ترك برس-الأناضول

يعد متحف البحرية، الأكبر من نوعه في تركيا، وأحد أكثر المتاحف تنوّعًا على مستوى العالم، حيث يقوم بالحفاظ على الوثائق والتحف الخاصة بتاريخ البحرية التركية منذ تأسيسه عام 1897، وضمان انتقال تلك الأيقونات التاريخية عبر الأجيال.

وتأسس متحف البحرية بتعليمات من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وإشراف ناظر (وزير) البحرية حسن حسني باشا، وبجهود من أمير البحر (الأميرال) حكمت باشا والبكباشي (المقدم) سليمان نطقي، باسم إدارة المتاحف والمكتبات البحرية، في بناء صغير داخل الترسانة العامرة، وهي ميناء في القرن الذهبي بإسطنبول، يحتوي على حوض بناء سفن يرجع للقرن السادس عشر.

وفي إطار الجهود التي بذلها القائمون على تطوير وإثراء متحف البحرية، تم جمع عدد كبير من القطع الأثرية ذات الأهمية البحرية، والتي جرى التبرع بها من قبل المواطنين المدنيين وأفراد وضباط البحرية العثمانية.

وفي عام 1917، نشر الرسام والمهندس البحري اليوزباشي (النقيب) علي سامي بويار، المعين من قبل ناظر البحرية العثماني آنذاك جمال باشا لإعادة تنظيم شؤون المتحف، أول كتالوج لموجودات المتحف، بعد إنشاء ورشة لإنتاج نماذج كاملة ونصفية للسفن الحربية الموجودة في ملاك البحرية التركية، مساهمًا بذلك في تطوير المتحف ليأخذ شكله الحالي.

ومع بداية الحرب العالمية الثانية، تم نقل موجودات المتحف إلى مناطق مختلفة في الأناضول للحفاظ على القطع الأثرية. بعدها، تم نقل المتحف إلى مسجد "دولمه باغجه" بعد أن تقرر إعادة موجوداته إلى إسطنبول عام 1946، وافتتاحه أمام الزوار عام 1948 بإشراف مدير المتحف خلوق شاهسوار أوغلو، وذلك قبل أن يتم نقله إلى موقعه الحالي في منطقة بشيكطاش (إسطنبول) عام 1961.

ويضم متحف البحرية أكثر من 20 ألف قطعة، بينها تقرير وفاة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وممتلكاته المتعلقة بالبحرية.

كما يضم مجموعة من القوارب التاريخية، والصور، ونماذج للسفن والأسلحة البحرية العثمانية، ومجموعات من الخرائط والشعارات والأعلام وأدوات الملاحة والمنارات والأزياء الرسمية والرتب والأوسمة والنياشين,

وتجد في المتحف أيضا العملات المعدنية، والطوابع والأختام، وشواهد القبور، والنقوش، والاتفاقيات البحرية، والرسوم والمخطوطات، والأثاث، والساعات، وبدلات الغوص وأجزاء السفن واللوحات والأجراس.

كما يحتوي المتحف على مجموعة من الرايات التي استخدمها خير الدين باربروس باشا عندما كان قبطانًا للبحرية العثمانية، وأحد أقدم القوارب في العالم ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، و14 قاربا استخدمها السلاطين.

إضافة الى مجموعة مكوّنة من ثلاثة قوارب استخدمها مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، والعديد من القوارب التاريخية الأخرى.

وقال العقيد البحري كوكهان آطماجه، أن متحف البحرية كان يقع في بداية القرن العشرين، داخل مجمع بناء السفن في الترسانة العامرة بحي قاسم باشا بإسطنبول، قبل أن يتم نقله إلى مبنى متحف البحرية في حي بشيكطاش عام 1961.

وأضاف آطماجه لوكالة الأناضول: لدينا أنواع مختلفة من المجموعات والقطع الأثرية النادرة. يضم المتحف أكثر من 20 ألف قطعة أثرية، بينها 15 ألف و646 قطعة أثرية تصنف على أنها "آثارٌ عتيقة"، يجري عرض حوالي 20 في المئة منها في المتحف.

وأشار إلى أن القسم الذي تعرض فيه القوارب التاريخية يجذب أكبر قدر من اهتمام الزوار، كما تستقطب القطع الأثرية الخشبية والدروع التي تحمل رموزا رسمية تاريخية اهتمامًا خاصًا من قبل شريحة أخرى من الزوار.

ولفت إلى أن غرفة أتاتورك، وقاعة الجمهورية، وقاعة العهد العثماني، وقاعة الشهداء والمحاربين القدامى، وقاعة عرض معدات الغوص التي تبرع بها رجل الأعمال جيف هاكو للمتحف، تشكل القاعات الرئيسية لمتحف البحرية.

وذكر آطماجه أن المتحف يفرد مساحة خاصة لعرض القوارب التي استخدمها أتاتورك، ومتعلقاته الشخصية التي استخدمها على متن يختي "سافارونا" و"أرطغرل"، إضافة إلى التقرير الطبي الذي يفيد بوفاته.

وتابع: متحف البحرية موجود قرب ضريح قبطان البحرية العثماني الأشهر خير الدين باربروس، وهذا ما يزيد من قيمته المعنوية، لاسيما أن رعاية وحماية ضريح باربروس يقع ضمن مسؤوليات قيادة القوات البحرية التركية منذ عام 1979.

وأفاد آطماجه أن معظم زوار المتحف عادة ما يكونون من الشباب والأطفال، وأن متحف البحرية يضم تقريبًا جميع أنواع القطع البحرية من القرن الثالث عشر حتى نهاية القرن العشرين، لذلك فهو أغنى متحف في العالم من حيث التنوع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!