حسين ليك اوغلو - يني شفق
تمر تركيا بأصعب وأهم انتخابات في تاريخها السياسي. ونظرًا لعدم تمكن أي من المرشحين الرئاسيين من الحصول على 50 % + 1 صوت واحد في الجولة الأولى التي عقدت في 14 مايو/أيار، سنتجه إلى الجولة الثانية الأحد 28 مايو/أيار. ستجري انتخابات التي تنتظرها تركيا والعالم بأسره بفارغ الصبر.
أنظار الامبرياليين ستتجه نحو صناديق الاقتراع. فالمنزعجين من تركيا لأنها تشكل محورها الخاص وتتبع سياسة مستقلة في كل المجالات، يقولون علانية نوع التوقعات التي لديهم.
لجأت المعارضة إلى ممارسة كل أنواع الأكاذيب والافتراءات والتلاعب والاستفزازات في العملية الانتخابية الأولى. ورأت المعارضة أن كل القبح مباح لكي تتساوى مع خصومها. لقد تآمرت بأساليب تنظيم غولن الإرهابي وهددت بتنظيم بي كي كي الإرهابي، مارست أنواع الخداع وبطرق غير قانونية بواسطة شبكة الحسابات المزيفة (جيش المتصيدين) التابعة لها. على الرغم من كل هذه الممارسات، فقد أنهى مرشح الطاولة السباعية المدعوم من حزب الشعوب الديمقراطي كمال كليجدار أوغلو الانتخابات بفارق 5 % خلف الرئيس أردوغان.
من الجد كمال إلى باشبوغ (توركش) كمال
حدث تحول جديد في الحملة الانتخابية لكمال كليجدار أوغلو وذلك نتيجة الهوية القومية للمرشح سنان أوغان، التي تسببت في انتقال الانتخابات إلى الجولة الثانية حيث حصل الأخير على 5,4 % من الأصوات. ارتدى زعيم حزب الشعب الجمهوري قناع "المجاهد" و"الجد كمال" حتى 14 مايو/أيار، وقرر بعد ذلك أن يصبح باشبوغ (توركش) كمال بعد 15 مايو/أيار.
من السهل على كمال كليجدار أوغلو تغيير قناعه، لكن رغم ذلك فقد كان هناك مشكلة . حيث انتشرت تساؤلات تفيد: ماذا سيحدث بتحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي وماذا سيقول أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي؟ وبينما كان الجميع ينتظرون بفضول "ماذا سيحدث وكيف سيخرج كمال من هذا المأزق؟ جاءت مناورة مُفاجئة من كليجدار أوغلو.
كشف كليجدار أوغلو عن براعته! في مقابلته على قناة BaBaLa TV. حيث قال مستهدفًا الصحفي سيري ساكيك، الذي أعلن بوضوح أن هناك صفقة سرية بين كليجدار أوغلو وحزب الشعوب الديمقراطي : "ما هو الدعم الذي سيقدمه لنا سيري ساكيك، كيف سيدعمنا؟ نحن نعلم ما يجري في أعماق الدولة، من يخدم من ولأي أسباب. لا يزال هناك بيروقراطيون صادقون في هذا البلد يحبون بلدهم. يجلبون لنا المعلومات. نحن نعلم جيدا من هو".
كليجدار أوغلو، الذي وصف الصحفي سيري ساكيك بأنه عميل للدولة، جعل منه رسميًا هدفًا لتنظيم بي كي كي الإرهابي. لم يستهدف كيليجدار أوغلو ساكيك فحسب، بل قدم أيضًا اعترافًا مهمًا للغاية، حيث إنه قال أنه يعلم ما يدور في أعماق الدولة وأن بعض البيروقراطيين قدموا له المعلومات.
الآن نحن بحاجة إلى إيجاد إجابات لسؤالين. سيد كيليجدار أوغلو ، ما هي المعلومات الأخرى التي لديك؟ على سبيل المثال، هل لديك أسماء المتعاونين مع الدولة في تنظيم بي كي كي الإرهابي، هل استخدمت هذه الأسماء في المساومة مع حزب الشعوب الديمقراطي؟
بعد اعتقال النائب السابق أنيس بربر أوغلو ، نظم كليجدار أوغلو ما يسمى "مسيرة العدالة" من أنقرة إلى إسطنبول. لماذا تم إلقاء القبض على بربر أوغلو؟ لأنه نقل وثائق مؤامرة شاحنة الاستخبارات التركية التي نفذها تنظيم غولن الإرهابي. وقام بتسليم الوثائق إلى الكاتب جان دوندار. والسؤال هنا مِن من حصل بربر أوغلو على هذه الوثائق؟
هل قابلت يا كليجدار أوغلو سعدي بيلغيتش أثناء زيارتك لألمانيا؟
لننتقل إلى السؤال الرئيسي ... هل يمكن أن يكون كليجدار أوغلو قد تلقى وثائق مؤامرة شاحنة الاستخبارات التركية من سعدي بيلغيتش، شقيق عبد الرحمن بيلغيتش، المنتمي لحزب الديمقراطية والتقدم، والذي كان عضوا في الاستخبارات التركية ويعيش الآن بشكل غير قانوني في ألمانيا؟ هل سعدي بيلغيتش من بين الأشخاص الذين قابلهم كليجدار أوغلو خلال زيارته الأخيرة لألمانيا؟
لنغلق هذه القضية بـ"باب الشر" الذي فتحه كليجدار أوغلو. فقد اختطف تنظيم بي كي كي الإرهابي سعيد عاشور، وهو عضو في قبيلة معروفة في سنجار بالعراق، ووجه له اتهامات بأنه عميل للجمهورية التركية، حيث قام بتعذيبه إثر ذلك. ثم قتلوه من خلال تفجير المنزل الذي كانوا يختبئون فيه. خوفا من رد فعل قبيلة عاشور، ويحاول تنظيم بي كي كي الإرهابي إلقاء اللوم في جريمة القتل التي ارتكبها على عمليات الطائرات المسيرة التركية.
لا نعرف ما إذا كان كليجدار أوغلو على دراية بباب الشر الذي فتحه عندما وصف الصحفي سيري ساكيك بأنه عميل للدولة التركية، لكن من الواضح أنه يسعى وراء أشياء خطيرة جدًا ...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس