ترك برس

توفي المعلم الحافظ عبد الله نظرلي، أحد القادة الذين حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على زيارتهم كلما زار ألازيغ. وقد أوفى الرئيس بحقه بحضور مراسيم جنازته برفقة عدة وزراء، وألقى كلمة بالمناسبة، ودعا له، وقدم تعازيه بوفاته، وقرأ الفاتحة على روحه، وشارك بحمل نعشه.

يعد نظرلي أحد قادة الرأي في ألازيغ، كرّس حياته للعلم، وتوفي عن عمر ناهز 107 أعوام في مستشفى مدينة "فتحي سكين" التي كان يتلقى فيها العلاج. عمل بوظيفة إمام وواعظ ومدرس للقرآن لدى رئاسة الشؤون الدينية. وخلال مسيرته، خرّج 1000 حافظ للقرآن الكريم وعلّم القرآن لأكثر من 5000 شخص.

نشر وزير الصحة فخر الدين كوجا، عبر حسابه بعد سماعه نبأ وفاة الحافظ، تغريدة قال فيها: "موت العالِم مثل موت العالَم (الدنيا)، انتقل إلى رحمة الله المعلم الحافظ القائد عبد الله نظرلي، عن عمر ناهز 107 أعوام، الذي كرس حياته للخدمة في سبيل الله، رحمه الله وأسكنه الجنة".

وشارك وزير الداخلية سليمان صويلو عبر حسابه في تويتر هذه الكلمات: "قالت لي زوجتي (يجب أن تذهب لزيارة المعلم عند ذهابك إلى ألازيغ)، بالتأكيد زرته، لا أستغني عن التشرف بزيارته وسماع نصائحه والحديث معه، كان ولي الله، وكان صديق رئيسنا، انتقل المعلم عبد الله نظرلي إلى دار الحق عن عمر 107 أعوام، رحمة الله عليه".

كما نشر مسؤول الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون رسالة تعزية قال فيها: "إن موت العالم مثل موت العالم، يؤسفني سماع نبأ وفاة شيخنا الجليل الحافظ عبد الله نظرلي، الذي قضى حياته في خدمة الدين، تعازيّ لعائلته ولمحبيه، رحم الله معلمنا وأسكنه فسيح جناته". 

نبذة عن الحافظ عبد الله نظرلي 

ولد عبد الله نظرلي، في قرية هوش بألازيغ عام 1920، والده الحاجي علي أفندي ابن الصوفي عبد الفتاح أفندي من  "زادلر إمام" في منطقة "هاني" التابعة لديار بكر، ووالدته خديجة هانم ابنة إبراهيم أفندي من "زادلر تشوفالجي" من قرية "هوش" في ألازيغ.

أمضى المعلم عبد الله طفولته وشبابه في منطقة هاني، تعلم القرآن من والده علي أفندي، وبدأ بحفظه وأتم حفظه في عمر الثانية عشر، ثم أحضره والده إلى ألازيغ، ليتلقى دروس المقامات والتجويد والقراءات من إمام السوق في ألازيغ المرحوم الحافظ محمد أرتشاغ، ثم تلقى دروسا في اللغة العربية والتفسير والفقه الشافعي واللغة العثمانية من عمه المدرس الحافظ محمد أفندي.

بعد الانتهاء من كل هذا التحصيل العلمي، قرأ العشر الشريف والقرآن بطريقة المقابلة في جوامع ديار بكر وليجه وهاني، التي ازداد عدد مصليها ومستمعيها بمرور الأيام من جمال صوته وحديثه. وكان من أهم المداومين للاستماع إليه من الأعيان رشيد باي وجلال غوزلسيس.

توجه المعلم عبد الله إلى قيصري وملاطية وسيواس بالقطار في عام 1942، وتلقى دروس القراءات العشر من الحافظ محمود كوشجولو في قيصري أحد طلبة المعلم الحافظ أجيز مصطفى راغب، الذي يعد من معلمي القراءات المعروفين في إسطنبول، كما تلقى دروسًا في الأدبيات والشعر واللغة والتعليم من مفتي قيصري عبد الله ضيفلي أوغلو. استُدعِيَ للخدمة العسكرية من قيصري في عام 1943، وتوجه للخدمة العسكرية في أثناء الحرب العالمية الثانية، وأدى خدمته العسكرية على الحدود البلغارية لمدة 11 شهرا، وفي مستشفى تشورلو العسكري لمدة 13 شهرا.

عاد إلى قيصري بعد إنهاء خدمته، واستكمل تعليمه وحصل على شهادة في عام 1946، ثم توجه إلى ملاطية حيث تم تعيينه رسميا بوظيفة مؤذن في جامع "سوغوتلو"، وصار مؤذنًا في جامع "يني جامع" بعد عام بنفس المنطقة وتطورت وظيفته لاحقًا. وبعد ثلاثة أعوام، تزوج بابنة مفتي "كانغال" عبد الله أبايدينلا، وتم تعيينه مدرسا للقرآن في "كانغال" التابعة لمدينة "سيواس" في عام 1949.

بدأ بإعطاء دروس القرآن في جامع "ميدان شيرا" بألازيغ بطلب من مفتي ألازيغ عام 1955، ثم نقل لاحقا إلى جامع "الإحسان"، واستمر بوظيفته 20 عاما، قام خلالها بتدريب وتعليم الكثيرين من الطلاب.

تقاعد في عام 1975، إلا أنه لم يترك وظيفته أبدا، بل بدأ بالوعظ والإرشاد في جامع القبة، واستمر بذلك إلى عام 2000، كما قدم دروس تجويد وقراءات القرآن الكريم في جامع "خربوت أولو" وفي مراكز الشؤون الدينية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!