ترك برس

"شريطة عدم تدخل الدول الغربية"، عرضت تركيا الوساطة لحل الخلاف القائم بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، والذي يتواصل منذ نحو 10 سنوات.

جاء ذلك على لسان فيصل أر أوغلو، مبعوث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العراق، في تصريحات أدلى بها لقناة "الجزيرة مباشر". 

أكّد أر أوغلو أن بإمكان بلاده "القيام بوساطة في أزمة ملف سد النهضة شريطة عدم تدخل الدول الغربية لأن ذلك قد يقود إلى عدم المصالحة".

وتابع المبعوث الرئاسي التركي أن "سد النهضة" قضية تقنية ولدى بلاده الكثير من الخبراء الذين يمكنهم المساعدة في حلها.

وفي 9 مارس/آذار رفضت إثيوبيا، مقترحا سودانيا أيدته مصر أواخر فبراير/ شباط الماضي، بتشكيل وساطة رباعية دولية تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي، لحلحلة مفاوضات "سد النهضة" المتعثرة على مدار 10 سنوات.

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لـ"سد النهضة" في يوليو/تموز المقبل، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي؛ حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

وتتعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر وتوقف انعقادها منذ يناير/ كانون الماضي، عقب مطالبة سودانية بتغيير منهجية التفاوض مقابل تحفظ إثيوبي.

تزامنت تصريحات أر أوغلو مع أخرى لوزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، حول بدء الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وعدم طرح البلدين أي شروط مسبقة من أجل ذلك.

وقال تشاووش أوغلو لوكالة الأناضول إنه "لا يوجد أي شرط مسبق سواء من قبل المصريين أو من قبلنا حاليا، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئا لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة".

وتابع: "(تطبيع العلاقات) يتم لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خارطة طريق والاقدام على خطوات في تلك المواضيع".

ومضى قائلا:" بطبيعة الحال يحدث هناك نقص في الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار القطيعة لأعوام طويلة، وهذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث لدى الطرفين، ولهذا تجري مباحثات في ضوء استراتيجية وخارطة طريق معينة. وتتواصل (المحادثات)".

وتابع "لدينا اتصالات مع مصر سواء على مستوى الاستخبارات أو وزارتي الخارجية. و اتصالاتنا على الصعيد الدبلوماسي بدأت".

في السياق، قال الرئيس أردوغان إن "تعاوننا الاقتصادي والدبلوماسي والاستخباراتي مع مصر متواصل، ولا يوجد أي مشكلة في هذا".

في مقال سابق نشره "ترك برس"، قال الكاتب عمر الدغيم، إنه كان يمكن لمصر أن تجنب نفسها اكتساب أعداء إقليميين جدد في المنطقة، وأن تعمل على كسب أصدقاء وحلفاء هي في أشد الحاجة إليهم كتركيا الدولة القوية الصاعدة. فقد انتقلت تركيا من طور التأثير المحلي والانكفاء على الداخل إلى طور اللاعب الإقليمي صاحب القرار المؤثر في الكثير من القضايا والأزمات العالمية والدولية.

وأوضح الدغيم أن تركيا كان يمكنها أن تساعد مصر في الضغط على الجانب الإثيوبي وأن يكون لها يد كبيرة في منع وإعاقة بناء سد النهضة وإتمامه. خصوصاً أن تركيا كانت قد جعلت من الشرق الإفريقي إحدى مناطق نفوذها وأدرجته في مخططاتها الاستراتيجية التي سارت عليها السياسة الخارجية التركية في العقد الأخير. فكانت الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى مستمرة إلى دول القرن الإفريقي كجيبوتي والصومال وإثيوبيا، والتي نتج عنها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي.

وأضاف: "كان الموقف التركي من سد النهضة غامضاً، فهو إن لم يؤيد هذا المشروع علناً ولم يعارضه أيضاً. وإن هذا الموقف التركي الصامت غير مستغرب، وليس للمسؤولين في مصر أن ينتظروا غير ذلك، فهم وضعوا أنفسهم في الخندق المواجه لتركيا وأمنها القومي ومصالحها في كل مكان".

ويبدو أن الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لإثيوبيا في 16 يوليو 2020، جاءت كرد على التصعيد المصري في ليبيا وكورقة ضغط على القاهرة لتترك هذه السياسة العدائية تجاه أنقرة. وفق رأي الدغيم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!