ترك برس

يعتزم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إجراء زيارة إلى تركيا للقاء نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، يوم الثلاثاء 25 أغسطس/ آب الجاري، وسط أبناء عن سعي ألمانيا للقيام بدور الوسيط في الخلاف بين أنقرة واثينا شرقي البحر الأبيض المتوسط.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشرته اليوم الإثنين، إنه من المنتظر أن يناقش ماس وتشاووش أوغلو العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا، والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن التطورات في شرقي البحر المتوسط والقضايا الإقليمية.

وقبل أيام، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليونان وتركيا إلى خفض التصعيد وفتح حوار مباشر لحل النزاع بينهما شرق المتوسط، في وقت تصاعد فيه التوتر بين الدولتين في الأيام الماضية.

وأوضحت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلادها تبذل جهودا من أجل إقامة حوار بين تركيا واليونان حيال شرقي المتوسط، وأن "هناك وضع حرج الآن".

وتواصل اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الشطر الرومي من جزيرة قبرص وبعض بلدان المنطقة، فيما يخص مناطق الصلاحية البحرية شرقي المتوسط.

ويترافق مع ذلك عدم تعامل تلك الدول بإيجابية مع عرض تركيا التفاوض حول المسائل المتعلقة بشرقي المتوسط، وبحر إيجة، وإنجاز حلول عادلة للمشاكل.

وتؤكد تركيا موقفها الحازم حيال اتخاذ تدابيرها ضد الخطوات الأحادية، وفي هذا الإطار، تجري أنشطة مسح وتنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط في جرفها القاري، وفي المناطق المرخصة لجمهورية شمال قبرص التركية.

وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من أن أدنى هجوم ضد السفن المدنية التركية شرقي المتوسط "لن يبقى دون رد".

وقال إن تركيا أجلت في وقت سابق أنشطة البحث الزلزالي لفترة وجيزة كبادرة حسن نية بناء على دعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل". 

وتابع: "إلا أن اليونان أظهرت عدم حُسن نتيها مرة أخرى عبر اتفاقية لا سند قانوني لها وقعتها مع مصر حول ترسيم الحدود البحرية بينهما".

كما ناشد الرئيس أردوغان كافة دول البحر المتوسط قائلا: "دعونا نعقد اجتماعا تحضره كافة دول البحر المتوسط، لإيجاد صيغة مقبولة، تحمي حقوق الجميع".

في هذا الصدد، يرى المنسق العام لمؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا)، برهان الدين دوران، أن المواقف التي يتبناها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمنع في الواقع الاتحاد الأوروبي من اتباع سياسات خارجية وأمنية مشتركة واستراتيجية كبرى طويلة الأمد.

وتابع في تصريحات لوكالة الأناضول التركية أن "المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعي خطورة السياسات التي ينتهجها ماكرون، وهي تسعى لحشد الاتحاد الأوروبي وتعزيز العلاقات مع تركيا".

واستطرد دوران: "كما أن ميركل لا تعارض محادثات تركية يونانية لتقليل التوتر، إلا أن التطورات الأخيرة أظهرت عدم سهولة الأمر، ولابد من إطلاق بعض المبادرات في هذا الشأن".

وأفاد دوران، بأن الدعوات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول الوضع شرقي المتوسط واضحة، وتدعوا للحوار وحل عادل.

وأردف: "الإعلام الغربي يعمل عبر قضية شرق المتوسط على خلق تصور خاطئ ضد تركيا، متجاهلا تمامًا أنها ليست قضية أردوغان أو حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بل هي قضية مستقبل تركيا".

وشدد على أن حقوق تركيا في شرق المتوسط، ليست قضية مؤقتة تستمر لبضع سنين، بل هي قضية حساسة ستؤثر على المصالح التركية خلال القرون المقبلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!