ترك برس

حكمت الدولة العثمانية بعض بلاد البلقان والوطن العربي لأكثر من 6 قرون، وكانت اللغة الرسمية لمعاملات الدولة هي اللغة التركية العثمانية، لذلك أصبحت اللغة التركية تلقى إقبالًا من قبل العديد من المواطنين العثمانيين غير الأتراك، لتعلمها والحصول على إحدى الوظائف الإدارية أو العسكرية الهامة داخل مؤسسات الدولة.

كما أن الكثير من المواطنين العثمانيين الأتراك انتقلوا إلى بعض بلاد البلقان والوطن العربي وتزوجوا من تلك البلدان وظلوا يعيشون فيها إلى يومنا هذا، مما جعل اللغة التركية لغة حية في تلك البلدان إلى يومنا هذا.

خضعت كوسوفا لحكم الدولة العثمانية عام 1389 في معركة كوسوفا الأولى، واستمرت تحت حكمها حتى عام 1912، أي أن الشعب الكوسوفي عاش داخل حدود الدولة العثمانية ما يقارب 523 عامًا، وكان قائد تلك الحرب هو السلطان العثماني الثالث "مراد الأول" الذي تمكن من فتح كوسوفو ولكنه لم يتمكن من الاحتفال بالنصر فقد قُتِل في نهاية الحرب.

لم تتسبب حرب البلقان التي اندلعت عام 1912 بين المملكة الصربية والمملكة البلغارية والمملكة اليونانية ومملكة الجبل الأسود والدولة العثمانية في خسارة الدولة العثمانية لكوسوفو فقط بل تسببت في فقدان الدولة العثمانية لمعظم سيطرتها على منطقة البلقان.

وعلى الرغم من نيل معظم دول البلقان الاستقلال التام وتأسيس كيان إداري خاص بها، إلا أن كوسوفا لم تتمكن من ذلك، وأصبحت أحد الدول الواقعة تحت راية الجمهورية اليوغسلافية، وبعد الحروب الدامية التي اندلعت بين الألبان والصرب في النصف الثاني لتسعينيات القرن الماضي، تدخل "الناتو" عام 1999 لإيقاف تلك الحروب، وبقيت في إطار حكم ذاتي تحت إدارة الصربية حتى نيل استقلالها الكامل بتاريخ 17 فبراير/ شباط 2008.

تبلغ مساحة كوسوفو 10.577 كم 2، وحسب إحصاءات 2011، فإن عدد سكان كوسوفو مليون و739 ألف و853 نسمة، 93% منهم من أصول ألبانية و1.58% من أصول بوسنية، و1.47% من أصول صربية، و1.08% من أصول تركية، وتفيد إحصاءات 2011 بأن 95% من المواطنين المُقيمين في كوسوفو مسلمين.

يمثل ذوو الأصول التركية ما يقارب 1.08% من المجموع الإجمالي للشعب الكوسوفي، ويعكس مدى الانتشار الواسع للغة التركية داخل كوسوفو وضواحيها، فضلًا عن تعلم العديد من مواطني كوسوفو للغة التركية من خلال الزواج بمواطنين ذوي أصول تركية، أو من خلال الذهاب إلى أحد معاهد وقف يونس إيمره المتخصصة في تعليم اللغة التركية للأجانب والموجودة في كافة أنحاء كوسوفو، أو من خلال الالتحاق في قسم آداب اللغة التركية التابع لجامعة بريشتينا، والذي فتح أبوابه أمام الطلاب الكوسوفيين عام 1988.

ويعيش المواطنون ذوو الأصول التركية حياتهم في كوسوفو ليس فقط من خلال التحدث بلغتهم التركية، بل من خلال عيش العادات والتقاليد والطقوس والموسيقا والآداب التركية التي تنقل حس الماضي التليد الذي يشير إلى وجود تعاضد حضاري وثقافي واجتماعي بين الشعوب الإسلامية، قبل أن ينالها التشرذم الذي حاكته الدول المُعادية للترابط الإسلامي.

هذا وتُستخدم اللغة التركية اليوم في الدوائر الرسمية المتواجدة في بعض الأقاليم الكوسوفية، مثل بريزران، وميتروفيتش، وغيلان، وبريشتينا كلغة رسمية للمعاملات الإدارية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!