ترك برس

استعرضت السفيرة التركية في الكويت، عائشة هلال صايان قويتاك، مشوار بلاده في النجاحات التي حققتها طيلة العقدين الأخيرين، والتي وصفتها بأنها ممهدة للذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية، أي عام 2023.

جاء ذلك في مقال للسفيرة التركية، نشرتها صحيفة الرأي الكويتية، تزامناً مع إحياء تركيا الذكرى الـ 98 لتأسيس الجمهورية، والموافق لـ 29 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.

وأكدت الدبلوماسية التركية أن "تركيا ومنذ نشأتها أي منذ ما يقارب قرن من الزمان، اكتسبت مكانة كبيرة في منطقتها وفي العالم، ببنيتها الديموقراطية واستقلالها الاقتصادي والسياسي."

وأضافت أن "تركيا حققت تقدماً كبيراً خصوصاً في السنوات التسع عشر الأخيرة في كافة الجوانب الحيوية من التعليم إلى الصحة، ومن الأمن إلى العدالة، ومن النقل إلى الطاقة وصولاً إلى تحقيق نقلة نوعية على مستوى الفرد والدولة."

وأوضحت أنه "وبهذه الإنجازات، أنشأنا البنية التحتية الأساسية لرؤيتنا 2053 و2071 و«أهداف 2023» التي أعلنا عنها في إشارة إلى الذكرى المئوية لجمهوريتنا."

وفيما يلي النص الكامل للمقال:

وعلى مدار العامين الماضيين، ظل العالم يتصارع مع المشاكل العميقة والمدمرة والتحويلية الناجمة عن وباء Covid-19. ولكن تركيا بقيت كواحدة من الدول القليلة التي نجحت في المحافظة على قوتها، بل ازدادت قوة في هذه الفترة الصعبة.

وقبل كل شيء، فقد أظهر وباء Covid-19 مدى أهمية الرعاية الصحية الجيدة وسهولة الوصول إليها. حيث تقوم المستشفيات التي قمنا بتنفيذها بشراكة بين القطاعين العام والخاص، بتقديم خدماتها لكافة مواطنينا وأيضا لضيوفنا القادمين من الخارج.

وأنا على يقين أن أصدقاءنا الكويتيين سيستفيدون أيضاً من الخدمات الصحية عالية الجودة التي تقدمها تركيا.

في عام 2020، والذي يمكن أن نطلق عليه ذروة الوباء، أصبحنا ثاني دولة ذات أعلى معدل نمو بنسبة 1.8 في المئة. وأكدنا أن ذلك لم يكن بمحض الصدفة، حيث بلغت معدلات النمو 7.2 في المئة في الربع الأول من عام 2021، و21.7 في المئة في الربع الثاني. ونتوقع أن نستكمل عام 2021 بنمو يصل إلى 9 في المئة.

وتركيا واحدة من الدول القليلة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي زادت من فرص العمل لديها مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.

وبينما انخفضت الاستثمارات على المستوى العالمي بنسبة 35 في المئة خلال فترة الوباء، يمكننا القول إنه لم يتم تسجيل تباطؤ يذكر في تركيا.

ونتطلع إلى زيادة حجم الاستثمارات الدولية في بلادنا إلى مستوى أعلى.

لذا، نسعى لتعديلات في نظام حوافز الاستثمار لجعلها أكثر جاذبية.

فقد أصبحنا من بين أكثر ثلاثة دول نجاحاً في العالم في تقنيات الطائرات المسيرة، وسنجعل أسطولنا من هذه الطائرات الأول على مستوى العالم من خلال تزويدها بالنظم القتالية.

ونحن من بين 10 دول في العالم التي يمكنها تصميم وبناء وصيانة السفن الحربية الخاصة بها. وفيما يخص المركبات البرية والبحرية، فإننا نلبي احتياجات الدول الصديقة والحليفة بالإضافة إلى تلبية احتياجاتنا.

وفي الوقت الحالي تحتل 7 شركات مكانها في قائمة أفضل 100 شركة صناعات دفاعية في العالم. في العام المقبل، نخطط لتشغيل أول غواصة من الفئة التي نمتلكها. أما في مجال صناعة السيارات فإننا نهدف إلى إطلاق تصاميمنا الخاص بسياراتنا الكهربائية، بحلول نهاية عام 2022.

وفي العام الماضي، ونتيجة للمسح الزلزالي والدراسات التي قمنا بها بواسطة سفن الحفر العميقة، تم اكتشاف 540 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود.

وقد كتبت تركيا قصة نجاحها، ليس في أنشطة الاستكشاف والحفر والتنقيب فحسب، إنما في الاستخدام الواسع النطاق للغاز الطبيعي وتوصيله إلى المنازل.

وفي النتيجة، عند مقارنتها بالماضي، فإننا نرى أن تركيا قد تمكنت من مضاعفة دخلها القومي ثلاثة أضعاف، وتقدمت إلى المرتبة 11 في العالم، من حيث تكافؤ القوة الشرائية، وحطمت الأرقام القياسية في الاستثمار والإنتاج والصادرات والتوظيف والنمو.

وعلى الرغم من التحديات متعددة الأبعاد التي مررنا بها في الفترة الماضية، فإن المسافة التي قطعتها بلادنا في مجال الديموقراطية والتنمية تعد انجازات واعدة لمستقبلنا.

يعيش العالم تحولات جديدة وجذرية. ولدينا مزايا كبيرة تخولنا اللحاق بهذه الثورة الجديدة، والتي تشمل العديد من العناصر المعقدة من تغير المناخ إلى الذكاء الاصطناعي. لن تفوت تركيا هذا التغيير الجديد في النظام العالمي وستصل إلى المستويات التي تهدف إليها على جميع الأصعدة. وفي هذا السياق، أتمنى من أعماق قلبي الاستمرار في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية والتعاون بين تركيا والكويت في كافة المجالات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!