ترك برس-الأناضول

انطلقت في مدينة إسطنبول، الأربعاء، فعاليات المؤتمر الدولي "مخطوطات القرن السابع الهجري: علوم وأعلام".

المؤتمر يستمر أربعة أيام، نصفها في مدرسة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول والنصف الآخر في معرض القرآن والمخططات المكتوبة بمدينة بورصة، وذلك بتنظيم من "مركز أبحاث المخطوطات المكتوبة" في الوقف، و"مركز الفارابي للعلوم الإسلامية" بجامعة بورصة، و"جامعة طرابلس"/ لبنان.

وبحسب إعلان منظمي المؤتمر، فإن فكرته جاءت بعد أن "ساد الاعتقاد لمدَّة طويلة من تاريخ أدبيات الدراسات في تاريخ العلم أنَّ القرن الرابع الهجري يمثّل عصر الذروة العلمية في الحضارة الإسلامية، ثم تراجع عطاء هذه الحضارة، وكانت قرون الجمود".

وأضاف أن "الناظر في التراث العلمي، الذي حملته القرون التالية من الخامس إلى السابع، سوف يرى أن تصاعد مستوى الإنتاج العلمي المبدع بقي مستمرًّا ليبلغ ذروته في القرن السابع الهجري، والمستعرض لتاريخ العلم وقوائم العلماء، سوف يلاحظ زخمًا لافتًا وألقًا مبهرًا عندما يصل إلى القرن السابع الهجري".

ويرى المنظمون أن "اليوم، ثمة حاجة إلى دراساتٍ أعمق وأشمل في تاريخ العلم تتناول مخطوطات القرن السابع الهجري وعلماءه وعلومه، للإجابة عن أسئلة مهمَّة (..) ليكون قرن الأمجاد العلميَّة للحضارة الإسلاميَّة في أوج تألقها".

ويتضمن المؤتمر جلسات حول مواضيع متنوعة بمشاركة علماء عرب، بجانب تكريم علماء عملوا على توثيق المخطوطات، منهم الشيخ محمد عوامة (سوري) والشيخ فخر الدين قباوة (سوري)، بالإضافة إلى افتتاح معرض خطوط علماء القرن السابع الهجري.

وفي كلمة الافتتاح، قال رئيس وقف السلطان أحمد للمخطوطات، إسماعيل حقي تاومان، إن "مكان انعقاد المؤتمر (مدرسة السلطان أحمد) تم إنشاؤها كدار للحديث، وخدمت الحديث لمدة 3 عقود".

وأضاف: "لاحظ الباحثون في علوم التاريخ أن القرون الخامس والسادس والسابع الهجري شهدت تطورا للعلوم بشكل لافت، وأن المؤلفات في هذا العصر تعد من المصادر الأساسية".

وتابع أن "المصطلحات وأنظمة العلم تم توحيدها في هذه الفترة، وتطورت المدارس، وتم التوصل إلى نتائج بعد مناقشات الآراء السابقة، ومن المؤكد أن أي عالم ومؤلف بحاجة ماسة إلى علماء القرن السابع الهجري".

وعن أهداف المؤتمر، قال تاومان إنه يهدف إلى الحصول على "أجوبة مهمة عن هذه الفترة والمخطوطات والمؤلفات فيها.. وجدنا أننا بحاجة إلى بذل جهود معمقة للبحث في تاريخ وعلوم العلماء في هذا القرن والكشف عنها".

وأردف أن "الوقف بهذا المؤتمر يحقق الهدف الذي أنشئ من أجله. ومع المؤتمر، فإن فكرة المدارس عادت لتحيا من جديد".

واستضاف المؤتمر الشيخ محمد عوامة، حيث تم تكريمه، وألقى كلمة بعنوان "الحركة العلمية في القرن السابع: علم الحديث أنموذجا".

وقال الشيخ عوامة إنه "يوجد في هذا القرن (السابع الهجري) أعلام وأعمال علمية تذكر بالماضي، منهم الإمام ابن دقيق العيد، وهو عالم ابن عالم عاش في القرن السابع".

وزاد: "هذا الإمام مهم وله عمل علمي كبير، قالوا لم يصنف في الإسلام مثله، هو كتاب الإلمام، حيث جمع الأحاديث الشريفة التي تتصل بالأحكام الفقهية، ثم استخلص منها الأحاديث التي تكلم عليها في الكتاب واستخرج المتون في الحديث النبوي فقط، وسماه الإلمام".

وشدد على أن "القرن السابع يفخر على بقية القرون بوجود أئمة وعلماء مهمين عاشوا فيه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!