ترك برس

كشف المحامي الأمريكي روبرت أمستردام، عن نتائج تحقيقاته التي استمرت لـ 6 سنوات، حول تنظيم "غولن" الإرهابي، مبيناً أنه تنظيم معقدّ ومتلوّن يختلف عن باقي التنظيمات.

جاء ذلك في حوار أجراه مع وكالة الأناضول للأنباء، حول أنشطة تنظيم "غولن" الإرهابي، والمحاولة الانقلابية في تركيا والتي تُتهم بالوقوف وراءها.

ووصف الحقوقي الأمريكي تنظيم "غولن" الإرهابي، بأنه "واحد من أخطر الطوائف في العالم"، وأنه يتوجب على الجميع إظهار حجم تهديده على الأنظمة الديمقراطية في العالم.

أعرب عن اعتقاده "أن تنظيم غولن من أخطر التنظيمات في العالم، وتكمن خطورته في أنه ليس مثل التنظيمات الإرهابية التقليدية، بل أكثر تعقيداً، فهو يمتلك القدرة على تقمص أدوار يبدو فيها متعاطفاً للغاية مع مبادئ الديمقراطية والانفتاح".

وأفاد مبيناً: "بما أني من متابعي أنشطة غولن حتى في الفترة التي سبقت وقوع محاولة الانقلاب، أستطيع القول إني كنت على دراية بمحاولات التنظيم لاختراق المجتمع التركي".

كما أشار أمستردام الى أن الشعب التركي خاض كفاحاً بطولياً، وصموداً رائعاً في تلك الليلة من أجل المحافظة على النظام الديمقراطي والحكومة الشرعية، إلا أن أحداً لا يريد الاعتراف بهذه البطولة.

وذكر أمستردام أن الشعب التركي الذي قاتل ببسالة في الشوارع، والنواب ممثلي مختلف المشارب السياسية الذين اجتمعوا كجسد واحد تحت قبة البرلمان، أظهروا في الواقع مدى تلاحم الشعب التركي مع القيم الديمقراطية.

وأردف قائلاً: "يوم 15 يوليو/تموز 2016 كان يوماً مهماً في مسيرة الديمقراطية التركية، لقد تمكن الشعب من إجهاض محاولة الانقلاب وأنقذ النظام الديمقراطي في البلاد، أستطيع القول إن ذلك اليوم كان صفحة مشرقة في تاريخ الديمقراطية العالمية".

كما لفت أمستردام إلى أهمية الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في حشد المواطنين وتحقيق التواصل بين الأفراد في القرن الحادي والعشرين، لافتاً إلى أن الشعب التركي استطاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنظيم صفوفه في تلك الليلة وإنقاذ النظام الديمقراطي من براثن تنظيم "غولن".

واستطرد: "قدرة الشعب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال، واستخدام الرئيس التركي تطبيق فيس تايم لحشد الجماهير، يظهران أهمية هذه الوسائل في حشد المواطنين للدفاع عن بلدانهم والنظم الديمقراطية والحكومات المنتخبة".

وبخصوص "غولن" والتنظيمات الإرهابية المماثلة التي تشكل تهديداً للأنظمة الديمقراطية، أوضح أمستردام أن التحقيقات التي أجراها حول "غولن" أظهرت بأنه واحد من أخطر التنظيمات في العالم.

وأضاف: "تنظيم غولن ليس كغيره من التنظيمات الإرهابية، إنه أكثر تعقيداً. لديه القدرة على التلون وتبديل الأقنعة، لقد حققوا نجاحاً كبيرا ًفي الولايات المتحدة وإفريقيا وأجزاء من أوروبا".

وشدد قائلاً: "علينا توعية الناس ليس فقط في تركيا ولكن في جميع أنحاء العالم حول مخاطر هذا التنظيم والتهديدات التي يشكلها على النظم الديمقراطية".

وزاد: "يوم 15 يوليو/تموز 2016 أظهر في الواقع للكثير من الناس الوجه الحقيقي لكولن، أدعو وكالات حماية القانون في الولايات المتحدة وتركيا إلى العمل بشكل مكثف لفهم أنشطة كولن، وأبعاد محاولة الانقلاب من جهة، ومحاولة اقتحام مبنى الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 6 يناير/كانون الثاني الماضي من جهة أخرى".

وفي ختام حديثه، ربط أمستردام بين اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مبنى الكونغرس الأمريكي ومحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016، مشيراً إلى أن هذين الحدثين يشكلان خطراً على النظام الديمقراطي.

وشهدت تركيا منتصف يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم "غولن" الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه الأتراك بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان في العاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن.

وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية كانت تنتشر حول تلك المقار على الانسحاب؛ ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!