ترك برس

سلّط تقرير في صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية الضوء على أنباء حول هجوم نفذته طائرة مسيرة تركية ضد ميليشيات خليفة حفر في ليبيا دون أن تتلقى أوامر من البشر، في سابقة تاريخية.

وذكرت الصحيفة أن درون Kargu – 2 الضارب تركي الصنع الحائم في أجواء ليبيا استهدف مقاتلا دون أن يتلقى أمرا بذلك من قبل مشغله. وفق وكالة "RT".

ونقلت عن صحيفة The New Scientist البريطانية أن درونا استخدم ضد القوة البشرية للعدو في مارس عام 2020 في منطقة طرابلس الليبية حيث دارت آنذاك المعارك العنيفة، وأن الدرون المزود بأسلحة فتاكة طارد الهدف بشكل مستقل دون أن يتلقى أوامر من مشغله.

وأشار التقرير إلى أن تركيا بدأت عام 2019 في إنتاج المروحية المسيرة رباعية المراوح Kargu – 2 البالغ وزنها 15 كيلوغراما. وبمقدورها البقاء في الجو لمدة 30 دقيقة ويتم التحكم فيها عبر قنوات اتصال رقمية مغلقة.

وتسمح برمجيات الدرون بالقيام بدوريات في مناطقة معينة له، كما تسمح له باكتشاف مختلف الأهداف وإصابتها.

وبمقدور الدرون أن يقلع ويهبط أوتوماتيكيا في موقع يحدده المشغل الذي يمكنه إلغاء غارة يريد الدرون شنها أو إعادة توجيهه إلى هدف آخر. وبمقدوره أن يحمل ذخائر شظايا وذخائر حرارية وجوفاء.

كما نقلت الصحيفة عن الخبير الروسي في مجال الأنظمة المسيرة، دينيس فيدودينوف، تعليقه على ما حدث في ليبيا، بالقول "يعتبر ذلك مرحلة جديدة حيث أوكل الإنسان إلى الدرون لأول مرة مهمة اتخاذ قرار بقتل إنسان آخر".

وأشار إلى أن "الأنظمة الأوتوماتيكية سابقا لم يكن  بمقدورها كل مرة التعرف على الأهداف بالدقة المطلوبة. وكان يجب على الإنسان تصحيح أخطاء الدرون".

وتابع: "هناك جانب أخلاقي للمشكلة حيث أتيحت لدرون فرصة لقتل الإنسان وإن كان عدوا. وكان هذا الأمر مستحيلا في وقت سابق". على حد تعبيره.

وسجلت الأمم المتحدة العام الماضي أول حالة مرجحة لشن طائرات مسيرة ذاتية التحكم هجوما على أشخاص بشكل مستقل وذلك في حادث وقع خلال عمليات عسكرية في ليبيا.

وذكرت مجموعة خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعنيين بليبيا في تقرير أصدرته شهر مارس 2021 ونقلته مجلة "New Scientist" أن الحادث حصل في مارس 2020 خلال اشتباكات بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي المدعومة من قبل تركيا وميليشيات حفتر.

وأوضح التقرير أن طائرات مسيرة تركية من طراز "Kargu-2" نفذت هجوما على مجموعة عناصر في ما يعرف بـ"الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده حفتر خلال تراجع قواته من محيط العاصمة طرابلس.

وأشار إلى أن المقاتلين في قوات حفتر "لم يكونوا متدربين أو مشجعين على الدفاع" ضد الهجمات المنفذة بواسطة مثل هذه الطائرات المسيرة خلال "تراجعهم العشوائي".

وكانت الدرونات، حسب التقرير، "مبرمجة على مهاجمة الأهداف دون ضرورة نقل بيانات الاتصال بين الطرف المشغل والسلاح".

وشدد التقرير على أن الطائرات المسيرة القتالية وأنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية الحكم هاجمت هؤلاء المقاتلين دون أي تدخل من قبل إنسان.

وقد يعني تأكد هذه المعلومات تسجيل أول حالة لتصرف أجهزة قتالية ذاتية التحكم بطريقة مستقلة لمهاجمة أشخاص.

و"Kargu-2" طائرة مسيرة تركية "منتحرة" مزودة بمتفجرات وقد يتم توجيهها من قبل البشر أو عبر استخدام الكاميرات الموجودة على متنها والذكاء الاصطناعي الخاص بالبحث عن الأهداف بطريقة ذاتية.

ولم يحدد التقرير الأممي ما إذا أدى الهجوم إلى مقتل هؤلاء المقاتلين المستهدفين، لكنه لفت إلى أن عمليات الطائرات المسيرة المذكورة قد تسفر عن "خسائر كبيرة".

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن النجاحات التي حققتها المسيّرات التركية في الميدان أدت إلى نتائج ستفرض إعادة صياغة استراتيجيات الحرب في العالم.

وتعد تركيا واحدة من أفضل 3 ـ 4 دول حول العالم في تصنيع الطائرات المسيرة، وفق تصريح سابق للرئيس أردوغان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!