ترك برس-الأناضول

تعاقبت على ولاية نيغدة وسط تركيا حضارات عديدة بينها الحيثية والرومانية والسلجوقية وإمارة قرمان، وصولا إلى الدولة العثمانية.

ومع عودة النشاط السياحي تنتظر الولاية زائريها للاستمتاع بجمالها الطبيعي وأماكنها التاريخية كالكنائس والمساجد والجبال والبحيرات.

وتقع بحيرتا تشينيلي وقاراغول البركانيتان في جبال بولقار التي يبلغ ارتفاعها 2650 مترا بقضاء أولوقشلا التابع لنيغدة.

وتجذب البحيرتان اهتمام الزوار بجمالهما الطبيعي وما تحويهما من أنواع النباتات والحيوانات مثل ضفدع طوروس أو "الضفدع الصامت" كما يطلق عليه والمحمي بموجب اتفاقيه برن.

كما تقع جبال آلاداغلر في قضاء تشاماردي بالولاية، وهي من الأماكن المهمة التي يقصدها متسلقو الجبال، وتضم 30 قمة يتعدى ارتفاعها 3 آلاف متر، و7 أخرى تفوق ثلاثة آلاف و500 متر.

وتضم المنطقة قمة دميرقازيق التي تعد وجهة لكثير من محترفي وهواة تسلق الجبال.

ومن الآثار المهمة أيضا دير غوموشلر، الذي يُعتقد أنه شُيد بين القرنين الثامن والثاني عشر الميلاديين ويقع في منطقة تحمل السم نفسه تتبع مركز الولاية.

ويمتاز الدير بزخارفه الداخلية التي تعد أفضل اللوحات الجدارية في منطقة كبادوكيا، وكذلك غرف الكهنة المنحوتة فى الصخور، والمطابخ وأماكن تخزين الطعام.

كذلك يحوي المدينة المخفية المؤلفة من طابقين تحت الأرض، والغرف السرية المصممة للاختباء في الحالات الطارئة.

ويضم الدير أيضا اللوحة الجصية المعروفة باسم "السيدة مريم الباسمة" التي تعد النموذج الوحيد من نوعه في الأناضول.

وبين المشاهد التي تلفت الانتباه، صورة الظل وهي لامرأة ترتدي تاجا، وتتكون نتيجة سقوط أشعة الشمس بين التاسعة والحادية عشرة صباحًا على النقوش الحجرية في الجزء العلوي من الباب الشرقي لمسجد علاء الدين التاريخي، الذي بناه أمير المنطقة زين الدين بشارة عام 1223م، ويقع على تلة علاء الدين وسط المدينة.

ـ كنيسة أندافال

وفي حديث للأناضول، قال يلماز شيمشك والي نيغدة، إن تاريخ المدينة يمتد إلى قرابة 10 آلاف عام، وإنها تعد بوابة منطقة كبادوكيا التاريخية.

وأوضح شيمشك أن المدينة استضافت العديد من الحضارات، كالحيثيين والرومان والسلاجقة وإمارة قرمان والعثمانيين، وأن آثارها موجودة في الولاية والمناطق المحيطة بها.

وأضاف أن دير غوموشلر يعد أحد أكبر الأديرة في كبادوكيا، ومن أفضل الآثار التي تم الحفاظ عليها حتى اليوم، ويعود تاريخه إلى العصور الوسطى، ويشتهر بلوحة السيدة مريم الباسمة.

وتابع: "علاوة على هذا تضم المنطقة كنيسة أندافال في بلدة آق طاش، وقد بُنيت من أجل هيلينا والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين (..) وهي من أهم المزارات السياحية الدينية في المنطقة".

وذكر شيمشك أنهم يواصلون العمل من أجل فتح المدينة القديمة أمام السياحة، والتي تعود لمملكة تابال المنتمية إلى الفترة الحيثية المتأخرة.

وأشار إلى أن قلعة نيغدة وبرج الساعة وضريح خُدافنت خاتون والسوق المغطى الذي سيُحول إلى متحف للمدينة، تعتبر من الآثار المهمة في مركز المدينة.

ولفت إلى أنه يمكن زيارة الحوض الروماني والمدينة القديمة لمملكة تيانا وكذلك القنوات المائية الموجودة في قضاء بور بالولاية.

ـ نيغدة متحف مفتوح

وأفاد شيمشك بأن نيغدة تحوي قرابة 80 مسجدا تاريخيا وحوالي 30 كنيسة ما زالت باقية حتى الآن، إضافة إلى نُزل وخانات ومدن تحت الأرض.

وأشار إلى أن المدينة تعد في واقع الأمر متحفا مفتوحا، مؤكدا أنهم يعملون على الكشف عن التراث الذي يحويه وجذب الكثير من السياح إليه.

وأضاف أن هضبة كتنشيمن التي تبعد مسافة 15 كيلومترا من وسط المدينة، والحمامات المعدنية الحرارية في قرية تشفتهان، تعدان أيضا من الأماكن المهمة في المدينة.

وبيّن أن العديد من زوار المدينة يفاجؤون بجمالها وتنوع أماكنها السياحية، وأنهم يسعون للتعريف أكثر بالولاية لاستقطاب عدد أكبر من السياح.

وختم شيمشك حديثه بدعوة الجميع إلى زيارة نيغدة، واستكشاف جمالها الطبيعي وثرائها التاريخي والثقافي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!