جلال سلمي - خاص ترك برس

تُعدّ تركيا من أكثر دول الشرق الأوسط التي تتمتع بعلاقات نوعية مع الغرب؛ فهي الدولة الوحيدة التي تُعتبر أحد أعضاء حلف الشمال الأطلسي "الناتو" كما تُعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها اتفاقية شراكة (وقعت الاتفاقية عام 1964) وتعاون وعضوية محتملة مع الاتحاد الأوروبي. ولكن هل ساهمت هذه الاتفاقيات والمكانة الخاصة التي تتمتع بها تركيا في إكسابها مكانةً وموقعًا مختلفًا في الإعلام الغربي على النقيض من دول الشرق الأوسط الأخرى؟

هذا ماتناوله الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، "توغاي يارلي كايا"، حيث أعد تقريرًا ودراسة خاصة بهذا الموضوع. يبدأ يارلي كايا بحثه بالقول "الفكر الغربي التبشيري يعتمد على بعض الفكر لبعض العقليات أكثر من اعتماده على الحقيقة نفسها، ونظرة الغرب للشرق والعالم الإسلامي تُعد أهم الأدلة على اعتماد الإعلام الغربي على بعض الأفكار وليس الحقائق".

ويشير يارلي كايا في تقريره إلى أنه "خاصة بعد تبني تركيا للسياسة النشطة والمخالفة للمبادئ الغربية في منطقة الشرق الأوسط أصبح اسمها يتكرر بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر وليس فقط الفيس بوك والتويتر الخاص بتركيا بل الخاص بجميع أنحاء العالم وخاصة الغرب".

ويفيد يارلي كايا أنه "خاصة بعد تولي حزب العدالة والتنمية لمقاليد الحكم عام 2002 أصبح هناك  تغير جذري في السياسة الخارجية التركية، أصبح هناك تغير جذري في هيكلية وألية عمل الخارجية التركية بشكل ملحوظ وملموس، تتمثل هذه التغيرات في إنتقال تركيا التي كانت "كدولة وصل" بين الدول المركزية والدول الصغيرة إلى دولة مركزية قوية إقليميًا، هذه التغيرات أصابت حالة إزعاج كبيرة لدى الكثير من الدول المركزية".

ويبين يارلي كايا أن "الدول المركزية حاولت صد تركيا وتقدمها بشتى الوسائل مثل نصب المؤمرات السياسية والاقتصادية وخلق المظاهرات والفوضى المدمرة، وأثناء نصب الغرب لهذه الوسائل حاول تغطيتها بحرب إعلامية شعواء تجعل من تركيا دولة فاشلة معدومة الديمقراطية يحكمها أناس دكتاتوريين وأكبر مثال على ذلك الحرب الألمانية الإعلامية على رجب طيب أردوغان من خلال تصويره على أنه دكتاتور يسعى لتنصيب نفسه سلطان على تركيا".

ويوضح يارلي كايا أن "الحرب الإعلامية الغربية ضد تركيا تحدث في جميع وسائل الإعلام مثل التلفاز والراديو والصحف المطبوعة ووسائل التواصل الاجتماعي "التي أصبحت تعد أقوى الوسائل الإعلامية في عصرنا الحالي، وللأسف الغرب خلال حرب الإعلامية تلفق لتركيا الكثير من التهم والإفتراءات وكما يغير الكثير من الحقائق من خلال استخدامه اللغة الفصيحة والمؤثرة الأمر الذي يجعل تركيا من أكثر دول الشرق الأوسط السيئة والفاشلة في الإعلام الغربي".

ويختم يارلي كايا تقريره بتأكيده على أن "الحرب الإعلامية الغربية التي تسعى إلى تصوير تركيا داعمًا أكبر لداعش ضد المظلومين والمضهدين؛ هذه إحدى أهم الادعاءات الكاذبة التي تفنده الحقيقة التي تؤكد دعم تركيا للتحالف الدولي المحارب لداعش ولكن بشرط تحقيقه نتائج مجدية، هذه الحرب الإعلامية الغربية طفت على السطح فقط بسبب أن تركيا حاولت تطوير نفسها سياسيًا واقتصايًا في المنطقة، يبدو أن علاقات تركيا القوية مع الغرب لم تغفر لها للتخلص من مهاجمة الغرب الإعلامية لها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!