د. محمد وجيه جمعة-خاص ترك برس

وهكذا انتهت الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة الدستورية التي لم تختلف عن سابقاتها ويؤسفني القول بأنها لن تختلف عن لاحقاتها إن وجدت ، وما يحدوني لهذا التثبيت هو أن المدخلات في معادلة الجولة الخامسة لم تختلف عن مدخلات سابقاتها سوى تَغير مهم على جبهة الثورة وأعتقد أنه سيكون أسياسياً في القادم من الأيام ، لذلك نقول بأن خيبة الأمل ليست من النتائج بل من المقدمات التي سبقت الجولة.

جميع القوى المؤثرة في المعادلة السورية بدون استثناء وضمناً القوى الثورية لم تأت بأي قوة إضافية قادرة على دفع المسير الى الأمام.

كما ذكرنا... على جبهة الثورة وتحديداً في المناطق المحررة ارتفع الصوت واختلفت لغة الخطاب المطالب بالسير الى الأمام في طريق الحل ، وكذلك رصدنا تحولها الى قوة ضغط ظهر تأثيرها في الخطاب السياسي الثوري الرسمي.

المؤكد بشكله المطلق وعبر التاريخ أن الديكتاتوريات لا تتنازل عن السلطة مهما كان الثمن ، والمجرم بشار لن يكون سوى تأكيداً لهذه الحقيقة النكراء.

في جنيف الأطراف المشاركة و الراعية والضامنة أصبحت طرف وشريك في المعادلة السورية والتجاذب الحاصل بين مصالحها في سورية يُجهض امكانية ظهور القوة الدافعة باتجاه الحل.

البارحة في جنيف بكل غباء وعنجهية ، ممثلي النظام أمعنوا بقدرتهم على التشبيح والإبتعاد عن أي حل يجعل من سورية وطناً للديمقراطية ولكل السوريين ...كان واضح خروجهم للتو من تحت البسطار العسكري الذي ركلهم الى جنيف بمهمة التعطيل.

و ممثلي هيئة التفاوض على اختلاف طيفهم في هذه الحلبة ، شابهم ما شابهم من العناوين المختلفة الهوى و التي لا يتعدى تأثيرها حتى على منتسبيها... وكما في كل الحدث السوري والجولات السابقة لعب ممثلوا هيئة التفاوض دور الأب الوديع للأسرة السورية الذي يمتلك الكثير من الدموع والعواطف... الذي لا يريد التفريط بكل ما هو سوري ، و ما يبتغيه هو الحرية والكرامة حتى للسوريين المرغمين للعيش على جغرافية سيطرة العصابة الأسدية.

الأمم المتحدة في كل جولة تفقد من رصيدها بكل المعاني وخاصة وأن الشعب السوري لم يحصل منها سوى على الخيم التي يكتب عليها U N والباصات الخضراء.

ما حصل البارحة من اخفاق يؤكد أن كتابة دستور جديد ليست الأولوية و يدفع الى الواجهة ضرورة انتقال السلطة.

الصوت القادم من المخيمات والشتات ، و الإرادة التي ولدت من عمق الجرح السوري ستقول كلمتها ، وستقلب الموازين و سيدركون جميعاً بكل مسمياتهم وعناوينهم وفشلهم وعجزهم أن الشعب السوري لم يفقد إرادة الحرية رغم كل الجراح...

المأساة السورية وصلت الى عتبة انقلاب الموازين... احذروا لعنة العذاب السوري.

عن الكاتب

د. محمد وجيه جمعة

سياسي سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس