جلال سلمي - خاص ترك برس

بعد تدخل روسيا العسكري أصبح الأمر واضح بأن روسيا تنوي أن تكون مُستقرة في المنطقة وإلى الأبد منذ بدأ الثورة السورية في أيار/ مايو 2011 وروسيا ومحورها المتكون من إيران والصين تعلن وبكل إصرار بأنها لن تتخلى عن النظام "الأسدي" في سوريا مهما كلف الأمر ومهما كانت النتائج، وتمادت روسيا في دعم النظام الأسدي من خلال تزويده بالأسلحة والمهمات العسكرية ووصل الدعم إلى القمة بعد توكيل البرلمان الروسي "دوما"، بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2015، الجيش الروسي بالتدخل في سوريا عسكريًا بناءًا على طلب تم من الخارجية السورية.

تناول الكثير من الكُتاب السياسيين أمر تدخل روسيا على محمل الجد وعلى أنه أمر خطير جدًا يمكن أن يقوض جميع الخطط التي تسعى تركيا لتحقيقها في سوريا، وأفاد الكثير من الباحثيين السياسيين بأن روسيا لن تتوقف على حد التدخل العسكري الجوي فقط بل يمكن أن تتحد مع أعداء تركيا الموالين للنظام الأسدي من أجل تحقيق ما ترنو إليه في سوريا.

ويرى المحلل السياسي علي بيرام أوغلو، في مقال سياسي له بعنوان "روسيا وحزب العمال الكردستاني" نُشر في جريدة يني شفق في 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2015، بأنه "على الرغم من حجم العلاقات الاقتصادية القوية التي تربط بين تركيا وروسيا إلا أن هذه العلاقات لم تشفع أبدًا لتركيا أمام هذه القوى التي عملت على التعاون مع حزب العمال الكردستاني ودعمته بشكل قوي أمام تركيا لاستنزافها وإبعادها عن الساحة بشكل تام".

ويضيف بيرام أوغلو بأنه "في السابق كان جار واحد لنا من جهة الجنوب الشرقي وهو سوريا ولكن الآن أصبح لدينا ثلاث جيران هم داعش والولايات المُتحدة الأمريكية مُمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وانضمت إليهم روسيا لتصبح الجارة الثالثة مُمثلة بحزب العمال الكردستاني المدعوم من قبلها ومن قبل حليفتها في المنطقة إيران وهذا ليس كلام ركيك بل هو حقيقة واقعية أثبتتها إيران وأكدتها من خلال رفع علمها على جبل قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني، بتاريخ 27 آب/ أغسطس 2015".

وأشارت قناة سي أن أن التركي، من خلال نشرتها الاخبارية التي تمت في تمام الساعة 10:00 بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر، بأن "روسيا لم تستهدف داعش فقط بل استهدف المدنيين وقوات المعارضة المعتدلة من خلال ضرباتها الجوية التي استهدفت سوريا اليوم، 30 سبتمبر 2015، بعد إعطاء الدومة الموافقة للجيش الروسي التدخل في سوريا بناءًا على طلب قدمته وزارة الخارجية السورية التابعة لنظام الأسد".

وكما لفتت القناة الانتباه إلى عدد كبير من آراء وتحليلات الباحثين الذي أكدوا بأن التدخل الروسي سيؤثر بشكل سلبي جاد على تركيا وخططها الخاصة بسوريا، ويبدو بأن تركيا بعد اليوم ستستخدم سلاح العلاقات الاقتصادية القوية مع روسيا للضغط عليها للتخلي عن ضرباتها في سوريا ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستستجيب روسيا فعلًا لهذه الضغوطات الدبلوماسية؟".

ويبين بيرام أغلو، في مقاله معقبًا على تحليل قناة السي أن أن، أن "ما يزيد الطين بلة هو قيام روسيا بضرب جميع اتفاقيات الصداقة المُبرمة بينها وبين تركيا بعرض الحائط وقيامها بالاتفاق بشكل مباشر مع حزب العمال الكردستاني لدعمه ودعم انقلابه على عملية السلام الداخلي لجعله يُشغل تركيا في الشأن الداخلي وبالتالي يعزلها عن منطقة النزاع في سوريا".

ويعرب الكثير من الخبراء السياسيين الأتراك عن أسفهم عن ماقامت به روسيا من التعاون مع حزب العمال الكردستاني من أجل عزل تركيا عن المنطقة دون الرجوع إلى تركيا بشكل مباشر من أجل الاتفاق معها والتوصل معها إلى حل وسط خاص بالقضية السورية بدلًا من الذي تقوم به اليوم من أفعال مُشينة ستبقى وصمة عار أبدية على جبين سياستها غير الأخلاقية في سوريا.

ويقترح الكثير من الخبراء السياسيين وعلى رأسهم حكمت غينتش، من خلال لقاء صحفي في قناة "أن تي في"، بأن تركيا يجب أن تقوم ببعض التحركات السياسية الأكثر جرأة تجاه سوريا ويجب أن تكثف حربها ضد حزب العمال الكردستاني دون أي رحمة من أجل القضاء عليه وعلى خططه الانفصالية الركيكة من أجل الاستفراغ للقضية السورية من جديد والعمل بحزم تجاه جميع الدول التي تسعى لتنفيذ خططها الخاصة بها في المنطقة ضاربة بعرض الحائط مصالح تركيا وخاصة روسيا والولايات المُتحدة الأمريكية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!