ترك برس

توفي الشهر الماضي المؤدّي الفكاهي ”كاراغوز بورصة" مداح حسين باغلار، إثر إصابته بأزمة قلبية، وحزن زميله "هاجيفات" بولنت اكاي، لوفاة صديقه وبقائه وحيدا على خشبة المسرح، بعد مشاركتهما العروض لمدة 15 عاما.

تعرف بولنت أكاي، البالغ من العمر 62 عاما، على هاجيفات وكارغوز، عبر مسلسل “كاراغوز” الذي استمع إليه من الراديو في طفولته، وتحول اهتمامه بشخصياتها إلى شغف كبير، فقد حفظ المسرحيات التي استمع إليها، ووضع الستائر في الأحياء ليقدّم مسرحيات الظل لأصدقائه، ثم طوّر نفسه في هذا المجال من خلال تصوير هاجيفات وكاراغوز.

توجه أكاي، إلى بورصة لبيع المشاهد التي صورها، حيث التقى بمعلمه طيفون أوزرن، وصعد إلى المسرح لأداء أنشطة مختلفة بإحياء دور هاجيفات وكاراغوز، ثم قرر ترك أوزرن، ليتقاطع طريقه مع حسين باغلار، الملقّب باسم "كاراغوز بورصة"، فقاما معا بإحياء شخصية هاجيفات وكاراغوز لمدة 15 عاما.

وقام الثنائي بتمثيل شخصيتي هاجيفات وكارغوز، في عدة فعاليات داخل البلاد وخارجها، واكتسبا حب الناس من خلال مشاحناتهما في عروضهما داخل المدينة.

توفي باغلار "كاراغوز بورصة" في الشهر الماضي، إثر إصابته بأزمة قلبية، ليبقى أكاي "هاجيفات" وحيدا، وقرر أن ياخذ فترة استراحة للابتعاد عن خشبة المسرح، إلى أن يخف ألم حزنه على صديقه وحتى يعثر على كاراغوز جديد.

أكد أكاي، أنه لم يُفوّت في طفولته أي حلقة من حلقات كاراغوز، التي تم بثها عبر راديو إسطنبول، كما استمع أيضا إلى محيي الدين سفيلين المعروف بصفته "الخيالي علي الصغير"، محاولا تقليده، وقال: “كنت أحاول أداء دور هاجيفات وكاراغوز لأطفال الحي، وكنت أقوم بتصوير هاجيفات وكارغوز في طفولتي وشبابي".

تحدث أكاي، عن بدايته بتمثيل دور هاجيفات وكاراغوز مع صديقه باغلار، في مهرجان كاراغوز، الذي تم تنظيمه بمنطقة أورهانلي في مدينة بورصة عام 2006: “لقد أُعجب الحاضرون في المهرجان بعروضنا، وواصلت بعدها إحياء هاجيفات وكاراغوز مع صديقي باغلار، لمدة 15 عاما".

وأوضح أكاي، أن ولاية بورصة اهتمّت بهما وعرضت برنامجهما عبر برامجها الرسمية، كما قدمت لهما الدعم لتمثيل بورصة بالخارج، وقال: “سافرنا معا للخارج 15 مرة، للمشاركة بتمثيل هاجيفات وكاراغوز، في العديد من المهرجانات والمعارض في الصين ودبي والبحرين وألمانيا والنمسا وفرنسا".

يتذكر أكاي، صديقه العزيز كاراغوز، الذي دفن قبل 40 يوما في بورصة بقوله: “قمنا بعرض في مهرجان (بستان الزيتون) قبل وفاته بيوم واحد، وقضينا لحظات جميلة في المهرجان، ولم نكن نتوقع وفاته أبدا. أحزننا موته المفاجئ، فقد أصيب كاراغوزنا للأسف بأزمة قلبية وتركنا، لكننا ما دمنا أحياء سنبقى نجسد شخصية كاراغوز (حسين باغلار) للأطفال والكبار، وسيعيش دائما في قلوبنا”.

وتابع قائلًا: “لو كان كاراغوز حيا لاستمر في ترفيه هذا العالم وإرسال رسائل جيدة للأطفال، أنا متأكد جدا من ذلك، فبالرغم من شعوري بالحزن إلا أنني ساواصل تمثيل  هاجيفات وكاراغوز ما حييت، مع كارغوز جديد، من حيث توقف صديقي كاراغوز، إنني حقا أفتقده ولا أصدق أنه ميت، وأتساءل من وقت لآخر لماذا لم يتصل بي؟ ثم أتذكر بأنه غادر هذه الدنيا وتركني وحيدا حزينا، ليس سهلا علي استبداله، وسأعيش مع ذكرياته طوال حياتي، وسأبذل قصارى جهدي للاستمرار بالعروض التي تعلمتها منه فأنا مدين له بالكثير".

وأكد أكاي، أنّ باغلار كان يمثل شخصية كاراغوز، بتعبيرات وجهه ونغمته وشخصيته بشكل جيد للغاية، وقال: “كانت أهم ميزات حسين باغلار، هي أنّه كان يشبه كاراغوز، بشخصيته ووجهه، وكان من اللافت للنظر أيضا أنّه ليس له شعر، وكان يؤدي دوره بتعابير وجه جميلة جدا، رحمه الله".

يحتضن أكاي، زي صديقه كارغوز، عندما يشتاق إليه، كما يزور قبره باستمرار ويدعو له.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!