي استهدفت الدورية الروسية، والتي من المرجح أن عملاء النظام يقفون وراءها".

وأضاف الحمادي في حديث لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، أن تفجير الدورية الروسية، "كان محاولة لخلق ذريعة، من أجل تصعيد الاعتداءات، في ظل التوتر الروسي التركي، الممتد من عربين، إلى ليبيا". وشدّد على وجود "معركة سياسية، تستخدم فيها أوراق متفرقة، من أجل الضغط".

واعتبر أن حشودات النظام، "لا قيمة لها ما لم يكن هناك ضوء أخضر روسي، لتتقدم، فضلا عن أن تكون هيئة تحرير الشام بمقدورها اتخاذ قرار مماثل بالتحرك، لأن إشعال معركة هو بيد الروس حصرا كونها الآمر الناهي الآن للنظام، وهي التي تعقد اتفاقات التهدئة وتتخذ قرارات التصعيد دون مشورة النظام".

وأكد الحمادي، وجود ضغوطات روسية على تركيا، "وإلا لما رأينا غارات على منطقة الباب ومناطق بعملية غصن الزيتون ودرع الفرات، لأجل موضوع الجفرة وسرت والهلال النفطي في ليبيا".

وتابع "رغم أن الضغوطات لا تظهر بالطرق الدبلوماسية، إلا أن القراءة على الأرض يفهم منها ما يجري بشأن الملفات العالقة بين الطرفين في مجمل المنطقة".

وشدد على أن كل العمليات التي حصلت على الطريق الدولي "أم فور"، هي من صنع النظام والمليشيات الإيرانية، لتفجير الأوضاع، لأنه من صالحهم. 

وقال: "الوصول إلى حل سياسي يعني انتهاء عمل هؤلاء، وسيكونون الضحية، وبالمقابل سكان إدلب يدركون أن العالم في وضع لن يساعدهم في حال وقوع تصعيد لكن يحرصون على استدامة الهدوء تجنبا للأسوأ".

من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي السوري، ياسر النجار، إن النظام يستهدف إبقاء مناطق جبل الزاوية وإدلب عموما، تحت خطر الاجتياح والعمل العسكري، لذلك يقوم بحشد قواته بالقرب منها. وفق "عربي21".

وأشار النجار إلى أن اتفاق سوتشي الأخير، بين تركيا وروسيا، منح المنطقة هدوءا نسبيا، كذلك مع تسيير الدوريات، أعطى مؤشرا على مدى التوافق بين الدولتين. 

وأضاف: "لكن تركيا كانت واضحة، بأن أي تحرك سيواجه برد عنيف على النظام، لذلك كان لا بد من ذريعة لتحرك روسي تمثل بتفجير المدرعة خلال الدوريات المشتركة".

واتفق مع الحماد، على أن الحشودات، قرب جبل الزاوية، لا تنفصل بحال من الأحوال عن "التصعيد الجاري بين أذربيجان وأرمينيا وكذلك الوضع في ليبيا، وتقوم روسيا بتحريك كل الأوراق التي تملكها لمزيد من الضغط، لكن بالمحصلة المدنيون في الشمال السوري يدفعون الثمن".

ورأى أن روسيا لا تريد خسارة تركيا بشكل كامل، وأي تدهور للأوضاع على الأرض، ستكون له تبعات كبيرة، خاصة مع التواجد العسكري التركي الكبير في مناطق الشمال السوري، فضلا عن احتمالية تدفق اللاجئين في حال شن النظام اعتداءات على إدلب وريفها.

وأضاف: "موسكو تريد من وراء التصعيد الحصول على تفاهمات جديدة، حول الوضع في سوريا، ولا تريد بقاء الوضع على ما هو عليه، لأنها تدرك أن ذلك ليس لصالحها، لكن في الوقت ذاته لا تسعى لحل صفري مع تركيا لأنها فاعل مهم في المعادلة، وهناك ملفات معقدة بين الجانبين داخل وخارج سوريا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!