أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

ارتكب تنظيم الدّولة (داعش) آخر مجزرة له خلال أيام شهر رمضان المبارك. فقد هاجم المدنيين في بلدة عين العرب "كوباني" السورية. وزهق أرواح كثير من الأبرياء العزل.

إنّ أكثر ما يهمنا نحن هم الأبرياء اذين يذهبون ضحايا الجماعات الإرهابية. فأوجاعنا كبيرة. بينما هناك جماعات وتشكيلات أخرى في الداخل التركي، تمتلك نوايا سيئة، حيث حاولت هذه الفئة استغلال هذه الحادثة المنفورة منذ اللحظات الأولى من حدوثها.

لقد قامت الرئيسة الثانية لحزب الشعوب الديمقراطية "فيغان يوكسك داغ" بإطلاق تصريحات غير مسؤولة، آخذةً جميع الأعراف السياسية والحقوقية تحت قدميها لتتجرّأ وتقول بالحرف الواحد: " على القيادة التركية أن تثبت عدم دعمها لتنظيم الدّولة داعش". نعم هكذا قالت يوكسك داغ. هذا التصريح ذكرني بالتصريحات الامريكية التي صدرت بعد أن قتلوا ما يقارب المليون عراقي. فعندما فشل الامريكان بالعثور على الأسلحة الكيميائية في العراق والتي بحجتها شنوا الحرب على هذا البلد، قال المسؤولون آنذاك أنّ عدم العثور على دليل لوجود هذه الأسلحة، لا يعني عدم وجودها.

لكن ما يلفت الانتباه أن تصريحاً يكّذب ادعاءات يوكسك داغ ومناصريه بخصوص تقديم تركيا الدّعم لعناصر تنظيم داعش، جاء من الناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري "رسول خليل" حيث قال الناطق خليل لقناة الجزيرة القطرية: " إنّنا لا نملك أي دليل يثبت تسلل عناصر داعش إلى البلدة من جهة تركيا وإننا ندرك أن هذه العناصر قامت بالدخول من الجهة الغربية والجنوبية لبلدة كوباني".

بالفعل كما قال جنكيز ألغين في تغريدته على التويتر: "على الطاقم الذي يقود الحركة الكردية التخلي عن الكذب والافتراء قبل التخلي عن السلاح".

هناك مسؤوليات تقع على عاتق تركيا من أجل وقف نزيف الدّم الذي يسيل في المنطقة. فقد أصبحنا في وضع لا نطيق بعد إزهاق المزيد من الأرواح أمام أعيننا. لقد قامت الفرق الطبية بنقل الجرحى من بلدة كوباني إلى المشافي التركية عقب تنفيذ الهجمات مباشرةً. وعقب الهجمات أدلى الرئيس رجب طيب أردوغان بتصريحات علّق فيها على هذه الهجمات قائلاً: "أندّد أشد التنديد بهذا الاعتداء الذي استهدف المدنيين في بلدة كوباني السورية. فنحن ومنذ بداية الاحداث في سوريا لم نغلق أبوابنا أمام من يقصدنا بغرض الاحتماء أو العلاج. من هنا أقول وبكل وضوح لا يمكن لأحد أن يتهم تركيا بدعم الإرهاب ومساندة الجماعات الإرهابية. تنظيم داعش نفذ أول اعتداءاته ضد الدّولة التركية وإنّ تركيا هي أول دولة أعلنت التنظيم على أنه تنظيم إرهابي. كما قامت تركيا بالسماح لعناصر البشمركة بالعبور إلى كوباني عبر أراضيها عندما أغار داعش قبل عام على هذه البلدة واحتضنت الالاف من النازحين الأبرياء من هناك داخل أراضيها".

والان ما يجب على الدولة التركية فعلها، هو أن ترفع من سقف فعاليتها على طول الحدود مع سوريا. على القادة السياسيين والعسكريين التفكير في اعداد خطة لشن حملة عسكرية ضدّ تنظيم داعش الذي يهدد مسيرة المصالحة الوطنية في تركيا. وإنّ هذه الخطوة ستكون بمثابة الرد الحاسم على كل هذه الادعاءات والافتراءات. 

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس