ترك برس

تطوع عدة شباب أتراك للحفاظ على الآثار الثقافية وحراستها، من منطلق قلقهم على الأصول الثقافية التي لم تصل إلى أيامنا الحالية لعدة أسباب مختلفة، فبدأوا بتسجيل جميع الأصول في الأراضي التركية تحت شعار: "سنحميها لو عرفناها"، وبلغ عدد ما قاموا بتسجيله إلى اليوم أكثر من 24 ألف أصل ثقافي، هؤلاء هم حراس الثقافة.

أسس المتطوعون مشروع الجرد الثقافي بهدف تعريف الأصول الثقافية الثابتة للحضارات، التي لا تزال آثارها في الجغرافية التركية، كما بدأوا بتوسيع عملهم  بتعقب الأصول الثقافية التركية خارج تركيا، ثم تسجيلها في البيئة الرقمية.

يواصل مشروع الجرد الثقافي، الذي يشارك فيه أكثر من 120 سفير ثقافي متطوع، إثراء محتواه يوما بعد يوم، الذي انطلق تحت شعار "سنحميها لو عرفناها".

بدأ المشروع التطوعي بالتعاون فيما بين جانر جانغول وإردام شنتورك في 1 كانون الأول/ ديسمبر 2019، ثم توسع فيما بعد بمشاركة سفراء ثقافيين متطوعين، وتم التعرف على 7 آلاف أصل ثقافي في بداية افتتاح المشروع، التي بلغ عددها اليوم حوالي 24 ألف أصل بمساهمة من السفراء الثقافيين المتطوعين، كما تجاوز عدد الأصول الثقافية المرئية 15 ألف أثر، تطور المشروع وتوسع بمرور الأيام مع ازدياد عدد المتطوعين، بهدف حماية الأصول الثقافية والحفاظ على ما تبقى منها.

يعرض مشروع الجرد الثقافي على الخريطة النتائج المناسبة للعبارات أو الكلمات، التي يتم البحث عنها، موفرا إمكانية تسهيلات البحث المتقدمة الخاصة به، حيث يمكن أن تكون الكلمة المستخدمة في البحث اسم أثر أو اسم مستوطنة أو حتى جزء من اسم أصل ثقافي،  يقدم لك نظام الموقع على الفور معلومات موثقة بالصور المتعلقة بالكلمة التي تمت كتابتها.

يجري تنفيذ جميع محتويات مشروع الجرد الثقافي بمساهمة تطوعية من قبل سفراء ثقافيين، للتعريف بالأصول الثقافية الموجودة في تركيا ومعرفة منتجيها وتاريخها ولأي ثقافة تنتمي، وباختصار يتحمل السفير مسؤولية الأصول الثقافية، حيث يوجد في كل مدينة سفير ثقافي واحد على الأقل، يشتمل المشروع حاليا على 120 سفير.

يقوم أميرهان سيلاهتار أوغلو، أحد السفراء الثقافيين المتطوعين، بتصوير الأصول الثقافية التي اكتشفها خلال جولاته، ثم يدخل معلومات عنها إلى موقع الجرد الثقافي.

أشار سيلاهتار اوغلو، إلى تطوعه كسفير ثقافي وانضمامه إلى مشروع الجرد الثقافي، الذي تعرف عليه أثناء إجرائه بحثا عن تاريخ البنية الثقافية، وقال: “كنت أبحث في أحد الأيام بمواقع الإنترنت عن أثر فني في ينيكوي، ظهر لي مشروع الجرد الثقافي، تواصلت مع موقعهم وهكذا أصبحت سفيرا متطوعا، يتم تنفيذ هذا المشروع بأكمله بشكل مستقل وتطوعي، ننطلق داخل حدود تركيا، هدفنا هو تحديد وتعريف وتقديم معلومات عن أصولنا الثقافية الثابتة، التي تنتمي لعدة حضارات استقرت عبر التاريخ في أراضي تركيا، ثم قمنا بإضافة أصول الثقافة التركية في خارج تركيا إلى موقعنا بعد توسع مشروعنا، لا نزال نواصل جهودنا بالبحث عن أصولنا الثقافية ليتم تسجيلها".

أعرب سيلاهتار أوغلو، عن تسجيل 24 ألف أصل ثقافي في موقع الجرد الثقافي، وقال: “أنشئ موقع الجرد الثقافي من قبل جانر جانغول وإردام شنتورك في 1 ديسمبر 2019، كان عدد الأصول الثقافية غير المنقولة المسجلة على الموقع في الفترة الأولى 7 آلاف أثر، أما اليوم فقد بلغ عدد الجرد الثقافي المسجل في موقعنا حوالي 24 ألف أثر، كما وصل عدد صورها إلى أكثر من 15 ألف صورة".

أعرب سيلاهتار أوغلو، عن إعجابه بتنوع المخزون الثقافي في الموقع، الذي شارك بتنفيذه، وقال: “السبب الأكبر لملكيتنا لمشروع الجرد الثقافي بأنه لا يوجد موقع إلكتروني في تركيا يمتلك هذا الكم الهائل من البيانات مع ثراء ودقة معلومات مخزونه الثقافي، كما نثري موقعنا الخاص بإضافة الأصول الثقافية التي تم اكتشافها أثناء جولاتنا، على سبيل المثال عند رؤيتنا لأثر ثقافي تاريخي كمسجد أو ضريح أو كنيسة أو نافورة، أثناء تجولنا في مدينة ما أو منطقة ما أو في الأماكن التاريخية بإسطنبول، نرضي فضولنا بقراءة معلومات عنه في موقعنا، نقوم بإضافة معلومات عنها في حال عدم وجودها، مما يضيف أثر جديد للأصول الثقافية المتوفرة لدينا، كما يسعدنا العثور على كل جديد".

أشار السفير الثقافي المتطوع علي عثمان ديلكوغلو، إلى طريقة الوصول لمعلومات متعلقة بالآثار الثقافية، وقال: “نقوم بتسجيل اسم الأثر الثقافي ونوعه وفترة صنعه والثقافة التي يعود إليها وعرض صورته في موقعنا، كما يمتاز نظام موقعنا باستمراريته بهمة ومعرفة المتطوعين، يمكن أن تكون مصادرنا من المعلومات الموسوعية أو مواقع الإنترنت المحلية أو من الأصول الثقافية المحددة من قبل المحافظة، كما يمكن استخدام النقوش الموجودة على الأصول الثقافية كمصدر، يقدم لنا أيضا سفراؤنا الثقافيون من أكاديميين ومؤرخين ومعلمين معلومات تتعلق بهذه الآثار".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!