ترك برس

قالت صحيفة لوتان السويسرية إن القمة التي جمعت الثلاثاء بين الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، قد تعطي الضوء الأخضر لأنقرة لإطلاق عملية عسكرية في الشمال السوري.

وأضاف الصحيفة في تقرير لها حول القمة، أن الأخيرة بدت بمثابة جبهة متمردة مناهضة للغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وأشارت إلى أن القمة كانت وسيلة لإثبات أن روسيا -التي تتعرض لعقوبات اقتصادية شديدة- ليست معزولة كما يريد لها الغرب، ولكنها لا تخفي وجود انقسامات كثيرة بين الأطراف المشاركة، خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري، بحسب ما نقله "الجزيرة نت."

ورأت الصحيفة أن الرئيس التركي -الذي أعلن منذ أسابيع خطة لشن هجوم عسكري جديد على المقاتلين الأكراد في سوريا المجاورة- ذهب إلى طهران على أمل الحصول على موافقة ضمنية من إيران وروسيا، حليفا الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن مهمته لا تبدو سهلة.

ولذلك فقد ذكّر أردوغان الإيرانيين خلال القمة بأن المنظمات الإرهابية مصدر إزعاج خطير لتركيا وإيران، ودعاهم إلى توحيد الجهود لمحاربة تلك المنظمات، مشيرا في هذا الإطار إلى إمكانية التعاون بين بلاده وإيران في مجال الصناعات العسكرية، وهو سوق واعد يقدر حجمه بنحو 30 مليار دولار.

وأشارت لوتان إلى أنه من الواضح أن القضية السورية -التي طواها النسيان منذ بدء الحرب في أوكرانيا- قد أصبحت خارج حسابات الغرب تماما، وقد تسفر قمة طهران عن إعطاء تركيا الضوء الأخضر لمهاجمة "كوباني" التي أصبحت رمزا للحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الأمر الذي قد ترى فيه للولايات المتحدة تقليلا من دورها في سوريا.

إرضاء موسكو

ورأت الصحيفة السويسرية أن أنقرة ركزت في هذه القمة الثلاثية على استرضاء موسكو، وأوردت في هذا الإطار رأي المحلل السياسي سونر كاجابتاي من معهد واشنطن الذي قال إن "أردوغان يسعى لاستخدام الحرب في أوكرانيا وسيلة ضغط" على روسيا، خاصة أن بلاده تمتلك مفاتيح البحر الأسود بفضل مضيقي البوسفور والدردنيل.

وبناء على ذلك يرى كاجابتاي أن "أردوغان يمكنه مساعدة بوتين في إقامة ممر للقمح" يمكِّن من تصدير نحو 20 مليون طن من الحبوب المتراكمة في أوكرانيا، وأيضا لإنعاش صادرات القمح الروسي المحرومة من منافذ البيع، في وقت تدعم فيه الأمم المتحدة بقوة تحركات تركيا هذه لدرء شبح أزمة غذاء عالمية.

وتشير الصحيفة إلى وجود تقارب روسي إيراني منذ بدء العقوبات الغربية المفروضة على موسكو الشبيهة بتلك المفروضة على طهران، ومن أبرز مظاهر هذا التقارب -حسب لوتان- كون بوتين ورئيسي التقيا 3 مرات في مناسبات مختلفة في غضون 6 أشهر.

أما الهدف من لقائهما في قمة طهران فهو -وفق ما يراه المسؤول في الكرملين يوري أوشاكوف- أن "يرتقي التعاون بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية"، خاصة أن إيران -حسب معلومات أميركية نفتها طهران- تستعد لتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة التي هي بأمس الحاجة إليها في حربها بأوكرانيا.

وختم كاتب تقرير لوتان بالإشارة إلى ما يرى أنها مفارقة غريبة، إذ إن تركيا -التي تسعى لاسترضاء روسيا- تزود الجيش الأوكراني بالطائرات المسيرة التي تلحق أكبر الأضرار بالقوات الروسية في مختلف البلدات الأوكرانية، مشيرا إلى أن ذلك دليل على أن الجبهة المناهضة للغرب لا تزال أمامها صعوبات جمة قبل توحيد صفوفها.

يُذكر أن تركيا تؤكد اعتزامها إطلاق عملية عسكرية في الشمال السوري لتأسيس منطقة آمنة بعمق 30 كم بمحازاة حدودها الجنوبية، لإبعاد التهديدات الإرهابية وتوطين اللاجئين.

واختتم زعماء تركيا وروسيا وإيران، الثلاثاء، اجتماعاً ثلاثياً عقد في طهران حول سوريا، فيما أكد البيان الختامي على تعزيز التعاون في هذا المجال ومكافحة الإرهاب بكافة أنواعه.

وناقشت القمة مسار أستانا بشأن سوريا، بالإضافة إلى عدد من القضايا على رأسها تطورات الملف النووي الإيراني وحرب روسيا على أوكرانيا.

ودان البيان الختامي للقمة "الوجود المتزايد وأنشطة التنظيمات الإرهابية وأذرعها في مختلف مناطق سوريا"، معربا عن تصميم الدول الثلاث -إيران وروسيا وتركيا- على مواصلة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.

كما عبرت الدول الثلاث عن رفضها جميع المحاولات لإيجاد حقائق جديدة على الأرض السورية بذريعة مكافحة الإرهاب، "بما يشمل مبادرات الحكم الذاتي غير القانونية، والتصميم على الوقوف في وجه الأجندات الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا، إضافة الى تهديد الأمن القومي للدول المجاورة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!