أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلنت أنقرة أنها ستقود حربا على جبهتين، وقد أفادت بكلمات مرادفة لذلك، والحرب ستكون على داعش، وعلى حزب العمال الكردستاني، ولا يوجد لدى أنقرة أي شك بأنّ داعش هي من نفذت مجزرة سوروج، وتحمّل حزب العمال الكردستاني مسؤولية جريمة قتل رجال الشرطة ولم ينف الحزب مسؤوليته عن ذلك.

هناك اسم يتم تداوله حول مسؤولية جريمة مقتل رجال الشرطة، وهو الحزب الاشتراكي اللينيني الماركسي، وهذا الاسم يرتبط –ولو بصورة غير رسمية- بحزب الشعوب الديمقراطي، وقد استخدم اردوغان جملة قريبة من ذلك عندما قال "المنظمات المحيطة بالمنظمة الارهابية".

وحتى لو كانت هذه المنظمة هي المسؤولة عن جريمة مقتل رجال الشرطة، إلا أنّ الحكومة ستحاسب حزب العمال الكردستاني عليها وقد أعلنت عن ذلك بصراحة، وقد أصبحت داعش عنصر تهديد داخلي لتركيا بعد شنها لهجوم على كوباني، وساعد حزب الشعوب الديمقراطي داعش ليكون عنصرا داخليا بعد الأعمال الاحتجاجية الدموية التي قام بها.

واليوم بدأ داعش حربه ضد تركيا بعد استهدافه للأكراد، وذلك بعد الحرب التي يقودها في سوريا، فداعش نفسه يهاجم الأكراد في سوريا، ويعمل حزب العمال الكردستاني والمنظمات التابعة له من أجل الصمود في وجه داعش.

وربما يظهر هناك تعارض وتناقض في أنْ تتخذ الحكومة التركية داعش وحزب العمال الكردستاني هدفين لها في نفس الوقت الذي تتصارع فيه الجبهتان بين بعضهما البعض، وتفسير ذلك يتضح عندما فتحت تركيا طريقا للقوات الكردية كي تحارب داعش في كوباني، ولذلك أصبح اليوم موقف حزب العمال الكردستاني أكثر ملائمة لأهداف داعش.

دخول أنقرة في حرب ضد تنظيم الدولة سيحطم الافتراءات التي تتحدث عن أنّ "الحكومة التركية تدعم داعش"، لكن ذلك لن يُسقط الانتقادات التي تتحدث عن أنّ تركيا كان عليها منذ زمن اتخاذ خطوات اجرائية أكثر فعالية.

الحرب على جبهتين، ليس حربا على الطرف الآخر لحدود تركيا، وإنما يحمل معاني حرب "داخلية"، ولهذا سيكون لكلا الحربين انعكاسات وارتدادات كبيرة على المستوى الداخلي.

سيفهم معظم الأكراد أّنّ الحرب المعلنة على حزب العمال الكردستاني هي حرب على الأكراد، وسيفهم الإسلاميون المتشددون أنّ تركيا أصبحت تعمل مع "الشيطان الأكبر المتمثل بأمريكا"، وهي "خائنة لأمتها الإسلامية بتعاونها مع الغرب ضد الإسلام".

نحن نمر في مرحلة صعبة للغاية، وعلى ما يبدو أنّ هذه المرحلة لن تكون قصيرة.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس