ترك برس-الأناضول

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن "رئيس وزراء اليونان(كيرياكوس ميتسوتاكيس) ووزير خارجيته(نيكوس ديندياس) يتخذان خطوات وخطابات استفزازية. وعليهم أن يفهموا أنها خطيرة للغاية".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، مساء الخميس، خلال مشاركته في مقابلة أجرتها معه محطة "24 تي في" التلفزيونية المحلية، وتطرق خلالها لعدد من القضايا المحلية والإقليمية.

وردا على سؤال حول شراء اليونان لأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية، قال تشاووش أوغلو إن واشنطن اتبعت دائمًا سياسة متوازنة فيما يتعلق بقبرص، وشرق البحر المتوسط، ​​والعلاقات بين تركيا واليونان، وعليها ألا تخل بهذا التوازن.

وأضاف الوزير التركي قائلا إن "اليونان تحاول إنفاق الأموال على الأسلحة بطريقة غير عقلانية. وعندما تنظر إلى اقتصادها، نجده لا يستطيع تحمل ذلك".

وزاد قائلا "وعندما ننظر إلى مبرراتها(لشراء الأسلحة)، فإن اليونان في الغالب تقول: إنه بسبب التهديد التركي"، مضيفًا "ولكن التهديد نفسه هو اليونان. لقد تصرفنا دائمًا وفقًا للقانون الدولي ".

وأكد تشاووش أوغلو أن "اليونان تحاول زيادة التوتر في بحر إيجه، من خلال الإدلاء ببيانات استفزازية مختلفة كل يوم، مضيفًا "بغض النظر عن الشطر الرومي لجزيرة قبرص، يقوم رئيس الوزراء اليوناني ووزير خارجيته باتخاذ خطوات وخطابات استفزازية. وعليهم أن يفهموا أن هذا خطير للغاية".

وردا على سؤال حول زيادة الوجود العسكري الأمريكي في مدينة "دادا أغاتش" (أليكساندروأوبولي) بمنطقة تراقيا الغربية، شمال شرقي اليونان، قال تشاووش أوغلو: "على الولايات المتحدة أن تتجنب الخطوات التي من شأنها الإخلال بالتوازن هناك. نحن جميعًا أعضاء في(حلف شمال الأطلسي) الناتو. يجب ألا تكون هناك معايير مزدوجة فيما يتعلق بالتضامن داخل أعضاء الحلف".

*الأزمة الروسية الأوكرانية

وبشأن حل الأزمة الروسية الأوكرانية ، قال تشاووش أوغلو إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيتحدثان مرة أخرى لحل تلك الأزمة.

وأعرب الوزير عن أملهم في حدوث انفراجه بعد محادثات الطرفين، مضيفًا "هذا التوتر يجب ألا يستمر".

* التوتر الإسرائيلي - الإيراني

وردا على سؤال حول التوتر بين إيران وإسرائيل، قال الوزير التركي إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق بخصوص المحادثات النووية الجارية مع طهران، لافتًا أن هذا أمر مهم للتجارة التركية - الإيرانية وكذلك للمنطقة بأسرها.

وفي رد منه على عدم ارتياح إسرائيل لاتفاق الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع إيران، قال تشاووش أوغلو: "إذا توصلت هذه الدول لاتفاق، فالأمر متروك لنا لدعم ذلك الاتفاق".

* الأوضاع بسوريا والمهاجرين

وردا على أسئلة حول التطبيع مع سوريا، والجهود المبذولة لإعادة السوريين، والدعم الأمريكي لتنظيم "بي كا كا/ي ب ك" الإرهابي هنالك، قال تشاووش أوغلو إن "الدعم الأمريكي لذلك التنظيم مستمر، ولم يقل. كما أنه من غير الواقعي القيام بذلك تحت ستار محاربة داعش ".

وأوضح تشاووش أوغلو أنه يجب أن تكون هناك عملية انتخابية حقيقية من شأنها أن توحد سوريا، لافتًا أن تركيا دعمت هذه العملية منذ البداية.

وزاد قائلا في النقطة نفسها "إذا تغير فهم النظام السوري، فإن دعمنا في هذا الاتجاه سيزداد. وستزيد جهات اتصالنا على نحو مماثل".

كما أشار في سياق متصل إلى أنهم دشنوا مبادرة في العلاقات مع دول الجوار، مضيفًا "لقد أنشأنا منصة باعتبارنا دول جوار. والآن ، سيعقد الاجتماع الأول على مستوى الخبراء من شأنه أن يسفر عن ورقة مفاهيم، وسنستضيف أيضًا اجتماعًا لوزراء خارجية تلك الدول".

وذكر تشاووش أوغلو أنهم فكروا في المرحلة الثانية فيما إذا كان من الممكن للمهاجرين العودة بأمان إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام السوري، وكيف سيتم توفير الاحتياجات الأساسية في حال عودتهم.

* إسرائيل ومصر وشرق المتوسط

في سياق آخر، وردا على سؤال حول تعيين سفير تركي لدى كل من إسرائيل ومصر ، قال تشاووش أوغلو إنه لا يوافق في الفترة الحالية على فكرة أن السفير وحده هو الذي يمكنه تحسين العلاقات بمفرده، بعد انقطاع طويل.

وشدد الوزير التركي على أن "هذا قرار(تعيين السفراء) يتم اتخاذه معًا بعد وصول العلاقات إلى مستوى معين".

من ناحية أخرى ، قال تشاووش أوغلو إن تركيا لم تكن أبدًا دولة معادية للسامية، وأن الخطاب المعادي لإسرائيل زاد فقط بسبب عدوانها.

وعندما سئل عما إذا كان تفضيل مصر للعمل مع اليونان وقبرص اليونانية في شرق البحر المتوسط ​​سيتغير في المستقبل ، قال تشاووش أوغلو "الجانب القبرصي الرومي يريد اللعب بمرور الوقت".

واستطرد قائلا "في النهاية يتبنون مفهومًا يقولون من خلاله: لتبدأ المفاوضات، وإذا بدأت، فلن تتخذ جمهورية شمال قبرص التركية، وتركيا أية خطوة في منطقة مرعش، ولن يتخذوا أي خطوة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​، سنقلب الطاولة في النهاية مرة أخرى، ولتمر عشر سنوات أخرى".

وزاد تشاووش أوغلو قائلا "لم يعد لدينا مثل هذا التسامح بعد الآن. لقد أوضحنا النقطة. قلنا في(عملية) كرانس مونتانا(عام 2017)، هذه تعتبر المفاوضات الأخيرة بخصوص إنشاء اتحاد فيدرالي يجمع شطري الجزيرة القبرصية، ومن ثم لن نتفاوض على هذه الفكرة من الآن فصاعدا".

أما بخصوص العلاقات مع مصر فقال الوزير التركي "في النهاية نحن بصدد فتح صفحة جديدة، جاري فتحها حتى وإن كانت الأمور لا تسير بنفس السرعة التي ننشدها".

وأشار تشاووش أوغلو أنهم وصلوا إلى مسافة معينة من قبل مع مصر في ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط ​​، وقال إن الأمور بقت كما هي بعد انقطاع العلاقات.

وشدد على أن مصر ستخرج بكثير من المكاسب بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي سيتم توقيعها بين أنقرة والقاهرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!