ترك برس-الأناضول

اكتشف القبطان التركي المتقاعد أوزكان تونر" (83 عامًا)، المقيم في "دار العجزة" لرعاية المسنين بمدنية إسطنبول مواهبه في الرسم وكتابة الشعر خلال إقامته في الدار، مستلهما مواهبه من أطفال واظبوا على زيارته.

جاب تونر العالم شرقًا وغربًا خلال سنوات عمله كقبطان على متن سفن الشحن، وفقد كلتا ساقيه جراء تعرضه لحادث مروري.

تونر المولود عام 1938، عاش عدة سنوات بمفرده في منزله بإسطنبول قبل أن ينتقل إلى "دار العجزة" لرعاية المسنين عام 2019 لعدم وجود من يعتني به.

** قبطان بحري

يبدأ تونر يومه بممارسة الرياضة في السرير كل صباح، ويعمل على رسم لوحات للأطفال الذين كانوا يزورونه بشكل متكرر قبل تفشي جائحة كورونا.

واعتاد على كتابة القصص القصيرة في شبابه لكنه توقف عن الكتابة بسبب ضغوط العمل، إلا أنه عاد لكتابة القصائد خلال فترة إقامته في دار رعاية المسنين.

يزين تونر جدران غرفته في "دار العجزة" لرعاية المسنين بلوحات رسمها لزواره من الأطفال، كما يحتفظ أيضًا بدفاتر شعره على طاولته.

وفي حديثه مع وكالة الأناضول حول السنوات التي قضاها في العمل كقبطان وسنوات إقامته في دار المسنين، قال تونر، إنه "نجح في اختبار البحرية عندما كان في العشرينات من عمره".

وأضاف أنه "زار العديد من البلدان خلال سنوات عمله، إلى أن فقد ساقيه بعد تعرضه لحادث مروري ما اضطره إلى ترك عمله والتقاعد".

**عاش وحيدا

وذكر تونر أنه "عاش لسنوات بمفرده في منزله بمدينة إسطنبول، قبل أن يقرر الانتقال إلى دار العجزة لرعاية المسنين".

وأضاف: "كان لدي ساقين اصطناعيتين أمشي بهما وأقضي احتياجاتي اليومية لكن عندما بدأت التقدم في السن كنت أسقط أثناء المشي في المنزل، ولا أتمكن من النهوض مجددًا".

وأردف تونر: "كنت أضطر للاتصال بأحد ما من الخارج ليأتي ويساعدني وكنت أنتظر ساعات طويلة مستلقيًا على الأرض ريثما يأتي أحد (..) لم يكن لدي من يعتني بي وعشت في المنزل وحيدًا لذلك قررت المجيء إلى دار العجزة لرعاية السنين".

وأشار إلى أنه "لطالما كتب القصص القصيرة عندما كان شابًّا وأنه قام بنشرها في العديد من المجلات التركية خلال الخمسينيات والستينيات، إلا أنه توقف عن الكتابة لاحقًا لأسباب تتعلق بضغوط العمل".

** اكتشف موهبته

ولفت تونر، أنه "أعاد اكتشاف موهبته في الرسم بعد أن بلغ الثمانين من عمره"، مستلهمًا تلك الموهبة من الأطفال الذين دأبوا على زيارته في دار رعاية المسنين ما دفعه للعودة مجددا إلى الكتابة في مضماري الشعر والقصص، وفق ما يقول.

وأوضح أنه يحب اللعب كثيرًا مع الأطفال، وأنه يقدم لهم الهدايا من قصص قصيرة ولوحات رسمها لهم عندما يأتون لزيارته.

كما ذكر تونر أنه يرسم شخصيات كرتونية للأطفال مستخدمًا ألوانًا مختلفة، وأنه استطاع مؤخرًا تصميم وطبع مجموعة من الملصقات التي تحتوي على شخصيات كرتونية، من أجل تقديمها كهدايا للأطفال.

** سعادة غامرة

وأشار إلى أنه يشعر بسعادة غامرة عندما يأتي الأطفال لزيارته.

وقال تونر: "أقمت مع مجموعة من الأطفال ورشات رسم في حديقة دار رعاية المسنين".

وأضاف: "كان الأطفال يزورونني بانتظام كل أسبوع وكنّا نرسم معًا وأطلقنا على مجموعتنا اسم البنفسجة".

وشكر تونر "دار العجزة" لرعاية المسنين على الخدمات التي وفرتها له، مشيرًا أن الدار خصصت له وللأطفال مكانًا لعرض الرسومات والملصقات التي يقومون بتصميمها ورسمها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!