بريل دادا أوغلو - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

لقد كان للانتخابات في تركيا صدى خارجي القى بظلاله على ارجاء العالم اجمع، لكن لم تكن الأخبار المتداولة كما صورتها وسائل الإعلام المحلية ولا كما هي على ارض الواقع. مثالا على ذلك اعرض لكم كيف تعاملت الصحيفة الفرنسية العريقة لا مندو التي أظهرت وبكل وضوح من غير لف ولا دوران انحيازها التام لحزب الشعوب الديمقراطية على حزب العدالة والتنمية حيث وصفت فوز حزب الشعوب الديمقراطية بنسبة13% كنصر كبير وقالت ان الأكراد دخلوا المجلس البرلماني بقوة في محاولة منها لإظهار الآمور على غير حقيقتها، فظهر وكأن حزب الشعوب الديمقراطية هو المنتصر وبنسبة 30%، كما وتابعو وصفهم بالحضور القوي للأكراد وكأنها مشكلة ستعصف بالدولة التركية في محاولة ثانية من الصحيفة الفرنسية لإظهار الاحداث على غير واقعها، كما وقد اسهبوا في عرض ما يمكن ان تأول له الأحوال وما يمكن ان يتغير في الجو العام التركي نتيجة لهذا الظهور القوي للحزب الكردي.

وفي نفس السياق تعاملت الصحف الغربية مع الحزب الحاكم وبالذات مع اردوغان كما وانهم بوكو حرام، فقد عملت جاهدة في اظهار حزب العدالة والتنمية وبالذات اردوغان كحزب راديكالي أصولي متطرف في محاولات مستمرة من اجل تشويههم وسحب الشرعية الدولية عنهم.

وسائل الإعلام الغربية

 يتعامل اليمين الأوروبي مع الموقف من تركيا بمنطق الأبيض والأسود، فهم لا يرون الا نجاح اردوغان او فشله، فوسائل الاعلام الخاصة بهم لم ترى من انتخابات تركيا رغم فوز حزب العدالة والتنمية إلا خسارة اردوغان، متناسين ان النسبة الكبرى كانت لحزب العدالة والتنمية، ومتناسين أيضا ان اردوغان لم يكن مشترك أصلا في الانتخابات، فلو كان ضمن المشهد الانتخابي لم تكن النتائج لتكون بنفس هذا الشكل.

ومن ناحية أخرى فان اليمين الأوروبي وعلى راسه أحزاب اليمين في المملكة المتحدة وبالتحالف مع حركات اليمين الأمريكي ينظرون الى تركيا كجزء من محاولتهم التحكم بالشرق الوسط، فالحسابات التي تنطلق منها سياساتهم الخارجية مع تركيا تكون ضمن محاولة السيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط، ومنه فان أفعال اردوغان وانجازاته تعد تهديد لهذه السياسات ولهذا تراهم يتصرفون بعدوانية تجاه حزب العدالة والتنمية.

تقرير تركيا

تنظر حركات اليمين في الدول الغربية وفي أمريكا لانتخابات الدول الكبرى مثل روسيا على المحصلة النهائية، فكل ما يهمهم هو النتيجة التي يرجون منها رئيس او نظام يسعى لوضع أكثر استقرار وأكثر سلام في هذا العالم. ومن نظرة علمانية فان العالم بشكل عام ينظر لحزب العدالة والتنمية كالخيار الأفضل لهذه المهمة او حتى لقيادة البلاد وإن لم تكن كل الدول لها نفس الميول نحو حزب العدالة والتنمية.

لو نظرنا الى تقرير تركيا عام 2015 وقيمنا الأمور بإيجابي وسلبي لكانت الأمور وبشكل عام تسير نحو دولة ديمقراطية، فالانتخابات أظهرت للعالم اجمع مدى اصالة الديمقراطية في تركيا واظهرنا لهم كذلك كيف اننا مستعدون للمضي قدما من اجل الاستمرار في مسيرة التّحضر بمساهمة كل الأحزاب.

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس