أحمد تاكان - صحيفة يني تشاغ - ترجمة وتحرير ترك برس

يبحث العالم كلّه وتركيا في هذه الأيام قضية العملية العسكرية المُشتركة التي تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو".

بعد قمّة الناتو مباشرة أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية ممثلين هامّين لها إلى المنطقة.

جاء وزير الدفاع الأمريكي "هيغل" إلى أنقرة والتقى أولا برئيس هيئة الأركان "نجدت أوزال". ولم تكن تركيا في برنامج رحلة وزير الخارجية الأمريكي "كيري" لغاية الأيام الأخيرة.

وهذا يعني أنه ليس لدى لولايات المتحدة مشاكل مع الشخصيات السياسية في تركيا ولكن مشكلتها مع الجناح العسكري.

وهنا يجب علينا قراءة تحذير "الخط الأحمر" الشديد الذي وجّهه رئيس هيئة الأركان أوزال في 30 أب/ أغسطس بشكل مفصل وجيد. من الواضح أن تصريحات أوزال في ذلك اليوم قد أفزعت واشنطن. لقد أزعجت تلك التصريحات وسرقت النوم من عين الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف لبناء الدولة الكردية لحماية مشروع إسرائيل الكبير، كما تهدف أيضا إلى تشكيل جيش كردي عن طريق تزويده بالسلاح وحل الخلاف بين قوات البيشمركة وتنظيم بي كي كي.

وهناك بعد آخر للمجريات الاخيرة، إن أحد أهم أهداف أمريكا التي لم تتمكن من إيقاع تركيا في مستنقع سوريا والعراق هو إشعال الفتنة وخلق شجار بيننا وبين روسيا. لقد تصرفت القوات المسلحة التركية بحذر واستخدمت أسلوباً دبلوماسياً دقيقاً تجاه الحملات التي تمت تحت حجّة الأزمة الاوكرانية. أنظروا إلى بيان هيئة الاركان في 7 أيلول 2014. لقد أعلنت القوات المسلحة بأنها ستشارك في مناورات "نسيم البحر 2014" التي تترأسها أوكرانيا ضمن حدودها بسفينة حربية واحدة فقط أي بشكل رمزي.

في الحقيقة الرسالة التي وجهت من هذا التصرف لكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية واضحة جدا. أمريكا مصرّة على اشتراك تركيا في العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل فعّال وإيجابي وليس بشكل سلبي وبسيط.

فلنأتي إلى تفاصيل اللقاء الذي جرى بين المسؤولين العسكريين للدولتين وخصوصا بين رئيس الأركان نجدت أوزال ووزير الدفاع الأميريكي هيغل.

تفاجأ هيغل والهيئة العسكرية التي كانت برفقته وأصيبوا بخيبة أمل ولم يبلغوا مقصدهم.

أكّد رئيس الاركان أوزال لهيغل أنه لن تكون هناك أيّ قرارات تقتضي اشتراك القوات المسلحة بشكل فعّال في التحالف المشترك ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإن تركيا لن تسمح باستخدام أراضيها كمعبر أو طريق في عمليات التحالف.

وقال لهيغل بلسان واضح: "لن يكون هناك دعم فعلي عسكري لا برّيا ولا بحريا، لن تحلّق أيّة طائرة من الأراضي التركية لا منّي ولا منك".

وقد أسرّت لي بعض المصادر في القوات المسلحة التي أعتمد على توجّهاتها في شأن التطورات الحديثة بسبب دعم تركيا بشكل رمزي للتحالف المشترك بالشكل التالي: "نحن عضو في حلف شمال الأطلسي ولا يمكننا أن نرفض الدخول في هذه العملية كلّيا. إن لم نشترك فيها لن تكون لدينا أيّة معلومات عن ما يحدث في حدودنا".

وتم التأكيد أيضا للهيئة العسكرية الأمريكية على أنه لن يتم السماح لطائراتها في قاعدة "إنجرليك" في مدينة أضنة بالتحليق ضمن العملية العسكرية ضد التنظيم. وكانت النقاط الأساسية:

- لن يُسمح للقوات المشتركة في العملية العبور من تركيا لا برا ولا جوا.

- ستستخدم قاعدة إنجرليك الجوية فقط للمساعدات الإنسانية واللوجيستية.

- سيتم السماح باستخدام المجال الجوي التركي فقط لغرض المساعدات الإنسانية.

- سيشرف على المساعدات اللوجستية التي ستتم بالشاحنات من البر مسؤولون أتراك حتى وصولها للأمكان المطلوبة.

تفسّر المصادر العسكرية خطة الولايات المتحدة الأميريكية لإنهاء تنظيم الدولة الإسلامية التي من المقرر استمرارها 3 سنوات بأنها في نفس الوقت خطة لتجولها في المنطقة براحة تامة لمدة 3 سنوات أخرى ومتابعة إيران عن قرب لمدة طويلة.

إضافة إلى ذلك تناول المسؤولون العسكريون أيضا في لقائهم مسألة أمن الحدود التركية والحذر من عدم وصول أيّة أسلحة تذهب إلى المنطقة ليد تنظيم بي كي كي الذي يشكل خطرا بالنسبة لتركيا.

عن الكاتب

أحمد تاكان

كاتب في صحيفة يني تشاغ


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس