لماذا يتم تهجير العرب والتركمان من تل أبيض

جان آجون - مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) - ترجمة وتحرير ترك برس

نشرت في الآونة الأخيرة تقارير تحليلية تناولت موضوع التهجير المنظم والمتعمد الذي تتم ممارسته من قبل القوات الكردية المحاربة، في شمال سوريا، ضد الجماعات العربية والتركمانية المقيمة في مدينة تل أبيض في شمال سوريا. ومن بين هذه التقارير التحليلية التقرير الذي نشره مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية{ساتا} التركي.

يبدأ التقرير بهذه البداية؛ لتحقيق الأهداف والخطط السياسية في سوريا تم تأسيس هذه الخطة؛ أولاً تقوم داعش بمهاجمة المناطق التي تخضع للجيش الحر وبعد السيطرة عليها من قبل داعش يقوم التحالف بضرب داعش كهدف شرعي وقانوني وفي النهاية تقوم القوات الكردية" الي بي جي" بكل سهولة السيطرة على هذه المناطق وتخضعها لنفوذها.

ويوجز التقرير الأحداث في سوريا بالشكل التالي "المعارضة السورية بعد قتال دام لمدة 4 سنوات استخرجت درس التعاون والوحدة من أجل القضاء على النظام، فأسسوا جيش الفتح ونجحوا في القضاء على قوات النظام وأنصاره في الجبهات الجنوبية والشمالية لسوريا، وكما قام هذا الجيش بتحرير أحد أكبر المحافظات في سوريا وهي إدلب وحقق تقدم كبير في مدينة درعا في الجنوب".

وبما يتعلق بتركيا يبين التقرير التالي"بعد بدء عهد الملك سلمان في السعودية، تم توجيه أول ضربة رسمية للنفوذ الإيراني في المنطقة في اليمن، شجاعة التدخل هذا والتطوارات الإقليمية المحيطة بتركيا توجب على الأخير التدخل بشكل نشط لإنقاذ نفسها وأمنها القومي من التهديدات االمحيطة بها وعلى رأسها تأسيس دولة كردية في شمال سوريا، ولكن يجب على تركيا أن تكون حذرة من القوى الدولية الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الصائغ الأكبر لتلك اللعبة في المنطقة".

ويسعى التقرير إلى شرح أهمية تل الأبيض في اللعبة السياسية الجارية في سوريا تحت عنوان:

لماذا تل الأبيض مهمة في هذه اللعبة؟

تتشكل ناحية تل الأبيض، أحد أهم النواحي التابعة لمدينة الرقة في سوريا، في الغالب من مواطنين عرب وتركمان ويبلغ عدد نسماتها حوالي 100  ألف نسمة، وكما تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي ومهم جداً؛ حيث تصل ناحية تل الأبيض بين العراق وسوريا وتركيا، ويقع تل الأبيض في الوسط بين ناحيتي كوباني والجزيرة التي توجد بها القوات الكردية "البي يي دي" وتشكل فاصل يفصل بين القوات الكردية في المنطقتين المتواجدات بها، لذا السيطرة على تل الأبيض وتطهيرها من العرب والتركمان بعملية سُميت "ثورة روجوا" كان لا بد منها من أجل توحيد أجناب الدولة الكردية المخطط تأسيسها في المستقبل".

ويشير التقرير إلى أن هناك عملية ديمغرافية جارية في المنطقة من أجل تحقيق مأرب الأكراد في تأسيس الدوال الكردية ويوضح التقرير هذه العملية بهذا الشكل" لتشكيل وحدة كردية ديموغرافية في المنطقة ولتحقيق الهدف الجيوسياسي الساعي لتأسيس دولة كردية؛ شُرُع بتطبيق لعبة ديمغوورافية في المنطقة، وأكبر مؤشرات هذه العملية هو إلتجاء أكثر من 25 ألف عربي وتركماني إلى تركيا في خلال أقل من أسبوعين تحت تهديد السلاح الموجه لصدورهم من قبل القوات الكردية، وبعد تهجير هذه الأعداد الهائلة بالقوة قامت القوات الكردية "اليي بي جي" والمساندة لها "البي بي كا" بفرض سيطرتها على منازل وقرى ومقتنيات المُهجرين، وكما أن الولايات المتحدة بسابق علم وتعمد تقصف البيوت المدنية في المنطق لإجبار أهليها على الهجرة والخروج منها وعدم التفكير في الرجوع إليها لتمكين القوات الكردية من السيطرة وإحضار مواطنين من أصول كردية من العراق وتركيا للإقامة بتلك المناطق، وكما أن قيام أكثر من 15 هيكل معارض بالتأكيد على قيام "البي يي دي" بتنفيذ عملية "تنظيف عرقي" في المنطقة لأكبر مؤشر ودليل على الهدف الساعي لتأسيس دولة كردية في المنطقة.

وفي نهاية التقرير يؤكد المركز بأن "سوريا دخلت مرحلة التقسيم الفعلي وبأن الحرب القادمة ستكون قومية أكثر من طائفية" واستند المركز ،في تقريرها، على أن الحرب في الأيام القادمة ستكون قومية أكثر من طائفية قول قائد القوات الكردية في سوريا "صالح مسلم" ، في لقاء صحفي له على قناة ساراك الكردية بتاريخ 24 ـ 11 ـ 2013، بأن "الحرب القادمة ستكون حرب وطيسة بين الأكراد والعرب بهدف تأسيس دولة كردية حرة ومستقلة، وأؤكد بأننا سننجح في تأسيس الدولة الكردية لأننا أكثر عزيمة وقوي من غيرنا ولنا دعم دولي سياسي وعسكري نعتمد عليه".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!