ترك برس

تناول مقال بموقع وكالة بلومبيرغ (Bloomberg) الأمريكية أبعاد التقارب التركي-المصري في الآونة الأخيرة، واحتمالات تطبيع العلاقات بالكامل رغم الخلاقات المعقدة بين الطرفين.

المقال من إعداد الكاتب تيموثي كالداس، وهو زميل معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط (TIMEP)، أشار إلى أن البراغماتية قد تتيح لتركيا ومصر رأب الصدع بينهما، ومثال ذلك أن أنقرة والقاهرة لم تدعا خلافاتهما تعرقل التجارة بين البلدين، واليوم يؤتي هذا الأمر أُكله.

وذكر كالداس أن الحكومة التركية تسعى إلى تحسين العلاقات مع العالم العربي بعد فترة طويلة من البرود، وتبدو أنقرة حريصة بشكل خاص على تحسين العلاقات مع القاهرة.

إذ قال إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان للوكالة إنه "يمكن فتح صفحة جديدة في علاقتنا مع مصر ودول الخليج من أجل المساعدة في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".

وأشار الكاتب-وفق موقع الجزيرة نت- إلى أنه إذا كان تأكيد قالن يعكس تغييرا في اللهجة، فإن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ذهب أبعد من ذلك وقدم لمصر فائدة واحدة محددة على الأقل من تحسين العلاقات، ألا وهي اتفاقية حدودية بشأن مناطق الحقوق البحرية لكلا البلدين في شرق البحر المتوسط الغني بالغاز.

وتشير التقارير الواردة في وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة إلى أن أنقرة تفتح قنوات للقاهرة بهدف حل نزاعات تقسيم المناطق البحرية.

وألمح كالداس إلى أن مصر لم ترد علنا على هذه المبادرات، لكن المراقبين في القاهرة يرون أيضا علامات على ذوبان الجليد مع تركيا بشأن ليبيا، حيث كان البلدان على طرفي نقيض من الحرب الأهلية، ويشيرون إلى الاستقبال الحار من قِبَل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لرئيس الوزراء الليبي الجديد عبدالحميد الدبيبة، المقرب من أنقرة، وفقا للمقال.

ومع ذلك، أردف الكاتب أنه "سيكون من السابق لأوانه توقع عناق دافئ بين البلدين، ذلك أن الواقع أكثر تعقيدا لأن التوترات بينهما كانت تحد منها دائما المصالح المادية".

ومن المرجح أن تستمر درجة معينة من الاحتكاك نظرا لتنافسهما على النفوذ في ليبيا ودعم أنقرة "للإسلاميين" والاختلافات التاريخية بين تركيا وشركاء مصر الآخرين في البحر المتوسط.

ومضى الكاتب إلى أن هناك عدة عوامل خارجية في عام 2020 أدت إلى قيام مصر بإعادة تقييم أولويات سياستها الخارجية مع التركيز على تحديات معينة وتقليل تصعيد مجالات المنافسة الأخرى.

وهذه العوامل تشمل الهزيمة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والانتكاسات العسكرية لحلفاء مصر في ليبيا وفشل الوساطة الأميركية في أزمة سد النهضة الإثيوبي، فضلا عن اتفاقيات التطبيع بين عدة دول عربية وإسرائيل، تلك التي تهدد ادعاء مصر بكونها الوسيط المفضل للغرب في فلسطين، حسب المقال.

وختم الكاتب مقاله بأن كلا البلدين سيستفيدان من حل وسط بشأن التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، حيث إن احتياطيات تركيا من العملة الصعبة انخفضت بشكل حاد، واضطرت مصر العام الماضي إلى العودة إلى صندوق النقد الدولي من أجل عمليات إنقاذ إضافية.

ولكن بعد أن أبرمت اتفاقا للحدود البحرية مع اليونان قد تطلب القاهرة من أنقرة إصلاح العلاقات مع أثينا قبل التوصل لأي اتفاقية تركية مصرية جديدة، وربما يمكن للمصالح المشتركة أن تخلق مرة أخرى فرصة للبراغماتية والتعاون.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!