جلال سلمي - خاص ترك برس

وصل رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان" إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في 29 آذار/ مارس، للمشاركة في قمة الأمن النووي، للقاء قادة الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة بعض القضايا الإقليمية والعالمية الهامة، واستغرقت الزيارة 6 أيام تخللها العديد من الاجتماعات واللقاءات.

وكان برفقة الرئيس التركي ثلة من الصحفيين والإعلاميين الذين نقلوا بأقلامهم انطباعاتهم عن حيثيات وتداعيات الزيارة التي وصفها البعض بالمثيرة.

وفي هذا السياق، نقل الصحفي والمحلل السياسي التركي "شرف أوغوز" الذي رافق أردوغان في الرحلة انطباعاته عن الزيارة في مقاله بصحيفة صباح "نزور تركيا بفضل أردوغان"، مبينًا أن الزيارة لم تكن سياسية بحتة بل شملت عدة جوانب أخرى مثل الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، حيث اجتمع رئيس الجمهورية بعدد من رجال الأعمال من عدة الجنسيات، وأُطلق على الطاولة المستديرة التي اجتمع عليها أكثر من 20 رجل أعمال مرموق اسم "طاولة استثمار تريليون دولار".

وأشار أوغوز إلى أن الاجتماع كان من تنظيم هيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية التابعة لوزارة الاقتصاد، موضحًا أن الاجتماع شهد إقبالا ملحوظا فاجأ أفراد الهيئة، حيث شاركت شركات عالمية ضخمة، مثل كوكا كولا وغيرها في الاجتماع، وأكّدت رغبتها في زيادة استثماراتها في تركيا التي تتمتع بقدر ملموس من الأمن والاستقرار.

كان افتتاح المركز الثقافي التركي أحد النقاط الأساسية على برنامج الزيارة، وقد دعت الرئاسة التركية الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الانضمام إلى حفل الافتتاح إلا أنه اعتذر. وأوضح أوغوز أن أردوغان انتقد في خطابه بعد افتتاح المركز، الحملة التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام الغربية تجاه المسلمين بشكل مقصود أو غير مقصود، وأكد أن "الإرهاب لا دين ولا عرق ولا لغة ولا أصل له".

وقد التقى أردوغان خلال زيارته وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونائب الرئيس جو بايدن، ثم الرئيس أوباما. وذكر الكاتب التركي فخر الدين ألتون في مقاله بصحيفة صباح "الرابح من زيارة واشنطن"، أن أردوغان حاول في أثناء لقائه مع المسؤولين الأمريكيين التوصل إلى نقاط حل مشتركة فيما يتعلق بالقضايا العالقة في المنطقة، وخاصة القضية السورية، ولكن الطرف الأمريكي لم يُبدِ الاستعداد المطلوب، مؤكدًا أن الطرفين اتفقا على الخطورة التي يمكن أن تشكلها الفيدرالية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي، ولكنهما اختلافا من جديد على تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه منظمة إرهابية، وعلى ضرورة بذل الجهود الكافية للقضاء على نظام الأسد.

ونوه ألتون إلى أن بعض الصحف نشرت أنباءً وصفها بالعارية عن الصحة والتي تهاجم الوفد التركي في أمريكا، فقد ادعت بعض الصحف أن هناك احتجاجات كبيرة ضد الرئيس أردوغان أمام مقر إقامته في واشنطن وأن الرئيس أوباما لن يقابله، ولكن ألتون يؤكد أنه عند وصوله إلى الفندق الذي يقيم فيه مع الرئيس لم يرَ أي احتجاجات كبيرة كما ادعت هذه الوسائل الصحفية "غير المهنية". ويضيف أن اللقاء الثنائي الذي جرى بين الرئيسين الأمريكي والتركي، دحض الادعاءات التي تنطلق من هنا وهناك بغية ضرب هيبة تركيا في المحافل الدولية، ولكن الواقع مغاير تمامًا لهذه الادعاءات التي لا تسمن ولا تُغني من جوع، فالحقيقة لا تُغطى بغربال.

ومن الجدير بالذكر، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قيم زيارته لأمريكا في مؤتمر صحفي عقب وصوله إلى إسطنبول، بأنها كانت جيدة، ولكن ما أثر عليها سلبًا هو اتحاد كافة المنظمات الإرهابية المضادة لتركيا، مثل "بي كي كي"، و"أصالة" الأرمنية، والكيان الموازي وغيرهم، على قلب رجل واحل، وعدم اكتراث الولايات المتحدة الأمريكية بالفعاليات الإرهابية التي يقومون بها ضد تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!