ترك برس

في أثناء عمله برعي الأغنام مع عائلته في مرتفعات تونجلي جنوب تركيا، حصل ماهر غوندوغدو (22 عاما) على المركز الأول على مستوى تركيا بإجابته على جميع الأسئلة إجابة صحيحة وهي 120 سؤالًا، عند تقدمه للامتحان الانتقالي من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية (TEOG) في عام 2016، وتأهل بذلك للقبول في المدرسة الثانوية الأمريكية بإسطنبول "روبرت"، وتخرج من الثانوية هذا العام، وهدفه الحالي الدراسة في قسم الاقتصاد بجامعة تيلبورغ في هولندا.

يعمل غوندوغدو حاليا برعي الأغنام على هضبة "تشوبان يلديز" المرتفعة 2600 مترا في منطقة "بولمور" التابعة لتونجلي، ليكسب لقمة العيش مع عائلته، وقد عمل بالرعي منذ طفولته، وعلى الرغم من أن تحضيره لامتحانات TEOG تم في أثناء رعيه الأغنام بالهضاب، إلا أنه نال المركز الأول على مستوى تركيا بإجابته على 120 سؤالًا، وحتى اليوم يواصل عمله بعد أن تقدم لامتحانات الثانوية، وهو يسعى لتحقيق حلمه بالقبول في قسم الاقتصاد الدولي بجامعة تيلبورغ في هولندا.

يوزع الطالب المجتهد أعماله طوال اليوم، حيث يقوم برعي الأغنام وحلبها وإنتاج الجبن، ثم يجد لنفسه وقتا للتحضير لامتحان المعادلة لدخول جامعة تيلبورغ في هولندا، المتخصصة في الفنون والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والقانون والاقتصاد.

أشار غوندوغدو، إلى تقديمه طلبا لجامعة تيلبورغ وموافقتها على طلبه، لذلك سيحتاج مبلغ 12 ألف يورو سنويا للدراسة فيها، وقال: "أنهيت دراستي الثانوية وتخرجت، ولدي تحضيرات للامتحان التأهيلي وأيضا للتخرج، وقبل إنهائي دراستي تقدمت بطلب إلى عدة جامعات في هولندا، وحصلت على قبول من جامعة تيلبورغ، وأحضر حاليا لامتحان قبول الجامعة التركي (YKS) في الهضبة".

وتحدث عن إكماله دراسته في ثانوية روبرت الأمريكية بمنحة دراسية كاملة قائلا: "خلال أعوامي الدراسية، كنت أقوم بمساعدة عائلتي برعي الأغنام وحلبها في قرية يميشدره بمنطقة تشميشغزك، طوال فترة وجودي صيفا في القرية وخلال فترة الوباء، وقد اعتدت على ذلك، مما حفزني وزاد شوقي وحماسي للمدرسة، عندما أستيقظ صباحا كنت أعلم أن عائلتي تكافح من أجل لقمة العيش، من الصعب حقا العيش في المرتفعات حيث لا يوجد لدينا منزل ونقيم في خيمة، انتهت مدرستي وتخرجت منها والآن أحضر لامتحان القبول الجامعي وامتحان المعادلة في المرتفعات، وقد تقدمت بطلبات لعدة جامعات في هولندا قبل تخرجي وحصلت على قبول في جامعة تيلبورغ".

أكد غوندوغدو، أنه سيناضل بعد تخرجه من الجامعة، ليحصل جميع أطفال المرتفعات على التعليم، وقال: "نحلب الأغنام مرتين في اليوم، أي لمدة 5 ساعات يوميا، ويرعى راعينا الأغنام في الليل وأنا أرعاها في النهار، تنتج والدتي مع والدي جبن الأكياس، وخلال فترة راحتي أدرس بالكتب التي أحضرها معي، أو أقرأ الروايات، ولا توجد شبكة اتصال بالإنترنت في المرتفعات، لذلك أطور نفسي بقراءة الكثير من الكتب، وأتمنى أن أتمكن من دراسة الاقتصاد الدولي في جامعة تيلبورغ، وأؤسس عملي، هدفي مساعدة الناس الذين يعانون من صعوبات هنا، ويحتاجون إلى يد تمسكهم وتساعدهم، فهم يضحون بحياتهم هنا، وأعرف الكثيرين منهم".

أما والده غوزال غوندوغدو، فقد أعرب عن فخره بابنه، الذي يحتاج إلى منحة دراسية ليتمكن من الدراسة في الخارج، وقال: "نحن فخورون بابننا، الذي يعود إلينا فور بداية الصيف، يساعدنا في رعي الأغنام وحلبها وصناعة الأجبان، يساعدنا في كل شيء، لقد تم قبوله في ثانوية روبرت الأمريكية بمنحة دراسية، كان يدرس 9 أشهر ويعمل معنا بالرعي 3 أشهر، ويستعد حاليا لامتحانات التأهيل الجامعي والمعادلة، وسيحتاج مبلغًا كبيرًا من المال للدراسة في جامعة بالخارج، ولا يسمح لنا وضعنا المادي بتوفير ما يلزم لدراسته، ننتظر منحة دراسية من فاعلي الخير، وأنا متأكد من أن ابني سيفيد بلادنا بعد تخرجه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!