ترك برس

أدى تساقط الثلوج الكثيف في أثناء العاصفة الثلجية قبل ثلاثة أيام في مدينة "كرمان" وسط تركيا، إلى انقطاع السبيل بثلاثة أصدقاء، كانوا في سيارة واحدة تعطلت وانحصرت بين الثلوج، منهم من تركها لطلب المساعدة، ومنهم من بقي بها. وقد تم إنقاذ من بقي في داخلها أولا، ثم تم العثور بعد 3 أيام على أحدهم الذي خرج من السيارة بحثًا عن المساعدة، وجده المنقذون على بعد 40 كيلومترا من السيارة، ويدعى إيجة كابالاك.

وقد تلقت فرق البحث والإنقاذ اتصالا هاتفيا قبل ثلاثة أيام بتعذر الوصول إلى ثلاثة اشخاص لفترة طويلة، فقامت بدورها بإنشاء محطة قاعدة متنقلة GSM في المنطقة لتحديد إشارة هواتف الأشخاص المفقودين والعثور عليهم، وفي حينها أدت الظروف المناخية القاسية في 24 آذار/ مارس إلى انقطاع السبيل بهؤلاء الأصدقاء الثلاثة، وهم فرقان كلش، وربيع بينغول، وإيجه كابالاك، الذين كانوا على طريق "أردملي-كرمان".

غادر إيجه كابالاك، السيارة لطلب المساعدة وبقي صديقاه في السيارة، وبعد فترة غادرها كلش أيضا. وقد تمكنت فرق البحث من إيجاد بينغول، الذي بقي في السيارة أولا، ثم إيجاد كلش، على بعد 5 كيلومترات من السيارة، أما كابالاك فقد تعذر إيجاده لابتعاده عن سيارته.

استنفرت فرق البحث والإنقاذ التابعة لإدارة الكوارث والطوارئ "أفاد" وفرق الجندرمة، حتى أن أهالي قرية "تشات" القريبة انضموا إليها للمساعدة على إيجاد كابالاك، في المنطقة الجبلية المرتفعة "أيرانجي" في ظل الظروف المناخية القاسية. وقد اضطرت فرق البحث لإيقاف العمل ليلا بسبب سوء الأحوال الجوية والظلام، وأخيرا تم الوصول إلى إشارة هاتف كابالاك المحمول، فتواصل الفريق معه على الفور، ليتضح أنه على بعد 40 كيلومترا عن سيارته المحصورة بالثلوج في طريق أردملي-كرمان.

وعلى الفور، تم استدعاء طائرة هليكوبتر لإنقاذ كابالاك، الذي كان وضعه الصحي جيدا، إلا أن الطائرة لم تستطع الهبوط بسبب الظروف الجوية، لذلك توجهت فرق أفاد وقيادة جندرمة مرسين الإقليمية إلى موقع الشاب، وتم العثور عليه بعد ثلاثة أيام في 27 مارس، ونقله إلى مستشفى "أنتغره" الحكومي في منطقة "تشمليايلا" بمرسين، لإجراء الفحوصات اللازمة له.

تحدث كابالاك عن معاناته التي عاشها خلال الثلاث أيام للصحفيين قائلا: "في البداية حاولت النزول من أعلى الجبل إلى أسفله، اعتقادا مني بأنها مسافة قريبة. لم يكن نزولي سهلا، فقد عشت أصعب أيام في حياتي، حيث نمت تحت الشلال وتسلقت الجبال. كان أصعب ما فيها تفكيري بأنني سأستطيع العيش، وكنت أقول لنفسي إنها مغامرة صعبة وستمضي، وقد منحني ذلك بصيصا من الأمل".

ذكر كابالاك أنه جمع فضلات الطعام وتناولها للبقاء حيا، وقال: "بقيت جائعا لمدة أربعة أيام، ولم أستطع تناول أي شيء. دعاني الفريق الذي عثر علي إلى تناول الطعام، سلمهم الله، فقد أكلت العشب! كنت أشعر بسعادة عندما عندما أجد بقايا طعام أجمعها وآكلها مثل بقايا حبوب الحمص وقطع الخبز الجاف، وشربت الماء من الجدول. كنت أمشي سبع ساعات يوميا كي أشعر بالدفء وأحافظ على تدفق دمي بشكل منتظم. فكرت في أكثر إنسان أقدره بحياتي، فلم أجد سوى أمي فقط، ولم أفقد الأمل من أجلها، ولم أخشى الموت أبدا، ولكنني خفت عليها".

أعرب كابالاك، عن بكائه عند رؤيته إشارة في هاتفه، وقال: "رأيت نافورة، كتب عليها أقوال عالم عن جبال طوروس. جلست أمامها لأرتاح، ولاحظت أن هاتفي يلتقط الإشارة عندما أمسكته بيدي، فبدأت بالبكاء وقلت لنفسي (لن أموت الآن). تساءلت عن أصدقائي هل عثر عليهم أحد، ولم يكن لدي سوى عائلتي وأصدقائي. أرسلت لي والدتي رسالة كتبت فيها "أعتقد أن إيجه سيعود اليوم، سيأتي، سيتم إنقاذه"، ولم أندهش أبدا، لأن أمي هي الوحيدة التي تشعر بي، وقد حمتني كلماتها، ولا أتذكر أنني شعرت بسعادة كالتي شعرت بها عند رؤيتي الجندرمة أمامي، كان هذا اليوم هو اليوم الذي ولدت فيه من جديد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!