ترك برس

تتباين آراء الخبراء والمحللين حول النزاع القائم بين تركيا واليونان والمناورات العسكرية الجارية في شرق البحر الأبيض المتوسط، والخوف من ترك المسار السياسي والحوار والانزلاق نحو مواجة عسكرية بين الأطراف.

ويوم الخميس، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مخاطبا اليونان، إنه "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، مؤكدا أن بلاده تدعم الحوار دائما ولا ترغب في حدوث ذلك، وفي نفس الوقت لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.

في هذا الصدد، يرى الخبير في الشأن التركي غزوان مصري، أن هناك خلافات شديدة تدور بين تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة، بناء على وجهات نظر متباينة بشأن امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في شرقي المتوسط.

وأشار مصري خلال مشاركته في برنامج على قناة "تي آر تي" التركية الحكومية، إلى التعقيد في الوضع بمنطقة شرق المتوسط  لا سيما أنها تشهد نزاعات وحروباً وتحمل هذه المنطقة أزمات لا تنتهي، فهي تتسم بوضع جغرافي معقد يتمثل في حوض مائي ضيق يحتوي على عدد من الدول الساحلية المتقابلة. 

ولفت إلى أن هذا الأمر يجعل من عملية ترسيم الحدود البحرية أمراً بالغ الصعوبة، ولا يمكن الاستناد فيه فقط إلى قانون البحار دون أن يكون هناك تفاهمات بين الدول المعنية بترسيم الحدود البحرية بينهما تراعي البعد السياسي والاقتصادي والتاريخي.

https://www.youtube.com/watch?v=EH9O3NO8r-A&feature=youtu.be

ووفقًا للخبير الاقتصادي، فإن تركيا تؤكد على موقفها الحازم حيال حقها وحق القبارصة الأتراك، وتجري أنشطة مسح وتنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط في جرفها القاري، وفي المناطق المرخصة لقبرص التركية.

وأضاف أن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة مع اليونان وهي تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في حقوقها ومصممة على صون حقوقها وحماية مصالحها.

وتابع أن تركيا أجلت في وقت سابق أنشطة البحث الزلزالي لفترة كبادرة حسن نية بناء على دعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "رغم عدم ثقتهم باليونان وشعورهم أن اليونانيين لا يمكن الاعتماد عليهم".

موقف تركيا واضح بالدعوة للحوار دون شروط والجلوس على الطاولة المفاوضات العادلة وعدم الانزلاق لصدام عسكري ممكن أن يسببه التحرش اليوناني والافعال غير مدروسة من الجانب اليوناني والقيام بمناورات استفزازية في المتوسط واستخدام الأوروبيين كوسيلة ضغط على تركيا.

ودعى أردوغان كافة دول شرق البحر الأبيض المتوسط للجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد صيغة مقبولة، تحمي حقوق الجميع بشكل عادل ومتساو.

وأكّد مصري أن اليونان فضلت التحالف مع فرنسا وقبرص الرومية لعمل جبهة ضد تركيا وتخريب الاتحاد الاوروبي، لخلق حالة من عدم الاستقرار في شرق المتوسط.

وبحسب رأيه، التفكير اليوناني لا يقوم على الحوار السياسي وانما عبارة عن أعمال عسكرية استفزازية وتحرشات في الجانب التركي والسفن المدنية التركية.

وتقول تركيا إن اليونان تسعى لتوسيع نطاق صلاحياتها البحرية بشكل مناف للقانون الدولي، متذرعة بجزرها القريبة من تركيا بينما تبعد تلك الجزر عنها مئات الكيلومترات.

ولم تسع اليونان إلى منح نفسها حقوق فيما يخص جزرها في البحر الأيوني في الاتفاقيات التي أبرمتها مع إيطاليا، بينما تحاول استغلال وضع جزرها القريبة من تركيا بشكل يخالف القوانين الدولية مع العلم أن تركيا دعت اليونان لتوقيع اتفاقية مشابه للاتفاقية مع ايطاليا ولكن اليونان رفضت العرض 

جهود تبذلها ألمانيا - التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من هذا العام الوساطة بين أنقرة وأثينا، ولكن الحوار والوساطة الالمانية تحتاج للضغط على اليونان وفرنسا للتخلي عن العمل الاستفزازي والجلوس على الطاولة للدخول في الحوار السياسي. حسب رأي الخبير في الشأن التركي غزوان مصري. 

فقد نددت وزيرة الدفاع الألمانية الأربعاء بالمناورات العسكرية المتقابلة التي تجرى في شرق المتوسط، معتبرة أنها "لا تساعد" على خفض التوتر بين تركيا واليونان في هذه المنطقة.

وعن دور فرنسا، قال مصري إن الأخيرة ليس لها اي مصلحة في شرق الابيض المتوسط فقط رواسب استعمارية قديمة وتعقيد الأزمة وهي التي تدفع اليونان إلى مواجهة مع الأسطول التركي شرقي البحر الأبيض المتوسط.

كما أشار الخبير التركي إلى دخول الامارات العربية المتحدة على الخط بالتحالف مع اليونان لاقامة مناورات عسكرية في المنطقة.

توقع مصر اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع اليونان بالرغم من طلب اليونان ترسيم الحدود أكثر من مرة في العقود السابقة، وكانت مصر ترفض توقيع الاتفاقية حتى وجدت مصر فرصة تنازلت عن بعض حقوقها لليونان فقط للمكايدة بتركيا.

اتفاقية ترسيم مصر الحدود مع اليونان سوف تحرم مصر من التحول إلى منصة لتصدير الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا وبذلك تفقد مصر واحدة من أهم شروط قوتها الجيوسياسية. 

كما أن الاتفاقية ستحرم مصر من ما يقرب من 10 آلاف كيلومتر مربع من مياهها الاقتصادية الخالصة لصالحة اليونان فقط مكايدة لتركيا، حسب مصري.

ودخل البيت الأبيض على خط التوتر، وأعلن  ترامب عن قلقه من التوتر القائم حاليا بين اليونان وتركيا في شرق البحر المتوسط ودعا الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي إلى الحوار بخصوص نزاعهما على الحقوق في موارد الطاقة بشرق البحر الأبيض المتوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!