ترك برس-الأناضول

ندد الحقوقي المصري أشرف توفيق، الأمين العام لمنظمة نجدة لحقوق الإنسان، الإثنين، بالعنصرية التي تمارسها دول أوروبية عديدة تجاه لاجئين عرب، مقابل ترحيب تركيا بالملايين منهم.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، في مدينة إسطنبول التركية، بعنوان: "اللاجئون العرب.. بين مطرقة الديكتاتورية وسندان العنصرية".

وقال توفيق إن "الكثير من المواطنين في دول "الربيع العربي أُجبروا على الهجرة واللجوء"، ويواجهون سياسات عنصرية في أوروبا.

واستنكر المعاملة التي يُعامل بها عدد كبير من اللاجئين في أوروبا، فاليونان أغرقت سفن لاجئين على سواحلها، وكذلك على سواحل إيطاليا، فيما أغرقت فرنسا 27 لاجئا كانوا قادمين إليها من إنكلترا.

وتابع أن الدنمارك أعادت لاجئين سوريين إلى دمشق، بحجة أن بلادهم آمنة، ضاربة بعرض الحائط اتفاقية جنيف 1951 (الخاصة باللاجئين) وتعديلاتها عام 1967 وحكم المحكمة الأوربية لحقوق الانسان، معتبرةً (الدنمارك) أنها تحمي سيادة بلادها من اللاجئين.

بالمقابل، أشاد توفيق بـ"رحابة صدر تركيا في استقبال اللاجئين، فهي تستقبل حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري من أصل 5.5 لاجئ في دول الجوار، فقد فتحت تركيا أبوابها لتستضيف ثلاثة أضعاف ما تستضيفه القارة الأوروبية".

** أسباب الهجرة

فيما عدّد الكاتب والباحث العراقي حسام الكبيسي، أربعة أسباب لإقدام مواطنين عرب على الهجرة، قائلا إن "الناس تبحث عن وطن بديل يمنحها الحرية والكرامة، إضافة إلى تأجيج الحرائق في المنطقة العربية لتحقيق أهداف ومصالح وسياسات دولية وإقليمية".

وأردف: "وانعدام البيئة المساعدة على النجاح، فما وجدها المواطن العربي هي بيئات طاردة تصطدم بالبيروقراطية والحزبيات، ما دفع العقول النابغة للهجرة إلى أوروبا، بجانب انعدام وجود ضوء في آخر النفق في بلدانهم".

ودعا الكبيسي الدول العربية المجاورة لدول "الربيع العربي إلى أن "تحتضن العقول النابغة (المهاجرة) وتستفيد منها".

و"الربيع العربي" يُقصد به احتجاجات شعبية مناهضة للأنظمة الحاكمة شهدتها قبل أكثر من عشر سنوات دول عربية منها تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.

وزاد بأنه "ينبغي التعامل مع قضية اللاجئين كأمر واقعي، وينبغي تثقيفهم بقوانين البلد المضيف وآلية حركة المجتمع ما يخفف حدة الخلاف".

ودعا إلى "تحرك قانوني واسع باتجاه تحصيل حقوق اللاجئين في أوروبا، وتحريك قضية اللاجئين في منظمات المجتمع المدني في أوروبا".

** ورقة سياسية

أما الباحث والأكاديمي السوري ياسر النجار، فقال إن "موضوع اللاجئين في أوروبا أصبح ورقة في مهب المصالح السياسية بين الحكومات والمعارضة تارة، وبين الحكومات ونقمة الجماهير تارة أخرى، والتي بدأت تتصاعد".

وأوضح أن "الأحزاب اليمينية في أوروبا بدأت تستغل قضية اللاجئين لتحملهم مسؤولية التضخم والركود الاقتصادي، في محاولة منها لطرد اللاجئين أو معاملتهم معاملة قاسية، لضمان مشاركتها (هذه الأحزاب) في الحكم".

وأوضح النجار أن "قضية اللاجئين تواجه اليوم تحديات كبيرة وتصطدم بمدى مصداقية المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المعنية باللاجئين وتفعيل آلية التعامل مع هذه القضية".

وشدد على "ضرورة التعامل مع قضية اللاجئين بأبعاد إنسانية بعيدا عن السياسات، لاسيما وأن أعداد اللاجئين وصلت إلى أرقام غير مسبوقة، ما يتطلب التعامل معها بجدية أكبر، وأن تقوم الدول بما هو مفروض على عاتقها بموجب التزاماتها الدولية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!