ترك برس-الأناضول

كما جرت العادة في كل أزمة، سارعت تركيا رسميًا وعبر منظمات المجتمع المدني، إلى المساهمة في تضميد جراح لبنان، الذي تعرض لواحدة من أشد الكوارث في تاريخه، بسبب انفجار مرفأ بيروت.

وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت، في الرابع من أغسطس/ آب الجاري، اندلاع حريق في مرفأ بيروت، ما أدى إلى وقوع انفجار قوي هز المدينة بأكملها، بعد وصول النيران إلى مستودع كان يحوي موادا قابلة للانفجار.

اللبنانيون وجدوا أنفسهم وسط كارثة شديدة، عندما انفجر 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، في وقت كان يسعى فيه لبنان لتجاوز أزمات اقتصادية ومشاكل سياسية مختلفة.

وبعد الانفجار، سارعت تركيا لحشد إمكانياتها في مجالات مختلفة، رغم الظروف الصعبة التي يشهدها العالم بسبب تفشي جائحة كورونا، وهرعت لنجدة لبنان والمشاركة في تضميد جراحه.

** تحرك فوري

انتقلت فرق إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والفرق التابعة لوزارة الصحة والهلال الأحمر التركي على الفور إلى لبنان، للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ في مرفأ بيروت، حيث وقع الانفجار.

كما سارعت تركيا بإرسال شحنات جوية محملة بالمساعدات الصحية والإنسانية إلى لبنان.

في الوقت الذي سارعت فيه منظمات المجتمع المدني في تركيا، لمد يد العون والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ في مرفأ بيروت، وتنظيم أنشطة للدعم الإنساني.

** دعم متواصل

جاءت هذه الأنشطة، فيما تستعد وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) لتسليم ما يقرب من 400 طنا من مساعدات القمح إلى لبنان، لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة الناجمة عن الأضرار التي لحقت بصوامع الحبوب في المرفأ.

عضو مجلس إدارة جمعية "صدقة طاشي" التركية للمساعدات الإنسانية، آدم واريجي، قال إن الجمعية "بدأت تنظيم حملات لمساعدة لبنان، خلال الساعات الـ 24 الأولى من انفجار بيروت".

وأضاف واريجي لـ"الأناضول"، "منذ الأيام الأولى، قامت الجمعية بتوفير وجبات من الطعام الساخن وسلال مساعدات تحتوي على احتياجات أساسية للمواطنين اللبنانيين المتضررين بسبب الانفجار".

وتابع أيضا "نجم عن الانفجار آثار اقتصادية شعر فيها جميع المواطنين اللبنانيين في جميع أنحاء العاصمة، حيث سارعت جمعيتنا إلى مد يد العون، وهي الآن ما زالت تواصل أنشطتها الإغاثية في مناطق مختلفة من بيروت".

**طرود غذائية

واريجي أفاد أيضا أن الجمعية تقوم بأنشطة من أجل ترميم المنازل المتضررة جراء الانفجار، وتقديم طرود غذائية لـ400-500 أسرة يوميًا.

وأكد أن "مخازن الحبوب التي بنيت في العهد العثماني والتي يبلغ عمرها 250 عامًا في الميناء، تضررت بشدة جراء الانفجار، مما زاد من صعوبة الحصول على الخبز في البلاد التي تعاني أساسًا أزمة اقتصادية".

وأشار إلى أن "الجمعية سلمت قرابة 50 طنا من الدقيق للمحتاجين في لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية".

**إخوة في التاريخ

المتطوع في جمعية "صدقة طاشي" والصحفي التركي، إبراهيم بدر، قال من ناحيته، "الجمعية عملت على مدار السنوات الـ 15 الماضية، في مناطق الحروب والكوارث، وسعت لمد يد العون للمتضررين".

ولفت إلى أن "بيروت أصبحت منطقة منكوبة بفعل الانفجار"، مشيرًا أن "كثيرا من اللبنانيين أثنوا على الجهود التي تبذلها الجميعة من أجل مد يد العون للمتضررين جراء الانفجار".

وأشار إلى أن سيدة لبنانية، تبلغ من العمر 72 عامًا، "قابلتهم بالشكر والمحبة، عندما رأت الهلال والنجمة التي ترمز لتركيا على ملابسهم، أثناء قيامهم بأنشطة الإغاثة في بيروت".

وزاد "قالت لي السيدة شكرًا لك، وشكرًا لتركيا، نحن نرحب بكم فأنتم كنتم إخواننًا لنا عبر التاريخ".

** انفجار مرفأ بيروت

في 4 أغسطس/ آب الجاري، شهد مرفأ بيروت اندلاع حريق في المستودع رقم (12)، الذي كان يحتوي على مواد شديدة الانفجار، ما أدى لوقع انفجار شديد للغاية هز المدينة بأكملها.

وقال الرئيس اللبناني ميشيل عون، إن الانفجار نتج عن 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، كانت محفوظة في المستودع رقم (12) في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات.

وذكر عون أن ما يقرب من 180 شخصًا لقوا مصرعهم في الانفجار، وأصيب قرابة 6 آلاف شخص بجروح، في ظل فقدان 30-40 شخصًا.

وعزى بعض المسؤولين اللبنانيين الانفجار لـ"إهمال" في إدارة المرفأ، فيما شهدت العاصمة بيروت، ومناطق مختلفة في لبنان، مظاهرات احتجاجية للمطالبة بمعاقبة المسؤولين.

ونتيجة للاحتجاجات، استقالت حكومة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب في 10 آب/ أغسطس الجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!