ترك برس

قال ماثيو بريزا، السفير الأميركي السابق لدى أذربيجان، إن تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، ضد تركيا، كانت إحدى العوامل التي دفعت أنقرة للتحرّك لصالح أذربيجان خلال معارك إقليم "قره باغ"، والتي انتهت بتحقيق باكو انتصاراً كبيراً ضد يريفان.

وأضاف في تقرير لموقع " ميدل إيست آي" البريطاني، أن الهجوم الذي بدأت به أرمينيا ضد القوات الأذربيجانية في "قره باغ"، خلّف فراغا دبلوماسيا في الصراع الأذربيجاني الأرميني، ما يشير إلى أن يريفان ستنتهج نهجا أكثر عدوانية.

وأضاف بريزا "كان من الواضح أن الولايات المتحدة وفرنسا لن تلعبا أي دور للتوسط في هذا التصعيد في العنف. لقد وقفت روسيا إلى جانب أرمينيا، ووقفت تركيا في الجانب الأذربيجاني".

ووصف سفير أميركا السابق في أذربيجان حديث رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في أغسطس/آب الماضي، عن معاهدة سيفرس، وهي تسوية عام 1920 كانت ستسلم شرق تركيا إلى أرمينيا، بأنه أمر مفاجئ وأحمق.

وقال "أعتقد أن ذلك أزعج الرئيس أردوغان وآخرين على رأس القيادة التركية. وكانت (احم نفسك) الرد الإستراتيجي من قبل تركيا".

وأشار تقرير الموقع البريطاني، إلى أن المسؤولين الأتراك يسارعون إلى القول إنه بالرغم من أن الصراع في الإقليم المتنازع عليه حسم لصالح أنقرة وباكو، فإن أرمينيا هي التي أشعلت فتيل الحرب الأخيرة.

فقد هاجمت القوات الأرمينية منطقة غنجة الإستراتيجية شمال أذربيجان في يوليو/تموز الماضي، مما أسفر عن مقتل جنرال ومساعديه ممن دربتهم تركيا. وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية حينها أن الاشتباكات بدأت بعد أن حاولت القوات الأذربيجانية عبور الحدود بشكل غير قانوني.

وفي سياق متواصل، وبحسب لأراستون أوروجلو، ضابط المخابرات الأذربيجاني السابق، فإن علييف غيّر مسار سياسته الخارجية، مشيرا إلى أن "الغرب قد نأى بنفسه في الوقت المناسب عن أذربيجان بسبب سياساته (علييف) الداخلية القمعية"، لذلك "كان عليه إجراء تصحيح للمسار في عام 2015. وكان علييف يوازن بين روسيا والدعم الغربي. وهو الآن بحاجة إلى تركيا للقيام بذلك".

ويرى جيهون أسيروف، وهو صحفي أذربيجاني مستقل وخبير في شؤون القوقاز، أن هجوم يوليو/تموز على منطقة غنجة كان مقلقًا للغاية لأذربيجان ولتركيا أيضا.

وأضاف لقد "هاجمت القوات الأرمينية المنطقة التي يوجد بها ممر للطاقة مع خط أنابيب نفط باكو – تبيليسي – جيهان، وخط أنابيب غاز تاناب، وخط سكة حديد باكو – تبيليسي – كارس، وهو شريان الحياة لباكو وخط طاقة وتجارة مهم لتركيا".

وقد أدى الهجوم إلى خروج أعداد غفيرة من المتظاهرين إلى شوارع باكو للمطالبة بالثأر واقتحمت جموع المحتجين البرلمان ورفعت الأعلام التركية في ساحات المدينة.

ويعلق أسيروف بالقول "لقد طلب الناس علنا مساعدة تركيا خلال الاحتجاجات".

أما جوباد إيباد أوغلو، السياسي الأذربيجاني والبروفسور في جامعة روتجرز الأميركية، فيرى أن الهجوم الأرميني كشف نقاط ضعف أذربيجان و"أظهر للجميع أننا بحاجة إلى تركيا لمواجهة التهديد الأرميني".

جدير بالذكر أنه عندما أطل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف من شاشة التلفزيون الشهر الماضي ليعلن بفرح عن وقف إطلاق النار في إقليم "قره باغ"، كانت عبارات الشكر لأنقرة أول ما تلفظ به الرئيس المنتصر.

بُعيد الخطاب، تدفق الأذربيجانيون إلى الشوارع حاملين الأعلام التركية والأذربيجانية وهم يرددون هتافات تشيد بأنقرة.

وبعد يومين من خطاب علييف المذكور آنفا، وجه أعضاء بارزون في المعارضة الأذربيجانية رسالة مفتوحة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متجاهلين علييف، تدعو تركيا إلى نشر قوات دائمة في مدينة شوشة في ناغورني قره باغ، والتي استولت عليها باكو مؤخرًا، لحماية المنطقة من تهديد روسي محتمل.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر/تشرين الأول 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة قبل نهاية العام الحالي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!