ناصوحي غونغور - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت الأمور تتضح أكثر فأكثر بعد عقد مؤتمر حزب العدالة والتنمية، لتترسم أمامنا خارطة طريق للمرحلة القادمة في تركيا. وظهرت لنا معالم هامة لخارطة الطريق هذه خلال خطاب الوداع لرئيس الجمهورية الحالي اردوغان وخلال ما تلاه من خطابٍ لرئيس الوزراء داود أوغلو.

أريد أن اقتبس هنا موضوعين من خطاب داود أوغلو، الأول قال فيه :" زعيم الشعب أصبح رئيسا للبلاد. وأكبر نجاح لحزب العدالة والتنمية هو أنه جمع كل الشعب على قلب رجل واحد. النوم علينا محرّم حتى ننجح في تحقيق عملية السلام. سنعمل ليل نهار كتفا بكتف حتى نقضي على كل بذور الفتنة:".

وأما الموضع الثاني فقال :" لا يتحمسوا كثيرا، من المستحيل ان يكون هناك أي نزاع بين من استمد قوته من الشعب. لا يتحمسوا فلن يكون هناك أي اختلاف بين رفقاء القضية. التنظيم الموازي هو تنظيم يريد أن نعيش في "عهد الفترة"*. لن نسمح مجددا لأي أحد كائنا من كان أن يفتت السلطة".

تحت هذين العنوانين نستطيع ان نفهم مسلّمات تركيا الجديدة.

***

في تاريخ 29 آب/أغسطس أصبح داود أوغلو بصورة رسمية رئيس وزراء الحكومة الثانية والستين وأعلن عن تشكيلة مجلس الوزراء الجديدة.

حدثت تغييرات طفيفة في المجلس الوزاري الجديد ولكنها ذات أهمية بارزة. نعمان كورتولموش، النائب عن أنقرة والنائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية، وكذلك يالتشين أكدوغان، رئيس مستشاري رئيس الوزراء السابق أصبحا نائبين لرئيس الوزراء الجديد. وبينما استلم مولوت تشافوش أوغلو وزارة الخارجية، حل مكانه في وزارة الاتحاد الأوروبي فولكان بوزكور. وأصبح نور الدين جانيكلي وزير التجارة خلفا لحياتي يازيجي.

هذا التغيير المحدود والطفيف على المجلس الوزاري يعني أن حزب العدالة والتنمية يريد الذهاب إلى انتخابات عام 2015 دون تغيير أحجار المعادلة بصورة كبيرة. لكن لا ننسى أن حملة التغيير الهائلة ستكون في انتخابات عام 2015. ليس فقط بسبب قاعدة الثلاث فترات، بل لأننا نعتقد أن تغييرا كبيرا سيشمل قائمة مرشحي الحزب في تلك الانتخابات. لهذا فإن على السياسيين الذين يرغبون في لعب أدوار جديدة خلال المرحلة القادمة، عليهم من الآن التفكير والعمل جديّا لتحقيق ذلك.

لا شك أن مسؤولية عمل آلية اتخاذ القرار في محور اردوغان- داود أوغلو ستقع على نائب رئيس الوزراء يالتشين أكودوغان. فبالإضافة إلى كونه اقرب اسم لاردوغان، كان هو مفتاح إستراتيجية حزب العدالة والتنمية وأحد مؤسسيه. واليوم سيقع على عاتقه تسهيل الآلية الجديدة لاتخاذ القرار بشكل سليم.

أما نعمان كورتولموش الذي أضاف طاقة قوية للحزب منذ انضمامه إليه، سيكمل مهمته اليوم بمقام أعلى. سيكون كورتولموش أهم الأسماء التي ستلعب دورا هاما في أصول حزب العدالة والتنمية.

***

أعلنت التشكيلة الجديدة لمجلس الوزراء، وسيُعلن عن برنامجها للحصول على ثقة البرلمان قريبا. وبعدها مباشرة هناك العديد من المواضيع والمشاكل الحساسة التي تنتظر تركيا. ولا يمكن إغفال دور البعض في تعطيل وعرقلة سير حزب العدالة والتنمية خلال المرحلة المقبلة، نعم فشلت عملياتهم في المرحلة السابقة، لكن هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا مجددا.

مثل هذه العمليات والمحاولات تعاني من مشكلة حقيقية وهي أنها تواجه اسما صعبا. فلا يملك أحدهم شجاعة اردوغان وصراحته ورؤيته الصلبة. فهم بغالبيتهم يحاولون تحقيق أهدافهم السياسية من خلف الستار.

نحن الآن نعيش في دولة لا يستطيع أحد أن يمارس السياسة فيها دون الخروج للعلن ليقول أنا هنا وأريد أن أعمل كذا وكذا. فدولتنا الآن لا تُمارس فيها السياسة إلا من خلال الشجاعة ومواجهة المخاطر وبصورة واضحة أمام الشعب.

عن الكاتب

ناصوحي غونغور

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس