ترك برس-الأناضول

تستعد قلعة "باياس" التاريخية بولاية هطاي التركية (جنوب)، التي بناها الجنويون عام 1577، لاستقبال زوارها من عشاق التاريخ والآثار قريبًا.

وبنيت القلعة من قبل الجنويين في العصور الوسطى، قبل أن يجري ترميمها من قبل السلطان العثماني سليم الثاني (1524 – 1574)، لاستخدامها في أغراض دفاعية.

وشهدت قلعة "باياس"، التي تتميز بخنادق عميقة تحيط بها، أول أعمال الحفر والتنقيب الأثري فيها عام 2018، حيث جرى إماطة اللثام عن مجموعة مهمة من الموجودات الأثرية التي توثّق تاريخ القلعة.

وخلال تنفيذ أعمال الحفر والتنقيب، استطاع فريق العمل من الآثاريين الوصول إلى أساسات المسجد الصغير في القلعة، والثكنة العسكرية في منطقة الفناء، حيث جرى إعادة بناء كلا المبنيين بشكل يتناسب مع موقعهما القديم.

وخلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تمكن فريق العمل الذي يضم 21 خبيرًا أثريًا من الوصول إلى أساسات السجن ومساكن الحرس والمخازن التي كانت موجودة في فناء القلعة، في إطار المرحلة الثانية من أعمال الحفر والتنقيب.

وتعتزم إدارة متحف هطاي للآثار فتح القلعة لاستقبال الزوار، بعد إتمام عمليات ترميم الخنادق المحيطة بها، من أجل دعم الحركة السياحية في المنطقة وإظهار ثرائها التاريخي.

وقالت عائشة أرصوي، مديرة متحف هطاي للآثار، إن القلعة التي تتواصل فيها أعمال الحفر والتنقيب، تعد واحدة من أبرز وأهم القلاع التي تعكس الفنون المعمارية خلال فترة العصور الوسطى.

وذكرت أرصوي لوكالة الأناضول، أن القلعة كانت تستخدم كموقع ومقر عسكري، وسجن، ومخفر متقدم (ثغر) لحماية القوافل التجارية على مر القرون.

وأضافت: القلعة تعتبر واحدة من القلاع المميزة في تركيا لأنها محاطة بخنادق متجانسة وعميقة. لقد بدأت عام 2018 أولى أعمال الحفر والتنقيب فيها، بغية الوصول إلى أكبر عدد من القطع الآثارية.

وتابعت: جرت أعمال الحفر والتنقيب في قلعة باياس من قبل فريق من الآثاريين الأتراك يتكون من 21 خبيرًا وخلال أعمال الحفر والتنقيب تمكن الفريق من الوصول إلى أسس بناء داخل القلعة كان يعرف تاريخيًا باسم المسجد الصغير.

"كما توصل الفريق إلى أساسات ثكنة القلعة التي كانت قائمة قبل مئات السنين ضمن الفناء، وأساسات عدد من المنازل المذكورة في كتاب "سياحتنامه" (الرحلات) للرحّالة التركي أوليا جلبي (1611 – 1684)".

وأوضحت أرصوي أنه خلال العام الجاري، وقبل البدء بترميم الخنادق المحيطة بالقلعة، قام الفريق بفتح شقين يتيح لهم رؤية طبقات القلعة، وإجراء دراسات جيولوجية وأركيولوجية عليها.

ونوهت أرصوي أن القلعة ستبدأ قريبًا باستقبال الزوار، بعد انتهاء آخر أعمال الحفر والتنقيب، مشيرة إلى أن إدارة متحف هطاي للآثار تعتزم تحويل الثكنة التي جرى إعادة بنائها في منطقة الفناء إلى متحف لعرض الآثار التي جرى استخراجها من القلعة.

وأردفت: سيتم تحويل مبنى الثكنة داخل القلعة إلى متحف، وسيعرض هنا جميع المدافع وقذائفها واللوحات الجدارية والأواني العثمانية التي جرى استخراجها من القلعة خلال أعمال الحفر والتنقيب.

وقالت أرصوي إن الزوار سوف يستطيعون أداء الصلاة في المسجد الصغير الذي يعرف أيضًا باسم مسجد القلعة أثناء زيارتهم للمكان، والاستمتاع برحلة تاريخية عبر الزمن في رحاب القلعة.

وختمت مديرة المتحف حديثها بالإشارة إلى أهمية القلعة، لكونها معلمًا مميزًا لولاية هطاي، وأن افتتاحها سيساهم في تطوير قطاع السياحة في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!