ناصوحي غونغور - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

عقد أمس حزب العدالة والتنمية لأول مرة مؤتمرا استثنائيا. فبعد انتخاب أردوغان لرئاسة الجمهورية كنا نبحث عن إجابة سؤال من سيكون الرئيس الجديد للحزب ومن سيكون رئيس الوزراء القادم. خلال الأسبوع الماضي كانت الإجابة تشير إلى أحمد داود أوغلو، وأمس تم إعلان عن ذلك بصورة رسمية.

كان منتظرا من رئيس الجمهورية المنتخب طيب أردوغان أن يقدم عدة رسائل خلال هذا المؤتمر لتقييم الوضع والحالي وتوضيح طبيعة المرحلة القادمة. وهذا ما حدث.

أشار أردوغان أولا إلى جذور وأصول حزب العدالة والتنمية. موضحا أن الحزب امتداد للقضية التي حملها السلطان "ألب أرسلان" و"عثمان بن أرطغرل" و"مصطفى كمال" و"عدنان مندريس" و"نجم الدين أرباكان".

أما الرسائل التي أراد إيصالها فقد كانت إجابة مبكرة لبعض القضايا التي لم تطفُ بعد على السطح في محاولة لاستباق جدل قد يدور هنا أوهناك. يقول: "هذه القضية الكبرى لا تتشرّف بمنسوبيها، بل منسوبوها هم يتشرفون بالدفاع عنها. من يقول إن وجود هذه القضية مرتبط بأردوغان، فإذا غاب ستغيب هذه القضية هم الذين خسروا الرهان مبكرا". وأضاف أن هذه الدعوة لن تكون ألعوبة في أيادي البعض وان هذا الأمر قد تم تجاوزه منذ فترة طويلة.

أكثر قسم خطف القلوب، وكان حاسما في خطاب أردوغان هو تحدثه عن مجلس نيسان/إبريل 1920. أردوغان ذكر أن المجلس في ذلك الحين كان "يقرر أموره بالاستشارة"، وأضاف أيضا: "محتوى المجلس الأول كان يعبّر بكل معنى الكلمة عن رؤية تركيا. كان في المجلس أتراك، وأكراد، وعرب، وشركس، وكان هناك جورجيون. اللبنة الأولى للجمهورية التركية وضعت في ذلك الزمن، من ذلك المجلس. بناء الدولة كان سيتم لتكون دولة للجميع. لكن بعد ذلك بسنوات، لم يتم المحافظة على الأمل والتلاؤم الذي منحه ذلك المجلس للأمة. ليظهر بعد ذلك تمييز وتفرقة بين أبناء الشعب، وخلق مسافات بينهم، ولينتشر الظلم والاضطهاد والاستبعاد وعدم القبول في الدولة".

شكّل موضوع تركيا الجديدة والسياسة الجديدة القسم الأكبر من خطاب أرودغان. فقال: "اليوم يوم ميلاد تركيا الجديدة. تركيا جديدة تعني سياسة جديدة، مجتمع جديد، اقتصاد جديد. تركيا الجديدة هي تركيا التي تخلّصت من عهد الوصاية. المبادئ التي سترتكز عليها تركيا الجديدة هي: ديمقراطية أكثر وحرية أكثر. تركيا الجديدة لن ترتكز على ديمقراطية ناقصة".

أما الرسالة الأخرى المنتظرة فكانت بلا شك مكافحة التنظيم الموازي. أردوغان أوضح خلال خطابه أن مكافحة التنظيم الموازي تحولت إلى سياسة للدولة التركية. فقال: "تشكيل دولة موازية يعني محاولة تخريب الحُكم الشرعي الديمقراطي القائم من خلال استخدام أساليب غير مشروعة بالتسرب إلى السلطات العامة. وهذا يعني أن التنظيم الموازي يشبه تماما الوصاية البيروقراطية".

بالانتقال لخطاب داود أوغلو فإن الجملة التي يجب أن نضع تحتها خط هي قوله إنه لن يكون وديعا (المقصود هنا لن يكون رئيس وزراء مؤقت). هذا الكلام موجه للبعض الذي يذكّرون بمحور أوزال-أكبولوت* أو للذين يبحثون عن أزمة في محور أردوغان-داود أوغلو.

وفي آخر قسم في خطابه ذكر جملا عاطفية ينهي بها مسيرته على امتداد سنوات طويلة كرئيس للحزب وكرئيس للوزراء. وودّع أردوغان حزبه مذكرا إياهم بأن كل نهاية هي بداية جديدة.


إضاءة - محور أوزال-أكبولوت: في عام 1989 تم انتخاب تورغوت أوزال لرئاسة الجمهورية التركية عن حزب الوطن الأم، ليتم بعد ذلك تعيين يلديريم أكبولوت رئيسا للحزب ورئيسا للوزراء، لكن الأخير خسر رئاسة الحزب في انتخابات مؤتمره عام 1991 ليستقيل هو و17 عضو آخر من حزب الوطن الأم.

 

عن الكاتب

ناصوحي غونغور

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس