أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

تُجرى كل حسابات تشكيل حكومة ائتلافية، ونسمع عن كل السيناريوهات الممكنة، لكن التفكير الأساسي لا يتغير، فخلف كل خطاب سياسي للأحزاب، وخلف كل حملة، وحتى خلف كل صمت يلتزمه البعض، يتوارى نفس الفكر، ونفس القرار، وهذا يعني أنّ أي حكومة ائتلافية لن تدوم طويلا.

ترى الأحزاب جميعها، بدءا من حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية وانتهاء بحزب الشعوب الديمقراطي، بأنّ الحكومة الائتلافية القادمة لن تدوم طويلا، لذلك فهم يجرون حساباتهم بناء على ذلك.

أي حزب سيشكل الحكومة مع حزب العدالة والتنمية، سواء حزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية، سيظهر ذلك الحزب بصورة أقوى في نظر الشعب، وسيكون أمام تحدٍ أكبر، وسيصل لمكانة مرموقة في إدارة الدولة، وسيكون عُمر هذه الحكومة الائتلافية مرهون بتصرف الحزب الأصغر في الحكومة.

لكن وصول حزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية إلى سدة الحُكم، سيجعلهم أمام محكمة الناخب الذي صوّت لهم، فالناخبون سينتظرون منهم تحقيق وعودهم الانتخابية التي قطعوها على أنفسهم، وحينها سيضطر الحزب الذي سيدخل الحكومة، من التحجج "بشروط الحكومة الائتلافية" ومحدودية سيطرته في الحكومة، وسيعمل بذلك على تقليل حجم الانتقادات من ناخبيه المتعلقة بعدم قدرته على تحقيق وعوده الانتخابية.

عندما يحصل تحالف بين شريك أكبر وشريك أصغر، تكون النتائج معروفة، وهو أنّ الشريك الأكبر لن يسمح "بتسمين" الشريك الأصغر، والشريك الأصغر سيتنازع باستمرار مع الشريك الأكبر ليعمل على توسيع نطاقه وسيطرته قدر المستطاع.

أكثر شيء صعب سيواجه الحزب الذي سيدخل في حكومة التحالف مع العدالة والتنمية، هو طلبه لإجراء انتخابات مبكرة، لأنّهما في حال دخولهما انتخابات مبكرة، فلن يأملوا باحتمال زيادة نسبة الأصوات التي سيحصلان عليها.

لكن في نفس الوقت، أعرب حزب العدالة والتنمية في أكثر من مرة، سواء عبر مسئوليه أو عبر المؤيدين له، أنّ طلب العدالة والتنمية الذهاب مباشرة إلى انتخابات مبكرة دون تشكيل حكومة لن يكون مفيدا له من حيث زيادة نسبة الأصوات حتى يحصل على الأغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل الحكومة لوحده.

الحزب الوحيد الذي يتحدث عن الانتخابات المبكرة دون تردد، هو حزب الشعوب الديمقراطي، الذي فضّل البقاء بعيدا عن حلبة تشكيل الحكومة، وفضّل الانتظار، لأنه يعتقد أنّ الانتخابات المبكرة ربما تساعده على الارتقاء أكثر والحصول على نسبة تأييد أكبر.

لا أحد يفكّر في تشكيل حكومة تحالف تصمد كثيرا، وبالتالي فإنّ الجميع الآن يجري التكتيكات والمناورات من أجل تشكيل الحكومة وبنفس الوقت لكي يظهر أمام الشعب بأنه "لم يكن السبب في إفشال الحكومة وإنما كان الحزب الآخر هو السبب"، وبناء على ذلك تجري الأحزاب حاليا حساباتها قبل الدخول في حكومة تحالف.

ولا شك أنّ إعطاء رئيس الجمهورية اردوغان الأمر لأحمد داود أوغلو بتشكيل الحكومة، وبالتالي المدة التي يملكها الأخير والبالغة 45 يوما، لن تكون مهمة سهلة، وسينطلق الماراثون، على أمل ان يصل لخط النهاية قبل انقضاء المدة القانونية.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس