ترك برس

تواصل منظمة الهلال الأخضر (Yeşilay)، عملها منذ تأسيسها قبل 101 عام بحماية المجتمع والشباب من الادمان والعادات المضرّة بالصحة، ويحتفل بـ"أسبوع الهلال الاخضر" بين 1 و7 آذار/ مارس في عموم تركيا منذ 63 عاما.
 
كانت بداية تأسيسه الهلال الأخضر، بعقد علماء وأطباء ومحامين ورجال دين اجتماعًا مهمًا في شارع "أشير أفندي" بمدينة إسطنبول عام 1920، بهدف خدمة الشعب التركي وإنقاذه من العادات الضارة ومساعدته على مكافحة الإدمان، وقد صدر عن الاجتماع قرار بتأسيس الهلال الأخضر.

وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال: لماذا صدر قرار عاجل بتأسيس منظمة الهلال الأخضر في بلد كان يعيش تحت وطأة الحرب في عام 1920؟

لم تكن أراضي الدولة العثمانية فقط هي المحتلة من قبل دول الحلفاء في نهاية الحرب العالمية الأولى، لكن قوات الاحتلال سعت إلى تدمير شباب البلاد بالكحول والمخدرات التي كان يستخدمها بعض جنودهم على الجبهة لمواصلة القتال، حيث نقلتها من بلادها وجلبتها معها عبر الموانئ إلى الأناضول، ثم قدمتها إلى الشباب التركي، وتمكنت بذلك من احتلال الشعب ماديا ومعنويا.

مكافحة هذا الإدمان الذي تفشى بين الشباب لم تكن أمرًا سهلًا، وكانت المحاولة الأولى لمكافحته تحت رعاية شيخ الإسلام إبراهيم حيدر زاده، ثم أنشئت مستشفى الصحة العقلية برعاية الأستاذ  مظهر عثمان، أحد العلماء الرواد في هذا المجال، باسم "هلالي أخضر" في 5 مارس 1920، ثم تغير اسمها إلى جمعية "الهلال الاخضر" في 22 كانون الثاني/ يناير 1936 بعد تأسيس الجمهورية التركية, كما تم قبولها كجمعية ذات منفعة للمجتمع.

أضافت منظمة الهلال الأخضر مكافحة السجائر إلى جدول أعمالها في مؤتمرها التاسع عشر عام 1938، بعد جهودها لأعوام في مجال مكافحة الكحول والمخدرات، كما قامت الجمعية بتعليق منشورات ولافتات في الشوار توضح إضرار الكحول والسجائر بأبناء الشعب التركي.

وبدعم من وزير التعليم الوطني آنذاك حسن علي يوجال، تم الحصول على إذن بتأسيس فروع لمنظمة الهلال الأخضر للشباب في الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم التقني والإعدادي والمدارس المهنية الأخرى في عام 1946.

وفي عام 1958، أعلن الرئيس العام لمنظمة الهلال الأخضر الدكتور شوكرو حازم تينر، عن  الاحتفال بمناسبة "أسبوع الهلال الأخضر" سنويًا في جميع المدارس في عموم تركيا من يوم 1-7 مارس من كل عام. 

ولا تزال جمعية "الهلال الأخضر" تصدر مجلتي "الهلال الأخضر" و"السنونو الأزرق"، اللتان تنشر فيهما للجمهور عن مساعيها لمكافحة الإدمان، كما تتضمن توعية بمسؤولياتها ومهامّها حسب لائحتها التي أُعدّت عام 1980 وتتضمن 58 مادة.

تأسست المنظمة في تركيا بهدف مكافحة الكحول، وكانت مؤسسة المجتمع المدني الوحيدة التي منحت شهادة "كفاءة تميز 5 نجوم" من قبل مؤسسة إدارة المجتمع الأوروبية والمركز الاستشاري الخاص بمجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي، كما تضمنت بموجب القانون المنظم لعملها المخدرات والسجائر والقمار والإدمان التكنولوجي.

أُخِذَ الهلال الذي وضع كرمز لمنظمة "الهلال الأخضر" من العلم التركي، ويمثل استقلال البلاد وهوية شعبها، كما يمثل اللون الأخضر في الهلال السلام والهدوء والسعادة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!