كمال أوزتورك – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

يملك هؤلاء الأشخاص أصحاب الوعي والبنية العقلية وطريقة التصرف المشتركة، أربعة أمور تشكل بنية وعيهم وتجمعهم على أرضية واحدة:

1- الدفاع عن الأفكار اليسارية.

2- معاداة الدولة.

3 - معاداة الدين.

4 - الدفاع عن القيم الغربية.

وإن كانوا هم في الواقع ضد الأيديولوجية اليسارية، والرأسمالية الغربية وقيمها. ولكن في تركيا أن يكون الشخص يساريًا أصبح أمرًا شائعًا، ونمطًا رائجًا، ولم تكن هناك مشكلة أبدًا في جعله يلائم فكرة الدفاع عن عودته إلى الثقافة المحلية.

عن ماذا يدافع المثقفون، وما الذي يجهلونه؟

تنحصر خصائص هؤلاء الأشخاص فقط بالإقامة بفللٍ في أتيلر وأولوس، والتأكيد بمصطلحات يسارية على المساواة والحرية وأدب الفقراء، وإرسال تغريدات التويتر الزاهية. وإن كان التمرد على هم من أغنى أغنياء تركيا، والظلم في توزيع الواردات، والرأسمالية يمكن رؤيته بين 'الأتراك'.

الفنانون في تركيا هم من أشد معجبي بانكسي الذي يدعونه بـ 'الفنان الثائر'، ولكنهم لا يعرفون الرسام الفلسطيني ناجي العلي، الذي أمضى حياته في مخيمات اللاجئين.

المثقفون يصغون للاشتراكي سلافوي جيجك بفمٍ مفتوح اندهاشًا، ولكنهم لم يسمعوا بفانون الذي كرس حياته للشعوب المضطهدة في المستعمرات الفرنسية.

الأكاديميون، ينتفضون على كل قول من أقوال الاشتراكي والفوضوي تشومسكي المخالفة لتركيا، على الأقل ليومٍ ما، بينما لا يهتمون بانتقادات جميل ميرتش للغرب.

الموسيقيون، يرثون الموسيقي اليوناني 'الموسيقي الثائر' فيساس، بينما أصبح التحسر شوقًا من أجل حرية فلسطين بالنسبة إلى جميع هؤلاء الموسيقين والفنانين والمثقفين 'اليسار الثائر' عبارة عن 'موضة' جديدة تناقش في شارع كيمانكيش، بينما يشربون شراب كورفوس كروتورك. اعرفوا، لا تظلوا جاهلين.

لمن يقال ملحد، ومتدين، ومناضل، وإرهابي؟

بالنسبة إلى من يقول أنه يساري، ويعيش حياته مثل الرأسمالي، ويدّعي أنه اشتراكي مدافع عن طبقة العمال، ويتسوق في الوقت نفسه من الجادة الخامسة في نيويورك، هؤلاء لا يلحقون أي ضرر بيساريتهم. لأن اليسارية بالنسبة لهم أمر ثقافي، وليست أيدولوجية متعمقة ومنضوية داخلها.

هؤلاء يستمعون بحساسية إلى كل ما هو ديني، لأنه برأيهم دون وعيٍ، كما في قول ماركس 'الدين أفيون الشعوب' ويؤدي إلى عدم الاستقرار. فهم يعتقدون أن كون الشخص ملحدًا هو رد فعل على 'الرجعية'، وأن يكون متدينًا هو رد فعل على 'التقدمية'. وإن مفاهيم 'المتخلف، والرجعي، والجهادي، والداعشي' المنتجة من أجل الحكم على عالم إسلامي عظيم، مفاهيم لا يمكن اعتبارها أبدًا.

عندهم، أعضاء حزب العمال الكردستاني وحزب جبهة التحرر الشعبي الثوري وبقية المنظمات اليسارية لا يقال لهم إرهابيون، بل مناضلون. وذلك، لأنها كانت محاكاة لحرب العصابات التي قام بها تشي جيفارا في كوبا. ودون أي وعي، فإن 'المناضل اليساري' هو'مناضل من أجل الحرية'؛ والمعارض الذي يحارب من أجل السلام في سوريا يعامل بشكل مكافئ مع من هو داعشي.

النص الموقع أيهم أخرجه دون وعي عن ذاته؟

الحقيقة هي أن، الوعي المختفي ما بين المصطلحات والعبارات الموجودة في نص مبادرة الأكاديميين، كما ناقشته سابقًا، هو اغتراب عن ثقافته، وبلده، ومجتمعه، خارج عن ذاته. كما أن الغالبية الساحقة من الموقعين، من الداعمين لهم، ومعظم المثقفين، والأدباء، والفنانين أيضًا هم من المتعاطفين مع الأيدلوجية اليسارية.

حتى أن الحجة التي سيلجؤون إليها معروفة: 'إن المثقف، والفنان، والكاتب مغترب عن مجتمعه'. ولا يسألون لِمَ ذلك. ألا يعرفون عل سبيل المثال أن علي عزت بيغوفيتش حارب من أجل الحرية، وأنه كان من أكثر مثقفي البلقان حكمةً، دون أن يتغرب عن دينه وشعبه.

إن الثقافة المحلية، وثقافة الحي، والوعي المنصهر في الثقافات الشعبية المحيطة به، يحثون على معارضة الدولة، والدين، والمجتمع، والانفصال عنهم. ومن أجل ذلك يمارسون ضغطًا على من حولهم وفي النهاية يخضعونهم. وهنا فإن الضغط المحلي، وثقافة الإعدامات الغوغائية الموجودة، الباقية من ستالين، هي فاشية، وإقصائية، وعديمة الرحمة.

ومن خلال تعرفكم على هؤلاء الأشخاص، واستقطابكم المجتمع، وقيامكم بتمييز أقوالهم أيضًا. يمكننا أن نناقش غدًا من الذي تم استقطابه.

عن الكاتب

كمال أوزتورك

إعلامي صحفي تركي - مخرج إخباري وكاتب - مخرج أفلام وثائقية - مدير عام وكالة الأناضول للأنباء سابقًا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس