إتيان مهتشوبيان - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

جرت الانتخابات العامة التركية مرتين في نفس السنة بفاصل 5 أشهر بين كل مرة، والملفت للنظر أن عدد الناخبين والأحزاب لم يتغير أبدا، وكانت التحضيرات للانتخابات كأنها  تشبه العمل في مختبر كيميائي.

لايمكن أن يحدث تغيير في النتائج لأن الاختيار يكون حسب الأيديولوجية المفضلة، فإذا وجدتم اختلافا في النتائج فهذا التغيير يكون بسبب ظروف معينة.

بناءا على هذا فإن وضع المعارضة اليوم دعم زيادة أصوات حزب العدالة والتنمية بسبب زعزعة الاستقرار من قبل الإرهابيين.

بسبب هذا إذا ارتفعت أصوات حزب العدالة خسر الآخرون الأصوات، فستكونون بذلك قد وقفتم ضد الإرهاب وستعلمون عندها أنكم كنتم تقتربون من الفوضى وعدم الاستقرار.

معروف كيف هي سياسة حزب الشعب القومي، أولا هو يرفض تحمل المسؤولية ويضع خصومه في مواقف سيئة وصعبة، وفقط من أجل أن يصبح من المعارضة الرئيسية جلب البلاد إلى حالة غير مدارة من قبل أي أحد.

حتى أن هذا الحزب رفض التحالف من أجل تشكيل الحكومة وجعل البلاد في حالة من عدم الاستقرار، لكن الشعب كان مستعدا لأخذ التدابير اللازمة لإنقاذ الوضع وعرف مستقبل هذا الحزب المهترئ الذي يقف بجانب عدم الاستقرار وأن استقرار البلاد أصبح مهددا بالزوال.

معروف كيف هي سياسة حزب الشعوب الديموقراطي، وكيف قال لأردوغان قبل انتخابات حزيران "لن نجعلك رئيسا"، وقال بخصوص حزبه "إنه ليس حزبًا كرديًا" بل  يدعي أن سياسته يسارية.

ولهذا السبب ترك مسافة بينه وبين تنظيم بي كي كي، ويرون أن حزب العدالة والتنمية مذنب لأنه  يبدأ الحرب ضد بي كي كي مع إنهم نسوا أنهم هم الذين حفروا الخنادق وقطعوا الطريق.

ويكذبون ويقولون أن هناك علاقة بين حزب العدالة والتنمية وبين داعش.

بالمختصر إن حزب الشعوب الديموقراطي يقف بجانب عدم الاستقرار. أما بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري فإنه لم يعرض أية فكرة داعمة في طريق الاستقرار وتبين أنه لا يملك أية قوة.

وبالنسبة لموقف من حزب العدالة والتنمية تجاه الإرهاب فقد أخذ المسؤولية على عاتقه، وتصرف بكل عقلانية وأخلاقية، وحذّر من مخاطر عدم الاستقرار، وأظهر نفسه على أنه الوحيد الذي يجلب الاستقرار للبلاد.

الخاسرون خسروا بسبب استهزائهم بعدم الاستقرار والفوضى.

لقد ظل حزب الشعب الجمهوري مكانه لأنه وقف على الحياد وفاز حزب العدالة والتنمية لأن قسمًا كبيرًا من الشعب، وخاصة "المحافظون الحداثيون" فضلوا استقرار البلاد.

كانت تظن المعارضة أن حزب العدالة والتنمية سوف يبقى في حالة عدم استقرار لكنهم هم من غرق في حالة عدم الاستقرار.

عن الكاتب

إتيان مهتشوبيان

عضو لجنة الحكماء وكاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس