جلال سلمي - خاص ترك برس

ترددت في الآونة الأخيرة على مسامع الجميع في الإعلام العالمي عبارات تنتقد الرئيس التركي أردوغان، تنوعت ما بين "أردوغان يشكل خطرًا على أمريكا"، و"الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت قرارها؛ الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان بات قاب قوسين أو أدنى"، و"الانقلاب العسكري في تركيا أصبح أكيدًا".

يشير الخبير السياسي "أحمد أي" في مقاله "خطر أردوغان" المنشور في صحيفة ميلاد التركية، إلى أن مستشار نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، "جون هانا" من تيار المحافظين الجدد أورد تلك العبارات في مقال له نشر مؤخرًا على صفحات مجلة فورين بوليسي.

لم يرد حزب العدالة والتنمية على هذه التصريحات حسب أي، الذي أشار إلى أنهم رأوا فيها شهادة فخر صادرة عن تجمع أقرب للفاشية منه إلى التيار المحافظ، واصفًا تيار المحافظين الجدد بأنه أراق دماء الملايين، وعلى الرغم من تجاوز تصريحه بأنه "سيكون هناك حساب لأردوغان في نهاية المطاف" للحدود إلا أنه جاهل بالتغيّرات التي حدثت في تركيا.

ووفقًا لأي فإن تركيا تعلم منذ 60 عامًا أن الولايات المتحدة الأمريكية، سواء كانت السلطة في يد الجمهوريين أو الديمقراطيين، لن تكون صديقة أبدًا لتركيا التي تدين بالإسلام الذي تحاربه الولايات الأمريكية المتحدة منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.

وأوضح أي أن الكثير من الصحفيين والكتاب بدؤوا يروجون نظرية أن "أردوغان أصبح الخصم الأول للغرب والولايات الأمريكية المتحدة في السنوات الخمس الأخيرة، نتيجة لعدم تضحيته بمصالح شعبه وبني جلدته لحساب مصالحهم غير الملائمة لمصلحة المنطقة".

ذكر جون هانا كذلك أن أردوغان يشكل الخطر الأكبر على الولايات الأمريكية المتحدة، وعلّق أي على ذلك بأن الولايات المتحدة تبعد عن تركيا آلاف الأميال، وأن تركيا لا تمتلك أسلحة عابرة للقارات وأن الاقتصاد التركي ليس بتلك القدرة على منافسة الاقتصاد الأمريكي والتأثير عليه سلبًا وتركيا لا تملك مقاعد تأثيرية كُبرى في الناتو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ويتساءل أي كيف يمكن لتركيا أن تشكل خطرًا على الولايات المتحدة الأمريكية؟ ويجيب بقوله إنّه إذا كان الخطر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية يعني منعها من تنفيذ الخطط الشيطانية في منطقة الشرق الأوسط، فإن أردوغان وتركيا يشكلان خطرًا كبيرًا عليها.

ويضيف أي أن أردوغان بات يشكل خطرًا على الولايات المتحدة منذ أن واجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر دافوس واتهمه هو وقيادات إسرائيل بالاستمتاع في قتل المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، فمنذ تلك اللحظة وحتى الآن هناك خطط تحاك لإسقاط أردوغان وحرمان تركيا من التقدم والاستقرار السياسي والاقتصادي.

ويعدد أي بعض المؤامرات التي شاركت الولايات الأمريكية المتحدة في حياكتها ضد أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية على النحو التالي:

ـ محاولة اعتقال رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان وإبعاده عن منصبه، ليخلوا لهم الجو في حياكة المؤامرات والدسائس.

ـ دعم مظاهرات غيزي بارك سياسيًا وإعلاميًا ومحاولة تصويرها على أنها "ثورة".

ـ إعطاء الضوء الأخضر للكيان الموازي لتعكير الاستقرار الداخلي لتركيا.

عن الكاتب

جلال سلمي

صحفي وباحث سياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس