ترك برس

توفي التركي جمعة ألتون يوم 27 آب/ أغسطس 2020، عن عمر ناهز 77 عاما، ولديه 14 من الأولاد والبنات و35 حفيدا، بعد اضطرابه يوم 22 تموز/ يوليو وتلقيه العلاج في وحدة العناية المركزة. وكان قد صنع لنفسه قبرا قبل خمسة أعوام، ليصير حديث الصحافة منذ ذلك التاريخ، وقال للصحفيين: "هذا القبر هو بيتي الأخير وموطني الأخير".

عاش جمعة ألتون، في حي بايدميرلي بمنطقة مركز دولكادير أوغلو الواقعة في كهرمان مرعش جنوب تركيا، وصنع قبره بيديه في عام 2015 كي لا ينسى الموت بكلفة 700 ليرة، وكتب على شاهد قبره اسمه وتاريخ ميلاده. كان يعمل معلم بناء لمدة 48 عاما، ودُفِنَ بعد صلاة الجنازة في  قبره.

أجرى ألتون عدة مقابلات صحفية سابقة، ذكر فيها أن جيرانه وأقاربه سخروا منه عندما حفر قبره بنفسه، ودهشوا وضحكوا عليه، وقالوا له: "ليكن خيرا"، لكنهم تفهموا ذلك مع مرور الوقت، والآن البعض منهم يحاول أن يصنع قبره بنفسه أيضًا.

كما قال للصحفيين: "إن من صنع قبره لن يغيب عن مخيلته ذكر الموت، ولو أراد ارتكاب أي خطيئة سيذكره قبره ويترك ارتكابها. قال لي معلمي: "أعطاك الله عمرا، الإنسان الذي يصنع قبره إذا اراد عمل منكرا أو الذهاب إلى مكان منكر، يخطر قبره على باله فورا، فيرجع عن المعصية". دعوت في نفسي أن يهديني الله إلى الطريق الصحيح، ثم صنعت القبر ولم أعد أشعر بحاجتي لأحد".

تابع ألتون قائلا: "صنعت قبري لنفسي كي أدفن فيه، وأكملته في أسبوع واحد. كلفني 600 ليرة، وأعطيت للحفار 100 ليرة. أشعر بالراحة كلما نظرت إليه، فهو بيتي الأخير وموطني الأخير".

أنهى ألتون حديثه للصحفيين بهذه التوصية قائلا: "من لم يصنع قبره يخاف، أما أنا فلا أخاف. لقد صنعت قبري، وينشرح صدري كلما رأيته. قلت لزوجتي: "سأصنع لك قبرا بجانب قبري، وسيكون قبرا جميلا لأنني سأصنعه بيدي"، إلا إنها خافت! جعل الله للجميع نصيبا في صناعة قبورهم بأيديهم، وأسكنهم الجنة".

صرحت زوجته خيرية ألتون، البالغة من العمر 72 عاما، بأن زوجها أجرى استعدادته قبل وفاته، فلقبه أهل الحي باسم "ديفديك جمعة"، وقرر زوجي صناعة قبره في حياته بعد استماعه لوصية معلمه الذي وصف له الحياة الآخرة".

يبعد منزل جمعة مسافة 400 متر عن الحقل الذي حفر به قبره، وقد صنع قبره بيديه عندما كان عمره 70 عاما مستخدما الطوب والخرسانة، وكان يزور قبره يوميا وينظر إليه، وكتب على حجارة قبره: "برتيز، بايدميرلي، ديفديك جمعة ألتون، 15 سنة مصارع، 48 سنة معلم بناء).

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!